مقالات وآراء

تنوع التكتيكات في مقابل الصمدية والجمود !!

د. أحمد عثمان عمر 
أشوف العالم التحتاني هيلاهوب وقف ناهض
ودك عوامد الفوقاني جوه الجب رمى العارض
في السابع عشر من فبراير ٢٠٢٢م ، قررت لجان المقاومة تنويع ادواتها ومفاجأة العصابة الحاكمة بتكتيكات جديدة .
تم قفل شارع المطار من لجان الصحافة وكانت هنالك مخاطبة حتى الساعة الخامسة مساء.
وفي الحاج يوسف خرجت اللجان ، وايضا في أحياء امدرمان القديمة للتضامن مع قفل شارع المطار ، وكان الحضور على مستوى الأحياء وليس بشكل مركزى . كذلك كانت هنالك لايفات فى شارع المطار ، واشتباكات في الحاج يوسف ، أما أمدرمان فكانت هادية . أيضاً شهدنا اعتصام اليوم الواحد لارواح الشهداء من لجان الصافية ، وطرد القوة المعتدية على حراك الأمس من مدينة عبري .
هذا النشاط يؤكد بأن للجان القدرة على تنويع فعلها الايجابي ، وتطوير تكتيكاتها وتوظيف ادوات مختلفة في تراكم صاعد نحو النصر ، كما يؤكد ان العصابة ليس لديها سوى القمع الصريح واستخدام العنف المفرط ، ويضع معادلة الصراع بين القدرة على الخلق والابداع في اطار التنوع لدى لجان المقاومة ، والعجز المطلق في اطار الجمود وصمدية التفكير واحادية التكتيك لدى العصابة الحاكمة. والنصر حتما للتنوع والابداع والفكر الخلاق .
وبالطبع لم تجد العصابة بدا من ممارسة تكتيكها المصاحب للعنف والمكمل له ، والقيام بحملة  اعتقالات شرسه اجتاحت بها لجان المقاومة فى جميع الأحياء ، كذلك اعتقلت الثوار بجوار جداريات الشهداء بأستاد التحرير في بحري ، وكثفت اعتقالاتها في الشعبية والمزاد مستعينة بالأمن الشعبي لدولة الانقاذ ، في قراءة بائسة مجددا من نفس كتاب تعليمات الأنظمة المستبدة، متوهمة ان هذه الحملة سوف تحمي دولتها الآيلة للسقوط ، مثل توهم البعض بأن دولة آل دقلو اصبحت حقيقة واقعة والا سبيل لهزيمتها . في حين ان تمدد دولة آل دقلو بتحالفاتها الداخلية والخارجية ينقصه البعد الشعبي والتجذر الاجتماعي لأنها لا امتداد شعبي لها وسط أي من الطبقات الاجتماعية . كذلك تعاني من رفض قاطع من قبل مصر التي تعتبرها مهددا لامنها ، ومن فهم للعراب الاكبر للمشروع (الولايات المتحدة الامريكية) ، الذي يرى انها غير قابلة للاستمرار ولا يمكن ان تحقق له ما يريد، و لا ان تنفذ مشروع الهبوط الناعم الذي يراد له ان يخلق دولة تابعة لكنها مستقرة . إسرائيل تفهم ذلك جيدا ، لكنها تحتضن آل دقلو لسببين : اولهما محاصرة النفوذ الروسي ذو العلاقة الوطيدة معهم (بتكليف امريكي طبعا) ، وثانيهما اختراق الخارطة السياسية عبر قوة مسلحة معزولة لاستحالة التطبيع شعبيا.
صحيح أن العصابة – بما فيها ال دقلو – لن تستسلم دون قتال لأنها ترغب في الحفاظ على مكتسباتها قبل رقابها ،  باعتبار انها لم تصل لمرحلة الخوف على الرقاب بعد ، لكن قتالها الآن يجري عبر السلمية التي منعتها من تحقيق اهدافها (وهذه هزيمة في علوم السياسة) ، وليس بالتحول لملعبها العسكري الذي يمكنها من الانتصار .
المطلوب هو الحفاظ على السلمية ، مع تنويع التكتيكات والادوات ، والعمل بجد ، لاستكمال  تكوين الجبهة القاعدية من لجان المقاومة وتجمع المهنيين غير المختطف ولجان تسيير النقابات ومنظمات المجتمع المدني وعلى راسها اسر الشهداء ، القائمة على أساس تنسيقي وفقا لاعلان سياسي جديد ووثيقة دستورية جديدة لدولة مدنية خالصة .
لترفع القبعات للجان المقاومة وليستمر التنوع والاغناء ، فالنصر قادم والشعب قادر والردة مستحيلة .
وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!! .
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..