أخبار مختارة

روائي شهير يكشف معلومات فظيعة عن جهاز الأمن في “خشم القربة”

الروائي عبد العزيز بركة ساكن

ما حدث في خشم القربة ليس غريبا اطلاقاًً ولا جديداً؛ لم يذق سكان خشم القربة منذ عهد دولة الانقاذ الفاسدة نعمة الامن الا في عهد رجل امن غريب جدا اسمه طلحةالسماني؛ ومكمن غرابته انه إنسان ، طبعا قام الانقاذيون بطرده من الوظيفة وتجريده من رتبته وتسريحه للصالح العام ولا ادري ماذا فعلوا به ايضاً: ضباط الامن في خشم القربة وحوش وسفاحون.

واكتب ذلك عن خبرة كأحد اكثر الذين تم اعتقالهم في خشم القربة وممارسة اعنف انواع التعذيب اللفظي والمعنوي عليهم والحرمان من النوم، بل الحبس الانفرادي في حراسة السكة حديد التي كانت تستخدم لحبس اللصوص وعتاة المجرمين، بالاضافة لفصلي من العمل مرتين.

ومن الغرائب كان من المتهمين دائما والى الآن الصديق كمال قمش وصديق العمر الطيب كبسون (وهما من المعتقلين في الأحداث الاخيرة) وكل أسرة خليفة النعيم صغيرهم وكبيرهم والمغضوب عليه خالد سعدوك.
مجتمع خشم القربة مجتمع متماسك، وعلى الرغم من عنف الكيزان ونسميهم هنالك ناس بيت النمل، الا ان العلاقات الاسرية لم تتاثر بذلك، ويظهر ذلك في التكافل العفوي في مناسبات الأفراح والأتراح، وللأمانة ايضا كل الذين قاموا بالاعتداء اللفظي والنفسي والبدني علينا كمعتقلين في تلك الأوقات ليسوا من ابناء القربة، ياتون بهم دائما من مدينة كسلا، وربما يأخذون ابناء خشم القربة الذين يعملون بالأمن الى مدينة كسلا كتبادل في الفعل الاجرامي، نعم هنالك بنتان وبعض الرجال من الدفاع الشعبي كانوا يمنعون عنا النوم بالإنشاد طوال الليل، احدي السيدتين تلميذتي في المدرسة، نعم هنالك الواشون والواشيات من الطلاب الذين تم تجنيدهم في الحركة الاسلامية، ثم المؤتمر الوطني، وهم الذين يرفعون التقارير عن المعلمين والطلاب زملائهم، ولكن كل مجتمع فيه الصالح والطالح اقصد فيه الانسان والكوز.

عندما كتبت عن ابن صديقي عادل فضل السيد الذي اعتقل في ايّام الثورة الاولى، تم تعذيبه في تلك الليلة نكاية بما كتبته في مطالبة لإطلاق سراحه، لذا سوف لا اكتب عن أصدقائي المعتقلين الآن الا بعد الثورة: يكفي ما يعانون منه في هذا الليل الطويل، ليل الخوازيق.

الشهيد احمد الخير، هو ابن عمنا الخير النجار، وعندما وفدت الاسرة الى خشم القربة أقاموا في بيت صغير يقابل بيت خالتي فطومة زوجة علي الجمل، ووالده اصبح صديقا لعلي الجمل حيث كانا توأما شارع السوق، تجدهما دائما على كرسيين قديمين من البلاستيك امام دكان على الجمل الذي يخلو دائما من البضاعة، سوي طاولة الرغيف وبعض سبائط الموز والكثير من العفة.
يصغرني الاستاذ الشهيد احمد بسنوات كثيرة وهو زميل اخي الفاتح بركة وربما كان تلميذي في مرحلة ما.

في كتابة اخرى؛ ساواصل.

فيسبوك

‫7 تعليقات

  1. الفنان الشفيف السوداني الأصيل عبدالعزيز بركه ساكن ,, أكتب و في حضرتك تختبئ الحروف و لو لا ما يجمعنا الأن الحزن لكنت لك قارئ فقط و لكن حروفي الهزيلة أبت إلا أن تكتب و تشارك بعض الأحزان .. ما يحصل في السودان الحبيب الأن مرير و تعيس و خصوصاً ما تمّ في خشم القربة تقشعر له الأبدان ,,, ولاكن علّها صفعة تخلِفُها يقظه , نمنا كثيراً في بيت الإستكانة حان الوقت للجميع النهوض و العمل لإسقاط الباطل و نحن مع الحق أينما كان لن يثنينا أياً كان عن الحقوق , الحرية , العدل و الثورة طريق الشعب , لن نغفر و لن نسامح عن كل الشهداء و المعتقلين و الأيتام و المهمشين .
    تحية حب و إحترام و تعازينا لنا و لكم في كل من فقدناهم و هم باقون في الوجدان سطًروا أساميهم بأحرف من نور.

  2. انت مين العلمك صحافة يا همت يا وهم(روائي شهير!) دى بكتبوها فى صحف الاثارة و اخبار الليالى الحمراء. اكتب عنوان الخبر او المقال واضح بدون اثارة لو سمحت.

  3. الاستاذ عبدالعزيز بركه ساكن انسان مبدع لكنه مقل في الكتابه للصحف ولا ادري لماذا.نحن نحتاج لمثل كتاباتك هذه فلا تخزلنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..