لابد من هدم المزيرة…ليصح الماء الجديد !

ماذا نتوقع من التعديل الوزاري الذي تتحدث عنه الأوساط الصحفية في خجل شديد وحتى صحافة النظام وصحفيوه لا يأتون على سيرته بالإسهاب والتحليل لعلمهم المسبق أنه تعديل روتيني لن يكون فيه ما هو مثير للفضول أو يدعو لإستطلاع النتائج المرجوة !
من ياترى سيخرج من الأزيار العتيقة التي تشابكت في جوفها طويلاً الطحالب مع ترسبات الباكتيريا الضارة فأفسدت محتواها من المياه الراكدة فيها طويلاً الى درجة التسمم ؟
ومن سيدخل الى المزيرة التي تساقط سقفها وتناثر ترابه داخل أزيارها فزادها قذارة على ما هي عليه..وما فائدة دخول قلل جديدة أو حتى أزيار بديلة طالما أن الحمالات التي ستقف عليها هي صدئة و في تهالك لاتقوى ارجلها على حملها في حد ذاتها!
منطق الزمن يقول أن هدم المزيرة من أساسها الخرب وجدرانها المتأكلة وسقفها المشلّع.. ومن ثم إحالة أزيارها القديمة الى مدحلة التحطيم بحكم القدم وعدم الصلاحية وهذا ما يسمى بالعمر الإفتراضي !
هو الحل الجذري دون جدال !
أما المياه النقية لسقيانا اليوم قبل غدٍ ..فهي البرنامج الخاص باعادة صياغة الوطن على اسس جديدة وهو يقتضي تحطيم وإتلاف كل تلك العناصر لتصب في أزيار جديدة وترفع على حمالات صلبة وجديدة ايضاً تحت مظلة مزيرة جديدة البناء أيضاً !
وهذا يعني أن الحل ليس في تبديل الوجوه أو تبادل المواقع ولا تجديد كيزان الغرف..طالما أن البرنامج الفاشل هو هو .. والنظام الفاسد هوذاته ..ولن يستقيم بعد ذا ظل الإنقاذ وقد إنحنى ظهرها من أحمال الذنوب المرتكبة في حق هذا الوطن وشعبه !
من يقولون لابديل للإنقاذ الإ إصلاح حالها لا يعرفون رصيد هذه الأمة من ملايين التكنوقراط من بنيها الذين افادوا بلاد الغير في غياب الفرص التي إستحوذ عليها جهلاء الإنقاذ في كل مجال..!
فوالله لو عاد منهم عشرة الاف فقط في مجالات الصحة والتعليم والطاقة والشئون القانوية والزراعة والصناعة والتعدين والطيران والأمن والشرطة والجيش الخ ..! وشكلوا من مجموعتهم وزارة إختصاصيين بعيداً عن ديناصورات السياسة والطائفية الذين تكالبوا في كل الأزمنة ونهشوا لحم هذا الوطن تكريساً لمصالحهم الذاتية !
هذا لو أن أولئك النفر من خيرة أبناء بلادي وهم كثر في الداخل مثلما هم شتات في الخارج لو تناسوا هم ذاتهم نزعاتهم السياسية والإثنية والجهوية الضيقة وجيروها للمصلحة الوطنية الخالصة ثم وزعوا بقية الكفاءات على الدوائر والمصالح والوزرات لأعادوا للسودان مجده في اقل من خمس سنوات !
البديل موجود ..فقط ..قوموا لنهد المزيرة الشائهة المبنى والمعنى.. ولنرمى الأزيار القديمة وندلق مائها الأسن ونحطم حمالاتها التي اكلها صدأ الزمن وندوس على كيزانها التي عبأها النفس الكريه من شاربي دم الوطن الجريح !
فالذي فقد القدرة على الحركة بحكم الزمن والوهن ..لن تفيده عطارة الإصلاح في التوقيت الخطأ !
[email][email protected][/email]
مقالة رائعة يا أستاذ برقاوي بحق وحقيقة وكافية لاسكات من يتفوهون باسهاب عن البديل , ولكن هل لازال البشير يأمل بالبقاء بالعنف والقمع والاستبداد باسم الدين والاسلام وقد امضى 24 عاما في السلطة وحصيلتنا منها الشتات والدمار والغلاء وانهيار الاقتصاد السوداني وثرواته الزراعية والحيوانية والشمسية والمائية والمعدنية ( بذهبه وبتروله وحديده ) وأرضه, لقد فشلت يالبشير ومع كل هذه الثروات – طير طير يالبشير- لقد سئمنا وهرمنا وحار بك الدليل حقا- ارحل و عجل بالرحيل.