ظاهرة غريبة: اغلب رؤساء دول الجوار السوداني انتهوا نهاياتهم دامية.

بكري الصائغ
لم استغرب اطلاقآ عندما سمعت بمصرع الرئيس التشادي السابق ادريس دبيي في يوم الثلاثاء ٢٠/ ابريل الجاري، فالذي يعرف تاريخ دولة تشاد عن قرب، يعرف ان اغلب الرؤساء الذين حكموها كانت نهاياتهم دامية.
واذا طرحنا سؤال حول النهايات الدامية التي لحقت بعض رؤساء دول الجوار السوداني، فهل ما لحق رؤساء تشاد تعتبر حالة حالة شاذة؟!!، ام النهايات الدامية قد لحقت ايضآ عدد كبيرمن رؤساء دول الجوار السوداني ؟!!…واليكم رصد بعض حالات النهايات الدامية التي راحوا ضحيتها رؤساء دول الجوار السوداني، وبعض الحالات الافريقية الاخري.
١-
اولآ- دولة تشاد:
(أ)-
الرئيس الاول الذي حكم تشاد، كان الرئيس “فرانسوا تومبلباي”، الذي حكم البلاد من الفترة (١١/ اغسطس ١٩٦٠- وحتي ٣٠/ اغسطس ١٩٧٣) لقي مصرعه مقتولآ -ويقال ان فرنسا كان لها ضلع في مؤامرة الاغتيال.
(ب)-
بعد مصرع “فرانسوا تومبلباي”، جاء للحكم الرئيس “نجارتا تومبلباي” الذي اغتيل في عام ١٩٧٥.
(ج)-
الرئيس الثالث الذي حكم البلاد فقط لمدة يومين (من ١٣/ابريل-وحتي ١٥/ ابريل ١٩٧٥)، كان “نويل ميلاريو أودينغار”.
(د)-
الرئيس الرابع الذي حكم تشاد، كان “فليكس معلوم”، ومات بسبب علة في القلب.
(هـ)-
الرئيس الخامس لدولة تشاد، كان “جوكوني عويضي”، الذي حكم البلاد في الفترة من (١٩٧٩ وحتي ١٩٨٢)، ولما اشتدت المعارك بينه وبين عدوه اللدود ” حسين حبري”، ولم يستطع الانتصار فيها علي “حبري”، عندها هرب “جوكوني عويضي” الي الجزائر وعاش فيها كلاجيء.
(و)-
جاء الرئيس “لول محمد شوا” للحكم، ولكنه مات بسبب مرض عضال.
(ز)-
جاء الرئيس “حسين حبري”، وحكم البلاد في الفترة من ٧/يونيو ١٩٨٢-وحتي ١٩٩٠، ولكنه لم ينعم بالحكم، فقد شنت قوات المعارضة بقيادة “ادريس ديبيي” هجمات ضارية ومكثفة ضد قوات الحكومة، واستطاع ” ديبيي” ان يقصي “حبري” من الحكم، بعدها فر “حبري” الي الكاميرون، ثم بعدها هرب مرة اخري الي السنغال، وهناك تم اعتقاله بتهم تعذيب وقتل عشرات الآلاف من معارضيه السياسيين أثناء حكمه، وأسفرت المجازرعن (٤٠) ألف قتيل حسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، حكم علي “حبري” بالسجن المؤبد.
(ح)-
الرئيس الاخير الذي حكم تشاد بالحديد والنار وبحماية فرنسية طوال الفترة من يوم ٢/ديسمبر ١٩٩٠- وحتي يوم ٢٠/ابريل الحالي ٢٠٢١، قُتل متأثرًا بإصابته في هجوم مع مُتمردي جبهة التغيير والوفاق في شمال البلاد.
٢-
ثانيآ:
جمهورية مصر العربية:
(أ)-
الملك/ فاروق الاول: آخر ملوك المملكة المصرية وآخر من حكم مصر من الأسرة العلوية، استمر حكمه مدة ستة عشر عاما إلى أن أطاح به تنظيم الضباط الأحرار في يوم ٢٣ يوليو وأجبره على التنازل عن العرش، طرد من البلاد وتوجه الي ايطاليا حيث توفي هناك في ظروف غامضة يوم ١٨ / مارس عام ١٩٦٥.
