أخبار السودان

السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية: الجماهير لا تنتظر الإشارة من أحد .. ومهما اشتدت آلة القمع بإنها لن تُلجم حركة الجماهير

السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية مسعود محمد الحسن للميدان

لا نرفع شعار لجان المقاومة كشمَّاعة ولكنها واقع حقيقي

يربطنا مع احزاب تحالف نداء السودان التنسيق المشترك من اجل حل قضايا المعيشة.

الجماهير لا تنتظر الاشارة من احد وهي تنتظم في اشكال مختلفة لخدمة قضاياها.

سُكون الجماهير لايعني تراجعها وانما استعدادها لجولة اخرى وكل حركة ستأتي متقدمة على ماسبقها من حراك.

مقدمة:
بعد تحركات 16 يناير الجماهيرية اخذ المشهد السياسي اشكالاً متراجعة تمثلت في الصمت الجماهيري وعودة المعارضة لحالة التناظر التي يبدو انها قد تجاوزتها في وقت سابق. “الميدان” لمعرفة طبيعة الحراك الجماهيري جلست الى الاستاذ مسعود محمد الحسن السكرتير السياسي للحزب الشيوعي بالعاصمة القومية، وقلبت معه هذا الملف، فالى مضابط الحوار.

حراك 16 يناير توقف في حدود نهاية نفس الشهر، كيف تنظرون الى ذلك؟

16 يناير لم يكن دعوة لانتفاضة ، وانما كان تعبيراً عن شكل من اشكال رفض ومقاومة ميزانية الجوع والفقر، وبالتالي هذه ليست الثورة وانما حراك يتصاعد ويتراكم حتى يتحول الى انتفاضة.
لكن بالمقابل الازمة تفاقمت ودخل فيها شُحُّ الوقود ولم نر أي تحركات، فهل نجحت الة القمع في شل نشاطكم؟
من البداية كان قراءاتنا تفيد بان هذا النظام لايملك أي حلول للازمة الاقتصادية ، وكنا نتوقع استفحال الازمة ،وهذا ليس رجماً بالغيب، وكل سياسات النظام الاقتصادية كانت تشير الى اننا سوف نصل هذه الدرجة من الازمة . لكن بالمقابل مقاومة الشعب السوداني لم تتوقف يوماً، تعلو مرات وتنخفض مرات مداً وجزراً، تظهر من خلال اشكال مقاومة مختلفة وسط المعلمين والعاملين في المهن الصحية والقطاع الغير منظم رغم القمع الذي تواجه به السلطة أي حراك يهدف الى مقاومة سياساتها في المجالات المختلفة ، لذلك نستطيع ان نقول ان الة القمع اثرت من جهة ، لكن من الجهة الاخرى تقوم المقاومة بلملمة اطرافها وتنظيم نفسها من جديد والدخول في جولة اخرى من المقاومة .

هل يعني ذلك انكم تنتهجون سياسة النفس الطويل ؟.

لابد ان تنتهج سياسة النفس الطويل والا ستخرج خارج المعادلة السياسية ، لان الجماهير لاتتحرك بالاشارة ، ولكن بوعيها الذاتي ومن خلال تنظيم نفسها واستعداداها الكامل لمواجهة النظام.

وهل لذلك مثال ؟

المراقب للشارع يلاحظ ان حالة الصمت انتهت والجماهير دخلت حالة الململة والتعبير عن سخطها والتعبير عن استعدادها لمواجهة السياسات الاقتصادية للنظام ، وذلك نلاحظه من خلال الاحتجاجات في صفوف الغاز،الوقود والخبز، وهذه مرحلة متقدمة من مراحل الاستعداد للمواجهة ، ومن الممكن ان ينفجر الشارع في اي لحظة.
لكنكم دائماً ترفعون حجة عدم اكتمال العامل الذاتي ، ماهو هذا العامل الذاتي ؟والا يحق للناس ان يعتبرونه شماعة تعلق عليها المعارضة فشلها في تنظيم وقيادة الجماهير ؟
العامل الذاتي هو تنظيم الجماهير ووعيها بقضاياها وامتلاكها لرؤية بديلة. او الانتفاضة التي تاتي بعد تنظيم تكون اكثر قدرة على حماية نفسها من السرقات ، قد تنفجر الجماهير وتخرج في ثورة بدون تنظيم، طالما ان العوامل الموضوعية مكتملة لكن التحكم في مسارات الثورة ، ومآلاتها ونهاياتها غير معلومة ، لانها لاتملك رؤية واضحة او برنامج بديل ، بعد اسقاط النظام .
ولا اعتقد ان الحديث عن اهمية وضرورة ما قيل يعتبر شماعة ، لان العمل على تنظيم الجماهير ستعقبه مكاسب لحركة الثورة نفسها خاصة بعد الاتفاقيات علي برنامج البديل الديمقراطي والفترة الانتقالية وقضايا المؤتمر الدستوري بالتالي تنظيم الجماهير يأخذ الاولوية والاهمية القصوى .

كيف يكون تنظيم الجماهير ؟

الجماهير تنتظم في مواقعها حيث ماكانت، في مواقع السكن او الاحياء او مواقع العمل او مواقع الدراسة ، وتنظيم الجماهير يبدأ بقضاياها اليومية والحياتية والالتفاف حولها والضغط من اجل تحقيق مطالبها عبر اشكال مختلفة .

مثل ماذا ؟

مذكرات للوحدات الادارية او اللجان الشعبية وتجميع توقيعات، وقفات احتجاجية، وكافة اشكال المقاومة.

وماهي الاوعية التي تنتظم فيها الجماهير ؟

ليس هناك شكل أو وعاء واحد لكن الجماهير قادرة على ابتداع الاشكال المناسبة لكل واقع، ومن الممكن ان تنتظم في شكل لجان اراضي او دفاع عن مرافق خدمية ،او اشكال لجان مقاومة ضد الغلاء والجبايات.

هل هناك خطوات،في هذا الاتجاه ام لازال في طور التنظير؟

في الواقع توجد لجان واشكال مقاومة واشكال تنسيق بين اطراف المعارضة المختلفة في قوى الاجماع ، الى جانب العمل المشترك مع الاحزاب خارج تحالف قوى الاجماع.

تقصد تحالف نداء السودان ؟

نعم .

ولكنهم اختاروا الانتخابات ماهي التقاطعات بينكم وبينهم ؟

القضايا اليومية التي تهم الجماهير من غلاء ووضع اقتصادي طاحن تجمع الناس في المقاومة والرفض لان هذه القضايا تهم الجماهير وقواعد الاحزاب اكثر مما تهمها الانتخابات والتحضير ل 2020.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..