ذوبان المجتمع في السلطه

د.هاشم حسين بابكر

*يعيش المواطن السوداني تنافضآ غريبآ يهدد بقاؤه بحيث لا يشمل المواطن وحده بل يهدد بقاء الدولة ذاتها.وهذا التناقض يتمثل في اذابة المجتمع قي السلطة,في حين أن الذي يذوب في المجتمع هو السلطة وليس العكس.
*وعواقب ذوبان المجتمع في السلطة,عواقب كارثية,حيث تفقد الدولة معناها ورسالتها وتتفكك وتتحلل الي قبلية وعنصرية وتموت في المواطن روح الانتماء ويخضع كليآ لارادة السلطةمع فقدان قدرته علي الاندهاش,الأمر الذي جعله لا يهتم بما تقوم به السلطة.بعد أن سلبت منه الارادة.
*وفقدان القدرة علي الاندهاش تجلي عند فصل جنوب السودان عن شماله,فمضي الأمر عاديآ,بل ان البعض فرح ونحر الذبائح ابتهاجآ,وقد تجلي هذا الذوبان في مخاطبة عراب الاتفاقية البرلمان آمرآ النواب باجازتها بلا مناقشة ولا تعديل.
*ممثلو الشعب الذين ذابوا في السلطةخضعوا لارادتها,باصمين بالعشرة علي الاتفاقية,دون أن يدركوا انهم بموافقتهم هذه,قد فتحوا الباب علي مشراعيه تمهيدآ لتمزيق السودان,بما تحمله من الغام موقوتة,تنفجرحين يراد لها الانفجار.وبالفعل انفجرت دارفور والمناطق الثلاثة والشرق,والجنوب الذي انفصل بات أكثر خطرآ علي السودان منه متمردآ.
*فمنذ نيفاشا يومآ بعد يوم يصبح تفكك السودان أمرآ جائز الحدوث,والسبب الأساسي محاولة السلطة اذابة الدولة والمجتمع فيها.ومن مخاطر اذابة المجنمع في السلطة,انتشار الفساد,فالسلطة المطلقة فساد مطلق.وذوبان الدولة في السلطة,يفقد المواطن روح الانتماء للوطن الذي اصبح حكرآ لأفراد.
*السلطة التي تحاول اذابة الكل فيها,عادة ما تقفذ الي الحكم بطريفة غير مشروعة,انفلاب عسكري,انتخابات مزورة,أو ثورة شعبية مسروقة.ويبقي في قمة اهتماماتها البقاء علي الحكم,وتعمل كل جهدها للبقاء,وتضعف مؤسسات الدولة وتسخرها لخدمتها,ولأنها أذابت الوطن فيها,تكرس كل اهتماماتها لحمايتها لذا تقوي القبضة الأمنية والبوليسية,فهي الدولة والمجتمع وكل شيئ.
*والتاريخ الحديث كتب عن طغاة كهتلرالذي صعد للحكم عن طريق الانتخاب ولكنه سرعان ما انقلب علي الديمقراطية,وصفي خصومه وانفرد بالحكم,وقاد العلم الي اتون حرب كان ضحيتها خمسين مليونآ من سكان العالم.ودمرت المانيا وانقسمت دولتين,
*ذات الأمر حدث للاتحاد السوفيتي الذي حاول اذابة شعوب بأكملها في سلطة النظام السوفييتي فكان ان انهارت سلطة السوفييت,وتفرق الاتحاد أيدي سبأ.
*الدولة ثابت,اما السلطة فهي المتغير,وتذويب الثابت في المتغير ليصبح هو الآخرثابتآ أمر مستحيل,بل هوخطيروفي نهاية الأمريقضي علي الاثنين معآ.
*من الأمورالتي لم تثر دهشتنا-بعد فقدان قدرة الاندهاش-تصريح أحدهم بالتسليم لعيسي عليه السلام,وهولم يسلم حتي يستلم,وكما ورد في محكم التنزيل معرض للمسائلة,فتلك أمانة سلمها المولي عز وجل للانسان,الذي كما وصفه خالقه بالظلوم الجهول,والأمانة عادة ما تسلم لصاحبها.انه الغرور الذي اصاب قارون حين أعلن أوتيته بعلم من عندي,فخسف الله به وماله الأزض من تحته.
*ان محاولة اذابة المجتمع والدولة في السلطة,قديمة قدم التأريخ,منذ عاد وثمود وفرعون,وقد انتقلت الي الدولة الاسلامية بعد دولة الخلافة,وانهارت بسبب التذويب في السلطة كل هذه الدول,حتي انفرط غقد الدولة الاسلامية,وتفرقت لعدة دول يعملون الآن علي تقسيمها هي الأحري.انها الكارثة بكل المقاييس,فهل من مدكر.

[email][email protected][/email]