هيئة للرقابة على الأطعمة والأغذية

سبق وأن قلت أننا نعيش الفوضى في كل مناحي الحياة ، وأننا في زمان الغش وغياب الضمير .. وللأسف غير مكترثين لما يجري حولنا ، وحتى تلك الأشياء التي تمس حياتنا ( كأمننا الغذائي والصحي ) ، ففي كل دول العالم ( المتحضرة وغيرها ) بل حتى الدول الفقيرة والتي قد يصل متوسط دخل الفرد فيها لدولار فقط في اليوم -وأوشكنا أن نصبح منها مع الإنخفاض المتواصل للجنيه مقابله – وما أعنيه بالضبط أن تلك الدول رغم فقرها وقلة حيلتها ؛ إلا أنه لها هيئات أو إدارات منفصلة بها كوادر وإمكانيات معقولة وواجبها هو الإشراف على ما يأكله ويشربه المواطن ( هيئات الرقابة على الأغذية والأطعمة ) .
الماثل أن موضوع مثل هذا ? وحسب مشاهداتي والواقع المعيش ? لا يأتي ضمن الأولويات ، أو نجده يأتي ضمن الإهتمامات الثانوية ، فنجد أن مكاتب الصحة في المحليات ( المعتمديات أو البلديات ) هي التي تتولى أمر إصحاح البيئة ، والإشراف على المطاعم والكافتريات ، والصرف الصحي وما يتصل ! … فمثلآ بالكاد تجدهم يقومون بعمل حملة للكروت الصحية للعاملين بأماكن تقديم المأكولات والمشروبات ، والأمر الأهم هو سداد الإيصال المالي اللازم لتكملة إجراء إستخراج كرت صحي دون إخضاع العامل لفحوصات كامله أو تلقينه ( تذكيره ) بنقاط مهمة كغسل الأيدي ولبس الكمامات ومراجعة الأظافر و غير ذلك ، والبعض منا ربما يجد صعوبة في تناول طعام خارج منزله حال شعر بالجوع في مكان ما ، والسبب رداءة أماكن تقديم الخدمات .
وشئ آخر تغفل عنه ( تتجاهله ) مكاتب الصحة ، وهو ما هي مكونات إعداد الوجبات بالمطاعم والكافتريات ؟! … صدقآ أقول نسبة مقدره من المطاعم الشعبية والسياحية معآ همها الوحيد هو تقليل التكاليف فنجد أنها تستخدم زيوت رديئة ولحوم غير جيده ، فمعظم الوجبات التي تقدم في تلك الأماكن غير صحية (دهون وشحوم ) وبيتزا اللحم بقدرة قادر تصير قراصة هذا على سبيل المثال ، هذا مع بعض الإضافات غير الصحية ، أما عن المشروبات فحدث ولا حرج إذا تطوع احدنا وركز في نوعية الفاكهة ببعض بالكافتريات ( حتى السياحية والتي قد تبدو نظيفة وراقية ) لما أقدم على الدخول اليها ، صدقوني ستجون الفاكهة التالفه بالإضافة الى الفروالة المصريه ، وقبل فترة تحسرت يا ساده ؛ لأنني لاحظت غياب الفاكهة التالفة في أكوام وبراميل وحاويات النفايات ، فكان ذلك قبل سنين مضت ، وكانت الضمائر صاحية والأخلاق عالية ، والذمم مبرأة لكننا الآن نجدها ببعض الكافتريات والمطاعم لأن بائع الفاكهة يبيعها لهم بثمن رخيض لئلا تتلف عنده .!!
حركتنا اليومية مرتبطة ببعضها ، وضمنها صحتنا والتي تعتمد – بعد حفظ الله تعالى – على ما نتاوله من طعام وشراب ، فمثلآ مريض الضغط والسكر قد تسوء حالته اذا تناول طعام خارج منزله ، بالتالي سيذهب لمراكز العلاج التي تكلفه (والدوله بعض الشئ ) مبالغ لزوم العلاج ، إذن لمَ لا توفر الدولة المبالغ المهدرة في أمور قد تمنع وقوعها وذلك بقيام هيئة عامة ( إتحاديه ) للرقابة على الأغذية والاطعمه ، تتعامل بصرامة فيما يمكن تقديمه من طعام وشراب،و تدخل لمطابخ إعداد الطعام ، وتراجع نوعية وجودة المكونات بل يمتد الأمر لمصانع زيوت الطعام وشركات الأغذية ومصانع التعليب وكل شئ فالمواصفات والمقاييس وحتى حماية المستهلك لها مسئوليات محدودة ، وهنالك فراغ يجب ملؤه بهيئة للرقابة على الأطعمة والأغذية حفظآ لصحة المواطن وضبط لكل المنتجات ، ومنع البقالات ومراكز التسوق من وضع (عرض ) عبوات المياه والمشروبات في الخارج وتركها على الشمس !! .
قبل أن أغادر ….
إحدى المرات كنت على بص سفري من الخرطوم لإحدى الولايات ، وأذكر أنه تم تقديم مشروب يبدو أنه منتج بناصية ما حول الميناء البري ( لأنه مجهول ) ليس عليه ديباجة توضح ما هو ، واين تم إنتاجه ، والإضافات وغيره ( عبارة عن ماء ملون ) … المهم كان البص متحركآ ولا أملك حينها إلا وضع قارورة هذا المشروب غير المعلوم – بأسف -على شبكة المهملات أمامي على المقعد !
أيمن الصادق
[email][email protected][/email]