البعاتي!!

اسطورة ? أظنها سودانية خالصة ? يبدو ان الهدف منها الاساءة الى بعض الاجناس ، تقول بان بعض هؤلاء يبعثون قبل يوم القيامة ، بالتحديد بعد ثلاثة ايام من الدفن . بنفس شكل الميت ، ولكن بقدرات خاصة . باختصار ” البعاتى ” يستطيع ان يفعل بك مايريد ، واذا حاولت الرد فانك تقبض الريح !
خطرت ببالى هذه الاسطورة وانا اسمع من عجائب اخبار السودان ، ان البشير أجتمع بأحدهم بعد أن أماته ? سياسيا ? من قبل وذلك فى سبيل انقاذ الانقاذ ! هذا الاحد كان ،بعد ان اغتيل ، قد صرح بأنه سيترك العمل السياسى ويتفرغ للعمل الخيرى ! بالاضافة الى تصريحات بأنه لم يكن يعلم ان الحال وصل بالشعب السودانى الى ما وصل اليه ، فى محاولة أخرى لخداع الله (!) عسى ان يعفو عن بعض “اللمم ” ، لأنه كقارئ – بالتأكيد – للقرآن يعلم علم اليقين ان الله لايغفر ظلم الآخرين ، وأى ظلم ! قتل النفس التى حرم الله ، وليس نفس واحدة ، حسب اعترافات شيخه للجزيرة حول محاولة اغتيال حسنى مبارك ، التى قيل ان من قتل فيها ? بأوامر من البعاتى ? قد بلغ ثلاثة على الاقل وما خفى أعظم . فهذه تأتى فى العقوبات الالاهية بعد الشرك به . وقد قال الريس من قبل ? فى حالة صحوة اعترته عندما ظن ان الموت قد اقترب ? وهو يخاطب جماعته : يا أخوانا نحن قتلنا الروح ودى مافى عفو عنها ! ومع ذلك فقد نسى البعاتى ورئيسه كل ما قالوه ? وهذا ديدنهم ? وجئ به للانقاذ وهيهات .
غير ان البعاتى ، بدلا من قضاء ماتبقى له من عمر فى الاستغفار ، عسى بل لعل ، أتى ليكمل المشوار على طريقة الاعور ” خسرانة خسرانة “! والسؤال هو : ماذا سيستطيع ان يفعل ؟! هناك فى تقديرى سيناريوهات محتملة ، حسب الوضع السائد الآن فى الساحة السياسية ، وحسب مانعرفه عن شخصية القادم مرة أخرى :
الاول : ان يحاول التصالح مع قوى المعارضة الحية ، والتى اثبتت حياتها بما لايدع مجالا للشك ، وذلك مثلا ، بعمل تغييرات فى الطاقم الوزارى ،وخصوصا الاقتصادى ، أوو فتح الباب من جديد لاكمال حوار الوثبة ، وربما حتى الرضى بما اقترحته قوى المعارضة من قبل باتاحة الحريات والغاء بعض القوانين وفك اسر المعتقلين . .الخ
الثانى : مد “القرعة ” بشدة للاعبين الاقليميين لمزيد من الاحسان واستخدام ما يجودون به لفك بعض الضائقات الماثلة . وهناك احتمال لمثل هذا الاحسان من الدول صاحبة المصالح العظيمة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، مثل العائدون الى سواكن أو الذين منحوا ملايين الافدنة من الاراضى الزراعية أو الذين صرفوا المليارات فى دارفور وينتظرون العائد . وبالطبع يمكن ايضا الجمع بين هذين السناريوهين فى واحد .
الثالث : الضرب بيد من حديد بواسطة الدعم السريع . والاتيان ببقية ” البعاعيت ” ممن مخترعى بيوت الاشباح وتعابير “لحس الكوع ” ، أى باختصار : العود على بدء !
استبعد تماما نجاح السيناريو الاول وذلك لاسباب معروفة للكل ، فالمعارضة بجميع اشكالها قرصت من ذات الجحر عشرات المرات ولاسبيل لان تمد يدها داخل نفس الجحر، برغم من ان هذا الاسلوب قد ينجح مع بعض اطراف المعارضة من باب تفادى العنف وماشابه ذلك من الاسباب العجيبة وقد وضح من التعامل مع المظاهرات حتى الآن موقف النظام من موضوع العنف ، خصوصا اذا استعدنا عبارة البعاتى الشهيرة :shoot to kill ! .
أما الجزء الثانى من هذا الاحتمال والخاص بالمساعدات من الذين يخشون التغيير ، خاصة وقد ابتدره الحزب الشيوعى” الكافر “، وقد وضح من معالم مااتفقت عليه المعارضة اجمعها انها تسعى الى تغيير جذرى ، ستصل جذريته بالطبع الى العلاقات الخارجية . وبهذه المناسبة أوجه التحذير الجدى التالى الى من ينوون تقديم المساعدة للنظام : اذا راجعتم تجارب الشعب السودانى المماثلة الماضية ، ستتأكدون من جديته هذه المرة ، فهو لن يعود من الشوارع الا اذا انجز ما خرج لانجازه ، وعندئذ لاينفع جهة تراجعها ان كانت لم تراجع نفسها فى الوقت المناسب ، الذى هو الآن ، وليس اذا حضر أحدكم الموت !
فاذا أتينا الى احتمال الضرب بيد من حديد ، فقد ثبت من تجارب الشعب السودانى والشعوب الاخرى انه ليس يجدى فى مثل هذه الحالات : فهل البعاتى ومن وراؤه ، وقد أصبحوا أقلة ، خصوصا بعد بيان الاحزاب المتحالفة مع الوطنى ، التى نفضت يدها تماما منه ، هل يظنون انفسهم أقوى من شاوشيسكو أو الحزب الشيوعى الروسى ، أو الوطنى المصرى وعشرات الامثلة القريبة والبعيدة جغرافيا وزمنيا ؟!
وكلمة أخيرة للبعاتى العائد ، عله يتعظ قبل ضحى الغد ، أنظر الى وجهك اليوم فى المرآة ، ثم الى صورة وجهك قبل التمكين والاصابة بداء السلطة، الا ترى انه ينطبق عليه قوله تعالى ( يوم تسود وجوه..)
والمعنى هنا يوم القيامة ، وقد كنت استغرب من الوصف وأقول فى نفسى : كيف تسود وجوه من هم سود فى الاصل ، الى ان رأيت ذلك يحدث امامى !
فياجماعة الخير : تدبروا القرآن وعودوا الى بعض رشدكم عسى ان يخفف عنكم بعض العذاب فى الآخرة وبعض الخزى فى الدنيا ، ذلك قبل ان يعم طوفان الشعب فلا يبقى الا من رحم ربى ، وليس من ضمنهم ?بالتأكيد ? حميدتى وجماعته !!!
سبحان الله…البعاتي..صورة طبق الأصل!!
سبحان الله…البعاتي..صورة طبق الأصل!!