العنف ليس حلاً..!..تصريحات البشير دعوة صريحة للحرب..

لم يفهم المؤتمر الوطني حتى هذه اللحظة أن العنف ليس بمقدوره حل أزمة دارفور أو أي قضية سياسية اجتماعية أخرى لها أسبابها الموضوعية التي لا يمكن تجاهلها أو تصفيتها عن طريق ?الحسم العسكري?.

لقد فشلت كل الحلول المؤقتة والمسكنات الثنائية التي لم تنفذ لجوهر مشكلة دارفور ولم تراع مطالب أهلها العادلة ولن يؤدي العنف إلا إلى المزيد من تأزيم الموقف هنالك.

لأكثر من عقدين من الزمان فشل الحل العسكري الحكومي في إنهاء المقاومة المسلحة بجنوب السودان ولم تتوقف الحرب إلا عبر التفاوض وتوقيع اتفاقية السلام الشامل، وكان هذا الدرس القريب كفيل بإقناع النظام بعدم جدوى المناورات وعقم الحلول الأمنية، لكنه ?أي النظام? لا يتعظ من دروس الماضي القريب..

وهاهو المؤتمر الوطني، بعد أن فشلت منابره الخارجية ووساطاته المتعددة، في تصفية قضية دارفور يلجأ للتهديد والوعيد وتحذير القوات والمنظمات الدولية من أجل جولة جديدة من العنف. تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة منذ سبع سنوات أو يزيد، والتي لن يطمس معالمها هذا الحديث المبهم عن مبادرة سلام داخلية لا تعدو كونها مناورة جديدة لكسب الوقت.

ليس هنالك من حل لأزمة دارفور سوى المؤتمر القومي، حيث بمقدور القوى الوطنية والديمقراطية المشاركة فيه أن تضع حلولاً مستدامة لأزمات الوطن وعلى رأسها مشكلة دارفور ، إضافة لقضايا الحريات العامة وترتيبات الاستفتاء والضائقة المعيشية وغيرها من تعقيدات الوضع الراهن.

[COLOR=royalblue]تعليقات في السياسة الداخلية، سليمان حامد الحاج ? تصريحات البشير دعوة صريحة للحرب[/COLOR]

في الاحتفال الذي أقيم بقاعة الصداقة في 6/8/2010 بمناسبة تنصيب السيد محمد بشارة دوسة عضو لجنة الانتخابات العامة، وزيراً للعدل صرح الرئيس عمر البشير بأن مفاوضات الدوحة ستكون آخر منبر لأزمة دارفور . وإذا لم نصل إلى اتفاق للسلام سنفرضه في دارفور . وإن الحكومة لن تفاوض من يحمل السلاح بعد الدوحة .

هذا يعني بصريح العبارة أن الحكومة ستواصل الحل العسكري رغم تأكيد فشله منذ اندلاع الحرب قبل عدة سنوات ضاربة عرض الحائط بكل الخيارات والمقترحات المختلفة التي قدمتها قوى المعارضة لحل الأزمة الشاملة للبلاد وضمنها قضية دارفور .

وهو يعني أيضاً أن الحكومة فشلت منذ توقيع اتفاقية السلام لدارفور ( أبوجا) في الخامس من يوليو 2005 في الحلول مع مختلف الحركات المسلحة بما فيها تلك التي خرجت من رحمها . فجميع الحركات المسلحة الدارفورية ? رغم بعض الاختلافات النسبية في وجهات النظر ? إلا أنها توافقت مع القوى السياسية المعارضة بكل ألوان طيفها على ان الحل لمأساة دارفور يكمن في الاستجابة لمطالب أهلها التي حفظها شعب السودان والعالم عن ظهر قلب .

فشلت في الوصول إلى حل مع مني أركو مناوي و د. خليل إبراهيم وعبد الواحد نور وغيرهم من قادة الحركات، بما فيها آخر فصيل تفاوضه الحكومة الآن وهو حركة التحرير والعدالة. فقد أكدّ مسؤول ملف السلطة السيد إسماعيل عمر أن الإستراتيجية الجديدة التي تتمسك بها السلطة لن تؤدي إلى سلام بالإقليم . وأن الحديث عن ترتيبات السلام من الداخل ليس إلا استهلاكاً سياسياً لا يساعد على حل الأزمة . ما يجدر ذكره أن الإستراتيجية الجديدة أو الحل من الداخل بديلاً للتدويل بما فيه الدوحة، والتي تتوهم الحكومة أنها توصلت إلى الحل السحري لمشكلة دارفور ما هي إلا تكرار لما طرحته القوى السياسية قبل اندلاع الحرب مطالبة بإنهاء التهميش قي السلطة والثروة. وذلك لن يأتي إلا بالتركيز على قضايا التنمية المتوازنة في دارفور وغيرها من المناطق التي أصبحت بسببها مسارح للعمليات العسكرية لانتزاع الحقوق، ولهذا فأن الاستراتيجية التي تدعي الحكومة أنها جديدة، ليست إلا شقاً واحداً من عدد من المطالب التي يفاوض حولها كل أهل دارفور ويجمعون ويصرون على تلبيتها .

