مقالات وآراء سياسية

سودانيات في المهجر… أوضاع يندى لها الجبين! (4)

محمد التجاني عمر قش
الولد البجيب خيبة أمل لبلادو
أنا في ظني أفضل منو أم أولادو
زولاً داسوا عاتي الإنجليز أجدادو
حرام يقبل تهاجر للدول أعراضو
“أبو النور الهادي”
حتى وقت قريب كانت الأنظمة والقوانين في السودان وفي دول الخليج لا تسمح بسفر المرأة أو دخلوها إلى تلك الدول من غير ذي محرم، ولكن للأسف الشديد تبدلت الأحوال الآن حتى أصبحت بعض دول الخليج، التي تستقبل معظم المهاجرات السودانيات، تسمح بدخول النساء بدون محرم سواء كان ذلك بتأشيرة سياحية أو ما شابهها؛ وتبعاً لذلك أصبح بإمكان الفتاة أو النساء من مختلف الأعمار السفر في أي وقت طالما أنها استطاعت الحصول على قيمة التأشيرة والتذكرة وما يدفع مقابل بعض التسهيلات في الخرطوم؛ خاصة بعد انتفاء الموانع السابقة وما طرأ من تغيير كبير في شروط الدخول والهجرة لدى بعض الدول، ونظراً لما حدث من تغيير داخل البلاد.
بالنسبة لهذه الفئة من اللائي يخرجن بتأشيرة زيارة فإن الوجهة المفضلة لديهن هي مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة؛ ولذلك فإن وضع السودانيات في تلك المدينة صار حديث جهات كثيرة، وبات معلوماً للقاصي والداني. وكثير منهن يمارسن التهريب عبر مطار الخرطوم، وربما يمارسن أعمالاً تسئ في مجملها إلى سمعة السودان وشعبه، ناهيك عن حرمتها ومنافاتها للأخلاق والكرامة! ومن جانب آخر تخرج بعض الناس بنية العمرة والزيارة إلى الأراضي المقدسة ولكنهن يفضلن البقاء في بعض المدن السعودية، وقد يجدن من يهيئ لهن المأوى ووسيلة النقل والتواصل، وما يتبع ذلك من ممارسات غير مشروعة وكل ذلك من أجل كسب حرام.
وبنظرة سريعة لأوضاع السودانيات في دول المهجر نجد أن الحال في قطر هو الأفضل؛ نظراً لوجود ضوابط مشددة وصارمة فيما يخص منح التأشيرات، فهي إما أن تكون عائلية بالدرجة الأولى أو من أجل العمل بعقد موثق ونظامي مع الجهات الرسمية؛ ولهذا يندر أن نسمع عن ممارسات سالبة من السودانيات في دولة قطر. ومن جانب آخر منعت سفارة السودان في الدوحة، بالتعاون مع السلطات القطرية، عمل السودانيات “كحنانات” أو خدم منازل من باب سد الذرائع نهائياً. وفي حال اكتشاف تلاعب أو غش أو تزوير فيما يتعلق بالتأشيرات أو عقود العمل فإن ذلك يعرض الشخص المتورط لعقوبة رادعة، ومن تريد العمل في قطر عليها أن تصطحب أحد محامرها.
أما عن الوضع في سلطنة عمان فإنني أحيل القارئ الكريم إلى التحقيق الذي نشره الأستاذ كمال الهدي وقد جاء فيه: “يأبى بعض ضعاف النفوس إلا أن يضاعفوا أحزاننا، ويجبروننا على الكتابة وسط هذه الأحزان. توجهنا في مساء يوم الخميس الماضي لمطار مسقط لوداع بعض الإخوة، وأثناء لحظات الانتظار ابتدر أحدنا نقاشاً حول أمر مخزِ وفاضح وقبيح. كان الحديث حول التأشيرة السياحية التي فتحها أخوتنا العمانيون مؤخراً للراغبين في زيارة السلطنة من السودانيين، بعد أن كان الأمر قاصراً على تأشيرات الزيارة فقط، والتي لم تُكن تُمنح إلا وفقاً لضوابط محددة وصارمة. ولم يدر العمانيون فيما يبدو أن التأشيرات السياحية، ستأتيهم بما لا يسرهم من بلدنا الذي لا تزال سمعة إنسانه هنا بوزن الذهب. علمت خلال ذلك النقاش بوصول أعداد ليست قليلة من “فتيات الشنطة على الكتف والعيشة خطف” اللاتي كتب العديد من الزملاء حول فضائحهن وتلاعبهن بسمعة الوطن في مدينة دبي. وعلمت أن أعداداً منهن قد بدأن التدفق على مسقط كملاذ ثاني”.
ويتضح أن هنالك جهات ترتب سفر من يمارسن الرذيلة إلى خارج السودان بدون مراعاة لسمعة البلد! وهنا في السعودية هنالك عشرات السودانيان في السجون السعودية إما بجرائم أخلاقية أو تجارة مخدرات، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الجرائم الجنائية بما فيها القتل.
وبما أننا لا نريد الحديث عن المسكوت عنه فإننا نكتفي بالإشارة فقط؛ لأن القصد هو لفت الانتباه وتبصير الجهات المعنية؛ حتى تبذل الجهود المطلوبة في هذا الصدد. ومن هنا نناشد الجهات ذات الصلة بالتحرك بشكل عاجل من أجل التوصل إلى اتفاقيات ثنائية أو على أقل تقدير تفاهمات ملزمة بين السودان ودول المهجر؛ خاصة في منطقة الخليج؛ للحد من دخول الفتيات والنساء السودانيات إلى تلك الدول من غير ضوابط واضحة.
هذه المسألة تتطلب تحرك وطني مخلص تشترك فيه الجهات الرسمية والإعلامية من أجل تبصير النساء بحقوقهن وضرورة المحافظة على سمعة الوطن في الخارج. ونذكر بأن بعثاتنا الدبلوماسية تقوم بأعباء إضافية بسبب ما يرد إليها من شكاوى تتعلق ببعض السودانيات. وعلى سبيل المثال استقدمت جهة ما ممرضات للعمل في منطقة وسطية بالسعودية ولكن بعد وصولهن طلب منهن العمل في مجال النظافة والسبب في ذلك عدم إحكام العقد قبل الخروج من السودان. ومن المؤسف أن تتحول بعض اللائي استقدمن للعمل في مجال التدريب إلى ممارسات مخلة بالشرف والأخلاق وتتعارض مع الأنظمة. باختصار هنالك مشكلات ينبغي التصدي لها بشكل عاجل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..