(ب):
اللواء/ محمد نجيب: أول رئيس لجمهورية مصر بعد إنهاء الملكية وإعلان الجمهورية في (١٨/ يونيو ١٩٥٣)، كما يعد قائد ثورة ٢٣/يوليو ١٩٥٢ التي انتهت بعزل الملك فاروق ورحيله عن مصر، في يوم ١٤/ مارس ١٩٥٤ وقع ضد محمد نجيب انقلاب ابيض من قبل اعضاء “مجلس قيادة الثورة”، تم بعدها وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر زينب الوكيل بعيداً عن الحياة السياسية ومنع أي زيارات له، حتى عام ١٩٧١ حينما قرر الرئيس السادات إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة عليه، لكنه ظل ممنوعاً من الظهور الإعلامي حتى وفاته في ٢٨/ أغسطس ١٩٨٤.
(ج)-
جمال عبدالناصر: هو ثاني رؤساء مصر. تولى السلطة من سنة ١٩٥٦ إلى وفاته، وهو الذي وضع الرئيس السابق محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية، بعد انتهاء القمة في يوم ٢٨/ سبتمبر١٩٧٠، عانى ناصر من نوبة قلبية حادة، ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء، توفي ناصر بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساءً، هناك الكثير من الروايات التي تحدثت عن تسميم الرئيس جمال عبد الناصر، إلا أن أكثر ما أثار الجدل هو تصريح القيادي الفلسطيني عاطف أبو بكر المنشق عن تنظيم فتح المجلس الثوري جماعة صبري البنا، عندما صرح لقناة العربية ببرنامج الذاكرة السياسية مع الصحفي طاهر بركة أن الرئيس عبد الناصر تعرض للتسميم خلال زيارته مدينة الخرطوم يوم ٢/ يناير١٩٧٠لافتتاح معرض الثورة الفلسطينية وأن صبري البنا مع جعفر النميري كانا وراء تسميم الرئيس جمال عبد الناصر. وقد عُرض في البرنامج صورة لمجموعة من ضباط الموساد على رأسهم مايك هراري متنكرين بوصفهما صحافيين، في مؤتمر قمة اللاءات الثلاثة الذي عُقد في الخرطوم عام ١٩٦٧، كانت هناك رواية تم تداولها عن وفاة جمال عبد الناصر، بعدما قال الصحفي المصري محمد حسنين هيكل في برنامج “تجربة حياتي”، الذي كان يقدمه على قناة “الجزيرة” القطرية: “قبل وفاة عبد الناصر بـ3 أيام”، طلب عبد الناصر من الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات ، أن يعد له قهوة وكانا في أحد الفنادق، بعد احتدام الحوار بين عبد الناصر، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على إثر أزمة سبتمبر الأسود”.
(د)-
محمد أنور السادات:- هو ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية حَكَم مصرفي الفترة الممتدة ما بين (٢٨/ سبتمبر١٩٧٠(بالإنابة)- ١٧ أكتوبر ١٩٧٠(فعليًا)- إلى ٦/ أكتوبر ١٩٨١، في يوم ٦/ أكتوبرمن عام ١٩٨١ (بعد ٣١ يوم من إعلان قرارات اعتقالات الاسلاميين)، تم اغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بالاغتيال خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين للمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث قاموا بإطلاق الرصاص على الرئيس السادات مما أدى إلى إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه. وجاء اغتيال السادات بعد أشهر قليلة من حادثة مقتل المشير أحمد بدوي وبعض القيادات العسكرية في تحطم طائرته الهليكوبتر بشكل غامض جدًا، مما فتح باب الشكوك حول وجود مؤامرة.
(هـ)-
محمد حسني مبارك:- هو الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية من يوم ١٤/ أكتوبر ١٩٨١خلفا لمحمد أنور السادات، وحتى ١١/ فبراير ٢٠١١ عندما تنحي تحت ضغوط شعبية عارمة وتسليمه السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، جرت له محاكمة مثل فيها مبارك في قفص الاتهام لأول مره صباح يوم الأربعاء الموافق ٣/ أغسطس ٢٠١١ في أكاديمية الشرطة التي تحولت إلى ساحة قضاء برئآسة المستشار أحمد رفعت، وظهر مبارك راقدا على سرير متحرك داخل قفص الاتهام ومعه نجلاه علاء وجمال، وكان معه في قفص الاتهام وزير الداخلية السابق حبيب العادلي ومعاونيه، توفي يوم ٢٥/ فبراير ٢٠٢٠ عن عمر ناهز (٩١) عامآ.
