أخبار السياسة الدولية

مبعوث أممي: حان الوقت لإجراء انتخابات في جنوب السودان

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، الأربعاء، إن الوقت قد حان لإجراء انتخابات شفافة وتشكيل حكومة شرعية، مؤكداً قدرة جوبا على منافسة أي دولة في شرق أفريقيا.

وأضاف ديفيد شيرر، إنه على رغم “أن الأمور تسير ببطء شديد، فقد حان الوقت الآن للتركيز على الانتخابات والحصول على حكومة شرعية منتخبة شعبياً”.

وتابع:”يجب أن تكون هذه الصرخة الحاشدة، بينما نمضي قدماً ليشمل الأمر الجميع من أجل الضغط على الحكومة لترفع صوتها فعلياً وتجري تلك الانتخابات”، موضحاً أن “لا يعني ذلك أن الفائز يجب أن يأخذ كل شيء، لأن ذلك يمكن أن يخلق مشاكل، لكن علينا أن نسمح للناس بأن يكون لهم رأي في ما سيأتي بعد ذلك”.

ومع اقتراب البلاد من الذكرى السنوية العاشرة لاستقلالها عن السودان في الـ 11 يوليو المقبل، لديها الآن حكومة انتقالية في أعقاب “اتفاق السلام” المُوقع في عام 2018، ووقف إطلاق النار لعام 2020.

“النفط والمال”

وقال شيرر، الذي سيترك منصبه قريباً، إن الثروات النفطية والمعدنية مهمة لتحفيز التقدم الاقتصادي، إذ قد تؤدي إلى “القضاء على الفساد وتشكيل حكومة شفافة ومنفتحة”.

وحول السبب الذي جعل جنوب السودان بلداً غنياً بالنفط، قال شيرر إنه “بعد الاستقلال كان لدى النخب وهم جنرالات الحرب الذين وجدوا أنفسهم في الحكومة، عداوات هائلة تجاه بعضهم البعض وكافحوا من أجل أن يكونوا على القمة”.

وأضاف: “تحويل الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي أصبحت الحزب الحاكم للبلد الجديد، إلى دولة ما زال جار”، مشيراً إلى أن الحركة “تُفكر في الكيفية التي يمكنها بها الاستمرار في الاحتفاظ بالسلطة وهم يمضون قدماً وهذا فرق كبير جداً من الرؤية الاستراتيجية، أين سيكون جنوب السودان في غضون خمس أو عشر سنوات؟”.

وأوضح شيرر أن “الموارد المالية التي تأتي إلى الحكومة، يتم استنزافها من قبل هذه النخبة، كما أن هناك القليل جداً من الإدراك للمكان الذي ينبغي أن تذهب الأموال إليه”، مضيفاً أن الأموال “لا تذهب لخدمة شعب جنوب السودان وهناك مشاكل في محاسبة الحكومة”.

ويشار إلى أن شيرر كان رئيساً لأكبر بعثة حفظ سلام تابعة للهيئة الأممية بأكثر من 14 ألف جندي و1500 شرطي، ومسؤولاً عن التعاملات السياسية أيضاً، وعمل كان سابقاً كعضو في البرلمان النيوزيلندي وشغل العديد من المناصب في الأمم المتحدة، بما في ذلك في العراق في الفترة  بين العامين 2007 و2009 .

“آمال السلام”

وكانت هناك آمال كبيرة في السلام والاستقرار بمجرد حصول جنوب السودان على استقلاله، الذي حارب من أجله طويلاً، لكن البلاد انزلقت في أعمال عنف عرقية في ديسمبر العام 2013، عندما بدأت القوات الموالية للرئيس سلفا كير، محاربة الموالين لرياك مشار، نائبه السابق الذي ينتمي إلى قبائل النوير.

وفشلت محاولات عديدة للسلام، من ضمنها الاتفاق الذي شهد عودة مشار لمنصب نائب الرئيس في العام 2016، ليهرب بعد أشهر وسط قتال جديد، في حين تسببت الحرب الأهلية في مقتل ما يقرب من 400 ألف شخص وتشريد الملايين.

وأعقبت ضغوط دولية مكثفة “اتفاق السلام” الأخير في 2018، وفي فبراير الماضي، تم تشكيل حكومة ائتلافية بقيادة كير، وينوبه فيها مشار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..