سلطان الأبريق ..!!

· حكاية تتحدث عن حالة البعض منا وهم الأكثرية ، وتوصف بدقة نفسية هؤلاء المرضى ، فالكل يريد أن يصبح هو الآمر والناهي ، فالمسألة في تقديري حالة مرضية أكثر من كونها تحديد أدوار أو مسؤوليات ..!!

· هناك مثل شائع بين بعض السودانيين يقول ( سلطة للساق ولا مال للخناق ) أو كما قال المثل ، وفعلاً هذا ينطبق على الوضع العام ، فعندما تذهب لقضاء مصلحة ، أو لقضاء حاجة ، في أي مرفق حكومي أو شركة خاصة كانت أو عامة ، يبدأ التسلط والتعالي والتعاظم من الإستقبال حتى المدير العام ، فجميعهم يحاول إظهار الأهمية ، وفي الواقع جميعهم ( عبد المأمور ) والمأمور ذات نفسه مأمور ، يعني بالواضح لاقرار ولا هيبة ولا مسؤولية لأي منهم ( وهذا لا ينطبق بالضرورة على الجميع فمايزال هناك بعض الشهامة والمروة وإحترام الناس ) ولكن الشر يعم ..!!

· الحكاية تقول ، كان هناك عامل نظافة مراحيض ، عمله اليومي هو ملء الأباريق وتنظيفها وتجهيزها لمستخدمي المراحيض ، وذات يوم جاء أحدهم مسرعاً ( لقضاء حاجته ) وأخذ أبريقاً وهم بالدخول للمرحاض ، إستوقفه عامل النظافة بلهجة آمرة ، وأمره بترك ذلك الأبريق الذي يحمله وأخذ آخر ، فتعجب الرجل من الموقف ونسبة لموقفه الحرج فعل ما طُلب منه ، وبعد أن خرج سأل العامل بإستغراب عن سبب طلب تغير الأبريق ، فلا فرق بين الأباريق التى أمامه ، وكان رد العامل لصاحبنا بطريقة متعجرفة ( أنت حتوريني شغلي ) ، وهذا بالضبط ينطبق على معظم العمال والموظفيين والمدراء والوزراء والمستشاريين ، فجميعهم في أغلب الأحيان يتصرفون بدافع ( الأهمية ) وجميعهم في الآخر لسان حالهم يقول ( أنت حتوريني شغلي ) ، وهناك قصص وحكايات ومواقف لا تحصى ولا تعد عن عدم معرفة معظمهم لحدود مسؤولياتهم والقوانين والوائح يعني ( طرش في الزفة ) ، والجميع عامل سلطان الأبريق ..

ولكم ودي ..

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..