(و)-
محمد محمد مرسي عيسى العياط :- هو الرئيس الخامس لجمهورية مصر العربية والأول بعد ثورة ٢٥/ يناير، وهو أول رئيس مدني منتخب للبلاد،وتولّى مهام منصبه في يوم ٣٠/ يونيو ٢٠١٢ بعد أدائه اليمين الدستورية، حتى أزيح عن السلطة في انقلاب ٢٠١٣ في مصر، وبقي معتقلاً منذ تاريخ عزله، حتى وفاته في يوم ١٧/ يونيو ٢٠١٩ ، وتوفي أثناء مثوله للمحاكمة في “قضية التخابر مع قطر وحركة حماس وإفشاء أسرار الأمن القومي أثناء فترة رئاسته، “، وعقب رفع الجلسة أغمي على مرسي، وتوفي على إثر ذلك بعد أن أُصيب بنوبة قلبية حادة.
٣-
ثالثآ-
ليبيا-
(أ)-
محمد إدريس السنوسي: هو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وعن قوات الحلفاء في وم ٢٤/ ديسمبر١٩٥١- وحتى عام ١٩٦٩ قبل ان يطيح به انقلاب عسكري بقيادة معمر القذافي.
(ب)-
مُعمّر محمد عبد السلام القذّافي: كان سياسيًا وثوريًا ليبيًا، حكم ليبيا لأكثر من (٤٢) سنة، أولًا كرئيس مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية من عام ١٩٦٩- وحتي ١٩٧٧، بعدها صار يُعرف ب الأخ القائد للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى ١٩٧٧- ٢٠١١، بعد حكمه ليبيا لاكثر من (٤٠) سنة قتل معمر القذافي في سرت (مسقط رأسه) عن عمر يناهز(٦٩) سنة في يوم ٢٠/ أكتوبر ٢٠١١ بعد قتله إعداماً أو متأثراً بجراحه بعد أسره من قبل ثوار ليبيا في مدينة سرت مع وزير دفاعه وحراس شخصيين إثر هروبهم من غارة للناتو يعتقد أنها من قوات فرنسية استهدفت القافلة المكونة من سيارات كثيرة وقتل معه أبو بكر يونس وزير دفاعه وقتل ابنه المعتصم، وتم القبض علي ابنه سيف الإسلام لاحقاً، وقد اعلن المجلس الانتقالي الليبي نقل جثمان القذافي إلى مدينة مصراتة. بينما نفى محمد ليث القائد الميداني للمنطقة الجنوبية في مدينة سرت قتله أو جرحه من قبل غارة من الناتو واكد ان من قتلوه هم الثوار الليبيون.
٤-
رابعآ-
افريقيا الوسطي:-
جان بيدل بوكاسا:- المعروف أيضا باسم “بوكاسا الأول من أفريقيا الوسطى” و”صلاح الدين أحمد بوكاسا”، وصل لحكم البلاد من خلال انقلاب عسكري في عام ١٩٦٦، تمت الإطاحة به في انقلاب لاحق (بدعم من فرنسا) في يوم ٢٠/ سبتمبر ١٩٧٩، الرئيس بوكاسا حكم البلاد لمدة أحد عشر عاما تقريبا (١/ يناير ١٩٦٦- ٤/ ديسمبر١٩٧٩) رئيساً (آخر أربع سنوات كرئيس مدى الحياة)، ولما يقرب من ثلاث سنوات حكم كإمبراطور نصب نفسه ( ٤/ ديسمبر١٩٧٦- ٢٠/ سبتمبر ١٩٧٩)، في ٢٢/ سبتمبر ١٩٧٩، أطاح به المظليون الفرنسيون وأعادوا تثبيت داكو رئيسا للبلاد، ذهب بوكاسا في المنفى في فرنسا حيث كان لديه قصر وغيره من الممتلكات التي اشتراها بالمال الذي اختلسه. وبعد الإطاحة به في عام ١٩٧٩، عادت أفريقيا الوسطى إلى اسمها السابق بوصفها “جمهورية”. حوكم بوكاسا غيابيا وحكم عليه بالإعدام. عاد إلى جمهورية أفريقيا الوسطى في عام ١٩٨٦ وقدم للمحاكمة بتهمة الخيانة والقتل, تمت تبرئته في عام ١٩٨٧ من تهمة أكل لحوم البشر، ولكن وجد مذنبا بقتل تلاميذ المدارس وغيرها من الجرائم، خفف حكم الإعدام لاحقا إلى المؤبد في الحبس الانفرادي، ولكن أطلق سراحه في عام ١٩٩٣، بعد ست سنوات فقط، عاش حياة منعزلة في عاصمته السابق، بانغي، وتوفي في نوفمبر ١٩٩٦.
