أخبار مختارة

مصالح السودان.. ومصالح الامارات

محمد وداعة

بضع دقائق محزنة مرت كأنها دهر وأنا أتابع فيديو سجله المواطن عماد عثمان عبيد، وهو والد احد الشبان السودانيين الذين سافروا بعقد مع شركة بلاك شيلد الاماراتية للعمل بوظيفة حارس بدولة الامارات ، فوجد نفسه في راس لانوف بليبيا في منطقة تابعة للجيش الليبي وهي تعتبر منطقة نشاط عسكري و مستهدفة من قوات حكومة الوفاق المدعومة من الاتراك ، حسب رواية المواطن عماد العبيد فان المجموعة التي وصلت الى ليبيا تضم ماتين وثلاثة و ثمانون شاباً سودانياً، منع عليهم الاتصال بذويهم ، مؤكداً ان هؤلاء الشبان تم التعاقد معهم في الخرطوم للعمل في الامارات وفي حضور مكتب العمل، وهذا يؤكد ان تغيير مكان العمل يعتبر مخالفاً للعقد، وطالب برجوع ابنه و اخوانه فوراً ، وناشد المسؤولين وتوعدهم، و حملهم مسؤولية سلامة ابنه و الآخرين.

آخر الأنباء و بعد الضجة الاعلامية أن الشركة قررت اعادة الشبان الى الامارات، وان بعضهم رفض العودة ، وهذه محاولة للتنصل من قرار اعادتهم بحجة رفضهم وهو حديث مشكوك فيه و الشركة ملزمة باعادتهم لوطنهم و ليس أية جهة أخرى وهي مسؤولة عن سلامتهم، و تعويضهم عن الاضرار التي لحقت بهم وبأسرهم، و ليس من حقها نقل حقوق تعاقدهم الى شركات أخرى، لأن ذلك يخالف القانون و يدخل في باب مخالفة القانون الدولي فيما يتعلق بالاجراءات الخاصة بليبيا،

اصبح الهمس جهراً عن حقيقة العلاقات السودانية – الاماراتية و عما اذا كانت الامارات تتقيد بالاعراف القانونية و الدبلوماسية، وغير بعيد زيارة وزير الخارجية الاماراتي انور قرقاش و تجاهله لقاء وزيرة الخارجية ورئيس الوزراء، كما ان الزيارة لم ترشح عنها اي معلومات عن سببها وهل تمت بمبادرة ام بدعوة و ما هي نتائجها، و على الاقل لم يصدر عنها تصريح رسمي او مشترك.

يدور همس جهير بين مثقفين و اعلاميين و محللين عن ان الامارات انفردت بالشأن السوداني بعد ان كان ثنائياً مع السعودية او ثلاثياً مع الاثنين ومصر ، وهي الدول التي ساندت الثورة صراحة و قدمت لها الدعم في البداية و ان تراجع بعد ذلك و انعدم ، و تقول معلومات ان كل الدعم منذ بداية الثورة وحتى تاريخه لم يتجاوز مليار و مائة مليون دولار ، مع وعود في البداية عن دعم يبلغ ثلاثة مليار و نصف المليار.

مسؤولون في الدولة قبل ان تجلس اليهم يبعدون هاتفك عنك و هواتفهم عنهم ، وحديث شبه موثوق عن جهات تتنصت على المكالمات و الواتساب، وان الاجهزة الذكية مخترقة حتى وان كانت مغلقة ، وذلك بفضل نظام التتبع (عين الصقر)، و لا يعلم أحد كيف يعمل هذا النظام و من يديره وأين تذهب تقاريره وهل هو من موروثات النظام السابق ام ان أمره جديد مع الثورة، بل وصلت قناعات البعض من ان هذا النظام يتبعك كظلك حتى لو كنت مسافراً خارج البلاد، و يقول البعض انه هدية من دولة الامارات ، وهذه مناسبة لنؤكد اننا مع الشرعية في اليمن ، ومع الامارات و السعودية و دول الخليج ضد التوسع الايراني ، ومع مصر ضد الارهاب الاخواني ، وهذا مبدأ لا نحيد عنه ، ولكن مصالح بلادنا و ديمومة ثورتنا دونها خرط القتات.

وجب علينا ان نقدم النصح لدولة حليفة للثورة و لشعب السودان من ان الهمس اصبح جهراً حول مشروع الامارات في السودان، ونقول ان هذا يضر بسمعة الامارات و يسيئ الى ما قدمته للسودان ، وان كان صحيحاً فهو لا شك اصبح خطراً على مستقبل العلاقات بين البلدين ، وهو ان صح يضع مسؤولية مباشرة على السعودية ومصر لصلتهما بالملف، ونقول للاصدقاء منهم ان أردتم الحديث الى الشعب السوداني وان أردتم معرفة ما يريد، عليكم برئيس الوزراء حمدوك ووزراء حكومته، فهو من ارتضته الحرية و التغيير و غالب شعب السودان ليقود الحكومة ، وهو الذي يعبر عن ارادة السودانيين في الفترة الانتقالية.