المدهش حقاً أن رئيس الجمهورية وهو يتحدث عن التنمية في دارفور يقول أننا لا نريد لأولادنا أن يعتادوا على التسول في معسكرات النزوح . يا سبحان الله ! أنها حجة موغلة في مغالطة الواقع المعاش الذي لا يحتاج إلى دليل أو برهان، وهو أن المتسولين في شوارع العاصمة وحدها ، ناهيك عن كافة مدنها هم أضعاف أضعاف من هم في المعسكرات . وأن 95% من شعب السودان، ويصل العدد إلى 98% في دارفور يعيشون تحت خط الفقر. بل إن معظم المشاريع والمؤسسات التي يعيش عليها معظم سكان السودان تمول من المنح والقروض الأجنبية.

ولهذا فإن الحديث من الإستراتيجية الجديدة التي تقوم على تنمية دارفور ? كحل راهن للأزمة ? تطلب من الواقع ما ليس فيه . ولهذا تصبح أمنيات واصفات أحلام . فالملايين من أهل دارفور ما عاد من الممكن أن ينتظروا تنمية لمشاريع في رحم الغيب .على طريقة ( عيش يا حمار حتى تقوم النجيلة). إنهم وطوال هذه السنوات يعيشون مأساة حقيقية تستوجب برامج إسعافية عاجلة تنتشلهم من البؤس الذي يعانون منه في كل لحظة تمر .

أما حديث الرئيس البشير في نفس المناسبة عن تحقيق العدالة في دارفور، فيدحضه المصير التعيس لذي آلت إليه نتائج اللجنة التي ترأسها مولانا دفع الله الحاج يوسف وتوصلت بالأدلة القاطعة والدامغة إلى عشرات المتهمين من المنتسبين إلى عسكر ومليشيات السلطة بارتكاب جرائم مختلفة في دارفور من بينها الإبادة والاغتصاب وحرق القرى وغيرها. فقد سكتت عليها السلطة وطمرت في أضابير النسيان .

ولهذا فأن مسؤول ملف السلطة في حركة التحرير والعدالة كان محقاً عندما قال إنّ ما نتفاوض عليه ليس له علاقة بمحكمة لاهاي، فليس هناك آليات في السودان لإجراء محاكمات للجرائم التي ارتكبت. وإن الوفد الحكومي قدم ورقة تحوي المصالحات فقط وليس فيها إشارة واحدة للجرائم الإنسانية. بينما قدمت الحركة أربعة آليات كحلول بديلة في مقابل إصرار الحكومة رفضها لأي محكمة أجنبية .

تمثلت الآليات التي قدمتها الحركة في : المحاكم المختلفة ( الهجين )، والمحكمة الجنائية الدولية، والعدالة الانتقالية، والمحاكم الاستثنائية الخاصة .

هذا يعني بوضوح تام أن هم الحكومة الأساسي هو كيفية تفادي المحكمة الجنائية وليس مطالب أهل دارفور ومن تحل بهم من مآسي .

في سبيل ذلك من الممكن التضحية بشعب السودان بكامله بل ربما في الحرب التي لن تقف هذه المرة في حدود دارفور بل ربما تعم السودان جميعه، والله وحده هو العليم بما تقود إليه من نتائج بشعة .

إننا نحذر مرة أخرى ونقول إن فشل الدوحة لا يعني نهاية المطاف لحل مشكلة دارفور كجزء هام من الأزمة الشاملة . بل الواجب يفرض مواصلة ما طرحته قوى المعارضة بقيام اللقاء التشاوري الجامع لإخراج البلاد من أزمتها التي أصبحت تهدد وحدة السودان أرضاً وشعباً.

فليفكر أهل المؤتمر الوطني ملياً فيما ستؤول إليه الأحوال في البلاد بما في ذلك بقاءهم في الحكم

الميدان

تعليق واحد

  1. صدق من قال سفاح مابفهم غير لغة السفاح والله الشعب السودانى شايل اذى كبير جدا ومستحمل وجع خرافى والم خيالى مايتصوره البشر ربنا خصلنا من اللصوص والمتاجرين باسم الدين الحل الوحيد انتفاضة شعبية محمية بالسلاح

  2. (((( يعني بوضوح تام أن هم الحكومة الأساسي هو كيفية تفادي المحكمة الجنائية وليس مطالب أهل دارفور ومن تحل بهم من مآسي .في سبيل ذلك من الممكن التضحية بشعب السودان بكامله ))))).