٥-
خامسآ:
اثيوبيا:
(أ)-
هو آخر أباطرة إثيوپيا. وانتهى حكمه عام ١٩٧٤، عندما خلعه القادة العسكريون وأنشأوا حكومة مؤقتة، في يوم ٢٨/ أغسطس ١٩٧٥ أعلن التلفزيون الرسمي عن وفاته إثر فشل في الجهاز التنفسي عقب تعقيدات من فحص البروستاتا تبعته عملية في البروستاتا نفى طبيبه الشخصي حدوث مضاعفات ورفض النسخة الحكومية من وفاته واعتقد بعض الموالين للنظام الملكي أن الإمبراطور قد تم اغتياله، تم دفنه في حمامات القصر الإمبراطوري عام ١٩٩١، وبعد ذلك عُثر على رفات الإمبراطور الراحل أسفل أحد مراحيض القصر في عام ١٩٩٢.
(ب)-
أمان عندوم:- رئيس المجلس العسكري، كان جنرالًا إريتريًا وأول رئيس دولة بالإنابة في فترة ما بعد الإمبراطورية في إثيوبيا. لقد تم تعيينه في هذا المنصب بعد الانقلاب الذي أطاح بالإمبراطور هيلا سيلاسي في يوم/ ١٢ سبتمبر ٩٧٤ ، وظل فيه حتى مقلته في تبادل لإطلاق النار مع أنصاره السابقين.
(ج)-
منغستو هيلا مريام:- كان أبرز ضابط في ديرغ، الطغمة العسكرية الشيوعية التي حكمت إثيوبيا من ١٩٧٤- إلى ١٩٧٧، ورئيس جمهورية إثيوبيا الشعبية الديمقراطية من ١٩٧٤- حتى ١٩٩١، فر منغستو إلى زمبابوي في عام ١٩٩١ في نهاية تمرد طويل ضد حكومته، بقي هناك بالرغم من حكم قضائي إثيوبي غيابي وجده مذنباً بتهمة القتل الجماعي.
(هـ):
تسفاي جبري كيدان:-
استولى تسفاي على نظام الحكم في حالة انهيار تام، لقد حكم لمدة أسبوع فقط قبل أن تدخل الجبهة الثورية الديمقراطية الشعبية في أديس أبابا وتستولي على السلطة في ٢٧/ مايو١٩٩١، هرب إلى السفارة الإيطالية، ظل الجنرال سجينًا فعليًا في السفارة، أصيب في السفارة بجلطة دماغية واحتاج نتيجة لذلك إلى كرسي متحرك، لقد اشتبك باستمرار مع زميله (السابق وزير الخارجية) برهانو بايه باتهامه باستمرار بأنه متعاطف مع العدو (لأن زوجة برهانو كانت من أصل إريتري)، أثناء شجار جسدي مع برهانو، أصيب تسفاي بطريق الخطأ في رأسه من قطع زجاج ونزف بغزارة، في يوم ٨/ أغسطس ٢٠٠٤ ، نُقل إلى مستشفى مينليك الثاني حيث أعلن وفاته.
(ز)-
تفاري بنتي: حكم البلاد من أكتوبر١٩٢١-حتي ١٩٧٧، قتل في حادث تصفية متعمدة من قبل زملاءه الضباط، سبب الاغتيال انه كان يعارض حكم منغستو.
