الفرق الغنائية تنتشر بجامعات السودان

إبراهيم العجب-الخرطوم

بدت ظاهرة الاهتمام بالمجموعات الغنائية بالجامعات السودانية لافتة بالأوساط الأكاديمية والثقافية، وتحاول هذه المجموعات بعث الأغنيات التراثية والوطنية التي مضى عليها تاريخ طويل، وارتبطت بسنوات النضال ضد المستعمر، إضافة لإعادة أداء أغنيات رواد الغناء في قوالب جذابة جعلتها محل اهتمام ومتابعة.

ومن ضمن هذه المجاميع كورال كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان، وكورال جامعة الأحفاد للبنات. ويرى نقاد وفنانون أن هذه التجربة لها أثرها في تحريك الوجدان الوطني في وقت يسود فيه الخطاب السياسي على الإبداعي.

هوية ثقافية

أستاذ الموسيقي بجامعة السودان الدكتور الماحي سليمان يرى أن ظاهرة الفرق والمجموعات الموسيقية بالعقدين الأخيرين لعبت دورا هاما في مسار الموسيقي السودانية منحها البعد المفقود المتمثل في (جماعية الأداء) وهي السمة البارزة في الموسيقي الشعبية مما خلق نوعاً من التواصل بين الأجيال.

ويؤكد أن تحولات العصر جعلت الأغنية مفرغة من مضمونها وأن نشوء هذه المجموعات الغنائية يعيد إلى الأذهان الأغنية "الكلاسيكية" التي نعتبرها أصل الغناء في السودان.

ويضيف أن هناك تيارا قاده بعض الخبراء عالج قضية الهوية الثقافية الموسيقية، ووضعها في اتجاهها الصحيح حتى لا تفقد خصوصيتها.

في جانب آخر يبدو البحث عن وطن مستقر هو الدافع لقبول الجمهور للأغنيات التي تقدمها هذه المجموعات سيما وأن العشرة أعوام الأخيرة طرحت الكثير من القضايا الخاصة بالوحدة والسلام والهوية لتمثل الأغنية الوطنية وتراً لامس إحساس المواطن وأحلامه بالعودة لحنين الماضي المستقر بلا مشاكل سياسية واجتماعية، وخوفه من المستقبل.

كما أن ذيوع وانتشار هذه المجموعات كان خلفه تنظيم وضبط لإخراج أغنية مكتملة، وهو ما أشار إليه المشرف على كورال كلية الموسيقى والدراما الصافي مهدي.

ويقول مهدي إن اختيار الأغنيات الوطنية له علاقة بالتجريب لتوافر القوة في النص الشعري، والألحان ذات الطابع الملحمي، ولا تصلح الأغنيات الأخرى كمعيار للقياس.

وأشار إلى أن مجموعة من أساتذة الكلية بدأت التفكير منذ العام ألفين في طلب مشاريع من قبل خريجي قسم التأليف لتقديم أعمال غنائية توظيفاً للكورال، وهو ما تطلب تقديم أغنية ذات طابع ملحمي يتيح المساحة للكورال، وأثمرت الجهود عن ميلاده من جديد.

وأضاف أنه تم تقديم بعض الأعمال أهمها العمل الذي ارتبط بالرائد الغنائي خليل فرح، واحتفالات الاستقلال، إلى جانب مشاركات متفرقة في العديد من الفعاليات.

تجربة رائدة
تجربة كورال الأحفاد هي الأخرى من التجارب الرائدة حيث انطلقت منذ أربعينيات القرن الماضي، وقدم الكورال عبر مراحله التاريخية المختلفة العديد من الأعمال التي كانت تؤدى جماعياً.

لكن انقطاع التجربة جعل أحد الموسيقيين يعيدها إلى الملأ للمشاركة في العديد من المناسبات القومية والمجتمعية، وأسهم في إبراز أصوات نسائية متميزة في الساحة الفنية.

وأرجع مدير جامعة الأحفاد للبنات الدكتور قاسم بدري فكرة إقامة الكورال إلى خمسينيات القرن الماضي عندما كتب الشاعر عبد الله الشيخ البشير نشيد "الأحفاد" عام 1955م وقدّمه الطلاب بالطابور الصباحي، أعقبته أعمال فنية أخرى تغنت بها الطالبات بمختلف المناسبات من بينها "نبني بلدنا"و"المزارع" وكافة أغنيات المناسبات.

وتابع بدري" حتى رياض الأطفال في ذلك الوقت قدموا عدداً من الأعمال التي صاغ كلماتها رائد تعليم المرأة في السودان الشيخ بابكر بدري، من أبرزها "بلدنا أم درمان"

وأشار إلى أن اهتمام جامعة الأحفاد بالإنشاد قديم، ودعم ذلك إنشاء الكورال بشكله الحالي وفق أسس وقواعد موسيقية بحتة اختيرت لها مجموعة من الأصوات المميزة.
المصدر: الجزيرة

تعليق واحد

  1. انتبهوا ايها السودانين المخلصين فهذه الطرب من الطرب والغناء مقصود منه تلهية الشعب عن قضياه الاساسية من تعليم وصحة وخدمات اخرى وحتى لا يلتفت الشباب الى البحث عن حلول من الازمات التى تواجههم .. نعم الفن رسالة سامية ونبيلة فى ظل وضع يقبل ذلك .. اما ان نحاول " جعل الطرب والغناء شعبة من الايماان كما يقول شيخهم المسجون فهذا نوع من تميع الشباب وضياع الحقوق .. فطالب فى الجامعة وفى كلية لا علاقة لها بالفن يجب أو يتوجه أو يوجه إلى الابداع فى مجال دراستة أو يتم تحويله للمجال الذى يرغب فيه .. الغناء والرياضة والشعارات والتجمهرات وغيرها من الفوضى المدمرة التى خلقتها الانقاذ يجب محاربتها .. الان أسأل اي سوداني أو عربي متابع لقنوات السودانية الفضائية سوف يورد لك أسماء مغنين ومغنيات من كل جنس ونوع يجعلك تحتار وتسأل هل اهل السودان صاروا فقط قوم ضرب ولهو بعدما بلغوا مرحلة ترف وبحبوبة من العيش ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..