    ليس هناك من شك في ان هذه الحكومه لن تتواني لحظه ولن يرمش لهم جفن القيام ببيع اهل السودان اجمعين في سوق النخاسه—ان كان في ذلك نجاه لهم من محكمه الجنايات الدوليه———وحتي اهلهم في ولايه نهر النيل——-يا ناس افهموا الناس ديل همهم روحهم وبس—والباقي يشيلوا الطوفان—–

    ابلغ مثال الان—-الفيضانات غرقت ناس الشمال والنيل الابيض والشرق والغرب—–والحكومه بتدعم في باكستان—-دا كلام دا—-ما فهمتوها لسع يا ناس—لا يهمهم شندي لا جوبا—كلو عندهم واحد—-وكلو مهمش

  3. آخر العلاج هو الكي , والحكومة قادرة علي ذلك لكنها حكمة القائد وسعة افقه وقبل ذلك مخافة الله هي المانعة (0) لم تترك الحكومة باباً يؤدي الي السلام الا وطرقته(0) لم تدعي الي مائدة مستدير او مستطيلة للوفاق الا ولبت الدعوة مبادرة ومسرعة (0*) لم تري بصيصاً من امل او نور خافتاً في نهاية النفق والا وولجته في شجاعة (0) اول مؤتمراتها وهي غضة يافعة كان مؤتمر السلام عام 1989 (0) جابت وفودها حتي ارهقهتم الاسفار وطول الغياب من الاسرة الولد معظم عواصم الدنيا بحثاً عن السلام (0) لكن الذين قبضو ثمن ايذاء اهلهم وباعوهم بثمن بخس لم يعجبهم هذا واخذوا يرمون الناس بما فيهم والله وحده اعلم وهو العليم الخبير (0)

  4. السلاح فقط يستخدم ضد المجرمين والخارجين عن القانون وحكومة الجبهة من 21 سنة وهي ترفع السلاح في وجه الشعب السوداني وتعتقد ان كل الشعب مجرم وهمجي ولا بد ان يعيش تحت تهديد السلاح اما من يحاول المقاومة او المطالبه بحقه فهو متمرد وعميل وخائن وله اجندة خارجية ويجب اعلان الحرب والجهاد عليه. وقد اردهم الله خائبيين في كل الحروب التي خاضوها فخسروا الحسنيين النصر والشهادة.

  5. حكومة السودان وافقت على اى فكرة تدعو للحوار ولبت كل دعوات الوسطاء عربيا وافريقيا ووافقت على المشاركة فى السلطة ولان حركات التمرد لا تملك توجه صريح ولا برنامج محدد يجعل من انسان المنطقه محوره الاساسى وفوق ذلك اتضح بما لا يدع مجال للشك ان هناك اجنده خارجيه بموجب فواتير واجبة السداد مما يجعل التوصل الى سلام امر عسير ومتعذر0 الشى الذى يجعل واجب الحكومة حماية مواطنيها وفرض هيبتها 0 والغريب ان كثير من جماعات متمرده فى دول اخرى تضرب بالفسفور الابيض وتساهم امريكاء بالطائرات كما يحدث فى اليمن ويدمغو بالارهابيين0 الامر ياساده هوا نظام عالمى جديد 0

  6. امحكمة العدل محكمة العدل إلي متى تظلون بهذه السذاجة هل هنالك عدل ؟يجب أن تفيقوا وإن كانت هناك ماذا فعلت لدول تبيد على مرأى العالم أجمع وبالدليل القاطع وليس بأقوال منظمات وشهاداتها.أقنعونا بأن منظمات التبشير التى تعمل في دارفور هى لغرض إنساني رغم علم الكل أنه لا يوجد مسيحي واحد بدارفور 100% مسلمين .
    اثم حتى وإن حدث والكل ذكر ودعم عدم جدوى الحرب فلماذا لا تريد الحركات وقفها لماذا لا يتجرأ أحد ويواجه هذه الحركات لأنها لو كان همها إنسان دارفور كما تدعي لتوافقت فيما بينها أولاً ثم تبدأ موحدة الضغط على الحكومة ولكن لأن لا برامج لهم وهم كالحكومة ـماماً الكل يريد أن يملأ جيبه وبطنه دون النظر للمواطن المسكين ونحن نتعامل بالعاطفة فقط لأننا نكره الحكومة فهي خطأ والحركات صح.
    إلي متى يتعامل مفكرونا وسياسيونا بالعاطفة فقط ؟والدليل وجود ما يزيد عن 50 حزب في بلد به45 مليون نسمة هل وجود هذا الكم من الأحزاب لأننا أكبر مفكري العالم ؟ إذاً فلننظر حتى يذهب السودان ونرمي باللوم على الحكومة!!!!!!!!
    ومن ثم نبدأ بإستخدام عقولنا بدلاً عن قلوبنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..