محمد وداعة
الجريدة

‫7 تعليقات

  1. نصيحة غالية جدا عسئ أن يأخذوا بها عليهم برئيس الوزراء ووزراءه وقبل بالشعب السوداني الذي يختلف في طباعه واخلاقه وسياساته وعزته بنفسه ووطنه عن بقية الشعوب العربية وجميعهم يعرفون ذلك جيدا نتمني أن يكون الخليجيون في الجانب الصحيح. هو جانب الشعب السوداني لا بالكلام المنمق ولكن برعاية مصالح مشتركة بيننا وبينهم

  2. يبدو أن محمد بن بن زايد، والنار تلد الرماد، يريد تحويل دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى دويلة الحمارات العبرية المنتحرة.
    هذه الدويلة التي كانت تلعب دور سنغافورا المنطقة تحولت فجأة إلى دولة تآمرية مزعزعة لأمن الدول قريبها وبعيدها، لم يسلم منها اليمن السعيد ولا قطر ولا ليبيا ولا تونس ولا سوريا ولا السودان.
    ويبدو تماماً ان بن زايد أما يعاني من المراهقة السياسية، أو هو مرتهن لقوى أكبر لا يقوى منها فكاكاً وتتخذ منه مخلب قط لسياساتها العدوانية.
    ولا يخفى على أحد أن بقية الأمارات قد بدأت تتململ من سياسات بن زايد الذي يهيمن على البترول في إمارة أبو ظبي،و أما بقية الإمارات فتعتمد على السمعة الحسنة والسياحة والتجارة كمصادر دخل لها.
    وكان الناس سابقاً يقولون “ركبوه التونسية” لمن تنطلي عليه حيلة أو يشرب مقلباً معتبراً. أما الآن فيقال “ركبوه الأماراتية”، لأن الإماراتية توردك مورد الهلاك، فبينما أنت تريد السفر إلى مهرجان دبي تجد نفسك فجأة في مواجهة الحوثيين أو في إمرة القائد المرعب حفتر “كتال الكتلة” في الحدود الليبية.
    نصيحة: لا تدخل السفارة السعودية، لا تركب الطيارة الإماراتية، السعودية فيها سكاكين والإماراتية توديك للحوثيين.

  3. إنك رجل عجيب غريب الأطوار فطورا مع الشرعية في اليمن وأخرى ضد الشرعية في ليبيا!! أم هل تنظر شرهات من الخلايجة!!؟
    تقول: ( حكومة الوفاق المدعومة من الاتراك ، ) ثم تقول تدعم الشرعية في اليمن فالحكومة التركية تدعم الشرعية والحكومة المعترفة بها دوليا وهي حكومة الوفاق في طرابلس، أما المتمرد السفاح حفتر فهو لا يقارن اطلاقا بثوار اليمن الذين تطلقون عليهم حوثيين .. ثوار اليمن لا يقتلون الابرياء ولا يدمرون المدارس والمستشفيات والمساجد والبنى التحية ول يقصفون ويسفكون دماء الاطفال والنساء والعجز كما يفعل حفتر في بلده ليبيا وكما يفعل قوات من سميتهم داعمي الشرعية
    اما مصر والسعودية اللتان تستنجد بهما فهما شريكتان في جرائم الامارات .. وإذا كنت ترى أن الاخوان مجرميين فهؤلاء ليسوا اقل جرما من حفتر والامارات والسعودية ومصر ..
    اتعجب كيف تستنصر دول دكتاتورية اجرامية وتحسب انك ديمقراطي؟
    ثم ان شنو دخلك في ايران تتوسع ولا تتضيق
    اما انك واحد عجيب

  4. يا محمد وداعه اذا ماكنت عارف انو قرقاش قابل حمدوك في زيارته إلى الخرطوم دي تبقي فعلا مصيبه،، ووزيره الخارجيه كانت في أمريكا ايام الزياره!
    كدي خليني من قصه انك صحفي،،، كقيادي ما متابع!
    ياخونا دي مصيبه شنو ودي وبلد شنو دي بقت!
    نسأل الله السلامة

  5. مع الشرعية وضد إيران.. الخ.. هذا يؤكد أن المشكلة لم تعد في المكون العسكري وحده، بل في قوى الحرية والتغيير نفسها.. الإمارات لم تكن حليفاً للثورة وليس لدينا ذاكرة سمكية.. فقد وقفوا مع البشير حتى آخر لحظة وعندما أصبح سقوطه حتمياً تغير موقفهم وتقربوا من الثورة والثورا وقبل ذلك تمت دعوات للعديد من قادة الحرية والتغيير لزياراة مشبوهة كتبنا عنها وقتها، وواضح أنني الآن نجني ثمار ذلك الزرع الفاسد.. لم ولن ننخدع في ساسة لا هم لهم سوى مصالحهم الذاتية ولو على حساب الوطن وأهله.. الإمارات لا تفعل ما تفعله إلا لأنها (أوجدت) لنفسها الضوء الأخضر باكراً..

  6. يا وداعة ركز شوية
    قرقاش استقبله في المطار وكيل وزارة الخارجية، وزيرة الخارجية كانت في أمريكا
    وقرقاش إلتقى بحمدوك

  7. مفروض أن تطالب بإجراء تحقيق لمعرفة مدى صلة حكومةالإمارات بحادثة التعاقد التي بدأت بها المقال.. ثم بعد التاكد من تورطها يجب على الحكومة السودانية أن تتخذ الإجراء المناسب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..