٦-
سادسآ
جمهورية جنوب السودان:
مع الاسف الشديد ان الزعيم/ جون قرنق، الذي كان مرشح بالدرجة الاولي ليكون الرئيس القادم بقوة لقيادة الدولة الجديدة “جمهورية جنوب السودان”، لقي مصرعه في حادث اصطدام الطائرة التي كان يستغلها وانفجرت بعد اصطدامها “جبال الاماتونج” في جنوب السودان يوم ٣٠/ يوليو ٢٠٠٥.
٧-
جمهورية السودان.
بالطبع لم يسلم بعض الرؤساء الذين حكموا السودان من نهايات اليمة.
(أ)-
الرئيس الراحل/ اسماعيل الازهري، توفي بعد يومين من مغادرته سجن كوبر، خروج وهو معتل وبصحة متدهورة سجن كوبر، وكان الازهري قد اعتقل عند قيام انقلاب مايو١٩٦٩ وزج به في بسجن كوبر، وعند اشتداد مرضه نقل إلى المستشفى إلى أن توفي بها، كان الأزهرى فى السجن وطلب إذناً لتشييع جنازة شقيقه علي الأزهري وظل طوال اليوم يتقبل العزاء فأصابه إرهاق شديد من مراسم العزاء الطويلة، كان على مشارف السبعين من عمره وأصيب بجلطة دموية نقل على إثرها إلى المستشفى الجنوبي، وظل بها تحت عناية مركزة، بعد أن رفض المسئولون السماح بسفره لتلقي العلاج فى الخارج (بحسب أرملته) التي قالت: كان الحرس يقف خارج الغرفة في الصباح، وكان الأزهري يتلقى التحية من المعتقلين السياسيين الموجودين بالمستشفى، وفي يوم وفاته حضر للزيارة ابننا الوحيد محمد كعادته، وكان عمره آنذاك 12 عاماً، إلا أن الحارس أوقفه ومنعه من الدخول، وما كان من محمد إلا أن صرخ في وجه الحرس، عندها أدار الأزهري رأسه ونظر حيث يقف وحيده، ورفع له يده مطمئناً ومحيياً طالباً منه الإمتثال لأوامر الحرس، كان احساساً غريباً، انتابتنى مشاعر متباينة لم أصدق أن والده على فراش المرض، ووحيده على بعد خطوات منه لكنه لا يستطيع احتضانه، لأن هناك حارساً ببندقية عند الباب.
(ب)-
الصادق المهدي:
توفي الصادق بدولة الإمارات العربية المتحدة بعد تدهور حالته الصحية في أعقاب إصابته بفيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، الوفاة كانت في يوم ٢٦/ نوفمبر٢٠٢٠، ومن غرائب ما جري بعد وفاته، ان الأمين العام لحزب الأمة القومي السوداني قد كشف لل”جزيرة نت” أن الحزب شكل لجنة لتقصي الحقائق وإتاحة المعلومات لمؤسسات الحزب والرأي العام بعد أن وثق فيديو ينشر لأول مرة حديثا للصادق المهدي بعد إصابته بكورونا كشف فيه عن احتمال استهداف حياته من قبل الإسرائيليين لموقفه من التطبيع!!
(ج)-
جعفر النميري:
في هدوء شديد وبلا ضوضاء، رحل الرئيس السابق/ جعفر النميري عن دنيانا في يوم ٣٠/ مايو عام ٢٠٠٩ بعد صراع طويل مع المرض.
(د)-
عبدالرحمن سوار الذهب:
توفي المشير/ سوار الذهب في يوم ١٨/ اكتوبر ٢٠١٨ بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض بعد معاناة من المرض الذي ألم به مؤخرا، ورقد على إثره بالمستشفى لمدة شهر قبل أن يفارق الحياة، وري الثرى ب”البقيع” بالمدينة المنورة عقب صلاة الجمعة، تنفيذا لتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. وكان الرئيس السوداني الراحل، الذي فارق الحياة، أول من أمس في الرياض، قد أوصى بدفنه في البقيع.
(هـ)-
عمر البشير:
منذ شهر ديسمبر٢٠١٩ يقبع الرئيس المخلوع في احدي مؤسسات “الإصلاح الإدارى والاجتماعى ” لمدة عامين ، وهناك من يؤكد ان البشير نزيل في احدي زنزانات سجن كوبر علي اعتبار انه لا يوجد دور عجزة في السودان.
