خبراء: التستر يتسبَّب بعدم إحصائيات الرشوة

استهجن خبراء قانونيون وناشطون في مجال الشفافية وحماية المستهلك عادات سودانية حصروها في التسامح والتستُّر والكتمان والتحمُّل، قالوا إنها تساهم في عدم وجود إحصائيات للأحكام القضائية بجريمة “الرشوة”، وإنها لا تشكل دليلاً على حجم المشكلة.
وذكر الناشط في مجال الشفافية وحماية المستهاك، ميرغني بن عوف، لبرنامج “إشارة حمراء”، الذي بثته فضائية “الشروق”، يوم الثلاثاء، أنَّ جريمة الرشوة أصبح يطلق عليها مصطلح “تسهيلات”. وقال إنَّها جريمة تعبر عن جزء مهم للفساد المنظم.
وقال إنَّ الذين يبحثون عن الرشاوى يتعاملون مع الأمر بذكاء. وأضاف: “دول تتعامل مع الرشوة عن طريق الإغراء، وفي السودان نتعامل معها عن طريق الإكراه”.
من جانبه، قال الخبير القانوني، د. عادل عبد الغني، إنَّ جريمة الرشوة لا تشمل عقوبتها الموظف العام فقط، بل تتعداه إلى المستخدمين والوكلاء.
وأكد أنَّ القانون السوداني به عقوبات رادعة للراشي والمرتشي تصل إلى الحبس لعدة سنوات، مبيناً أنَّ بعض العادات السودانية تجعل من العسير الحصول على إحصائيات دقيقة بسجلات المحاكم، تمَّت محاسبتها على جريمة الرشوة.
وطالب عادل بأهميَّة معرفة المواطن لحقوقه القانونيَّة، والتمسُّك بها، وعدم السماح بتفشي الظاهرة باعتبار أنها إحدى أدوات تدمير المجتمعات.
إلى ذلك عدَّ الكاتب، المفكر السوداني، سليمان الأمين، الرشوة والفساد أعراضاً لأمراض أخرى كامنة. وأضاف: “النظام الذي يضطر فيه المواطن للرشوة نظام مختل”.
شبكة الشروق
إليك إمامَ المسلمين نصيحةً ونصحيَ يبدو لا يجافي مقالتي
ألا فانظر الدنيا بعين الحقارة ولا تغتبط مستبشراً بالإمارة
فذلك سلطان سلالة مرشد هو اليعربيُّ المرتضى ذو الإمامة
وكن خاشعاً ذا عفة متواضعاً صبوراً شكوراً زاهداً ذا إنابةِ
ومستعملاً أهل الأمانة راغباً لدار سوى دنياكَ دار المقامة
فمَا عَرَفَ الدنيا وقلَّة حظِّها سوى السادة الزهَّاد أهلِ الإنابة
ولا تحتجب عنها وعجِّلْ مثوبةً لمحسننا والصفح عند الإساءة
ألا واغلقنْ باب المطامعِ كلِّها ولا تترخَّصْ طالباً للتجارة
وساو بعدل منك بين بعيدنا ودانٍ وحرٍّ ثم عند السعاية
وأنت قَويٌّ ما عدلت مسلَّط يخافُكَ كلُّ الحضر ثم البداوة
وإن زغت زاغ النهرُ حتى تطاولت عليك ضعافُ القوم أهل العماية
وقيد عطاءَ الله بالشكر واحْتَصِنْ بعدل وعاملنا بحسن السياسة
ولا تسمعن فينا مقالة بعضنا على بعضنا وانظر بعين الكلاءة
ومهما يجوز العفوُ فاصفحْ ولا تكن عجولاً لتحظى دائماً بالسلامة
ألا وتفقَّد كل وال أقمتَه وليس تولِّي غير أهل الولاية
ألا كلنا راع ومسئولٌ فاعلمن ألا فتفقَّد للورى بالرعاية
فكل بني الدنيا جميعاً منافسٌ على ما رعينا بيوم القيامة
فطوبى لعبد راقب الله في الذي رعاه ولم يسلك طريق الشقاوة
وويلٌ لمن آتاه مولاه بسطة وملكاً فلم يعدل فها ذو الخيانة
فإنك في يوم عظيم ومركب خطير فخذ حزماً بحفظ الأمانة
فعَدْلُك يوماً واحداً بعبادةٍ لستين عاماً من فتى ذي زهادة
وأسرع شيء نقمة الله للذي يجور إذا وُلِّي فكن ذا نقاوة
ألا واقبلنَّ الحق ممن أتى به أكان فقير القوم أم ذا ثراوة
ألا واطرحنَّ المرح ممن سعى به فحسبك عنه العدل خير عبادة
فيا عصبة الإسلام لا طاعةً إذاً لمن قد عصى المولى وأهل التعاسة
ألم تسمعوا ما قد روى عن نبيكم عليه صلاة الله في كل ساعة
إذا حبشي قام بالعدل فاسمعوا له وأطيعوا كل سمعٍ وطاعةٍ
فمهما أقمتم بالكتاب وحكمة وسنة مبعوث أتى من تهامة
فليس لجبَّارٍ عليكم ولايةٌ وعشتمْ على عزٍّ بعيش الهناءة