(و)-
أحمد عوض بن عوف:
الفريق أول/ أحمد عوض بن عوف، شغل منصب وزير الدفاع في آخر فترة لحكم البشير، كما شغل منصب رئيس الجمهورية ليوم واحد فقط من يوم ١١/ أبريل ٢٠١٩- إلى يوم ١٢/ أبريل 2019 بعد مشاركته في انقلاب عام ٢٠١٩، تنحيه عن السلطة تعتبر حالة نادرة في تاريخ الجيوش الافريقية والعربية، وكان المشير سوار الذهب قد سبقه في التنحي وسلم السلطة للشعب، اما بن عوف فقد سلمها لجنرالات!!
اذا كان موضوع المقال عن ظاهرة اغلب رؤساء دول الجوار السوداني الذين كانت نهاياتهم دامية؟!!،…فمن هم بعض الرؤساء الذين ما كانت نهاية حكمهم اليمة، ولم يجدوا المعانة عند الرحيل؟!!
١-
الرئيس التونسي السابق/ زين العابدين بن علي:
هو أول رئيس تونسي يتم خلعه من منصبه إثر احتجاجات شعبية ضد نظامه القمعي في يوم ١٤/ يناير ٢٠١١، تنحي عن السلطة والهروب من البلاد خلسةً مع زوجته/ ليلي الطرابلسي، وخرجا بسلام وامان، حيث توجه أولاً إلى فرنسا التي رفضت استقباله خشية حدوث مظاهرات للتونسيين فيها، فلجأ إلى السعودية وذلك يوم الجمعة الموافق ١٤/ يناير٢٠١١، غادر بن علي وزوجته بصحبة (٢١) حقائب مكدسة بالدولارات والمجواهرات الغالية والمقتنيات النفيسة، التي قدرت بنحو(٥٠٠) مليون فرنك فرنسي.
٢-
الملك/ فاروق الاول:
تنازل عن الحكم في يوم ٢٦/ يوليو ١٩٥٢، وتم توديعه توديع رسمي مهيب من ميناء الاسكندرية الي ايطاليا وهو بزي القائد الاعلى للبحريه امام الحرس الملكي وهو متوجه الى يخت “المحروسه” للذهاب الى منفاه ، وحضرالرئيس/ محمد نجيب حفل الوداع، وسمح للملك فاروق وزوجته بحمل كل ما عندهم من متاع ومجوهرات ولم تتم مصادره اي قطعة، اطلقت المدفعية (٢١) طلقة عند لحظة ركوب الملك وحاشيته المحروسة.
٣-
عيدي امين دادا:
تعرض الرئيس الاوغندي السابق/عيدي أمين دادا، الي انقلاب اطاح به في يوم ١١/ابريل ١٩٧٩، بعد عزله، طلب عيدي من الضباط الانقلابيين السماح له بالسفر الي السعودية بصحبة زوجته “سارة كيولابا” واولاده الثلاثة عشر، وبالفعل سمحوا له بالسفر، وتم توديعه واسرته في المطار بصورة لائقة، لجأ في السعودية ومات فيها يوم ١٦/اغسطس ٢٠٠٣.
٤-
جمال عبدالناصر:
توفي في يوم ٢٨/ سبتمبرعام ١٩٧٠، جنازته تعتبر حتي اليوم اضخم جنازة لرئيس افريقي وعربي، في هذا اليوم وبعد اعلان نبأ الوفاة خرجت الملايين في اغلب البلاد العربية للشوارع حزنآ علي رحيله، مراسم دفنه اتسمت بالهيبة وحضرها عشرات من رؤساء دول.
٥-
عبدالرحمن سوار الذهب:
في يوم ٦/ ابريل ١٩٥٨،تسلّم سوارالذهب مقاليد السلطة في البلاد بعد انقلاب عسكري في السودان بإمرة ضباط على رأسهم اللواء/ حمادة عبد العظيم حمادة والعميد/ عبد العزيز الأمين والعميد/ فضل الله برمه ناصر، ظل في الحكم من يوم ٦/ابريل ١٩٨٥ وحتي ٦/ مايو ١٩٦٨، بعدها غادر السلطة وتنحني عنها كما وعد المواطنين من قبل، تنحيه عن السلطة لم يلفت نظر احد، ولا كانت عندها اهمية جماهيرية.