مقالات سياسية

إنّهم شُركاء لا شُعراء يا عُثمان..!!

زاهر بخيت الفكي

بلا أقنعة

قرأتُ للكاتِب (الكبير) عثُمان ميرغني مقالاً يُعلِّق فيه أو بمعنى أصح يسخر فيه من مؤتمر برلين للشراكة مع السودان ، وفيه قد وصف الكاتب (الكبير) بعد مُتابعته للمؤتمر أنّ القصة كانت عبارة عن مُنتدى شعري تغزّل فيه الشُركاء في السودان ونظموا فيه شعراً يستحق أن يُضاف إلى مُعلقات العرب ، مؤتمر (الله يدينا ويديكم) وهكذا عنّون الرجُل المقال زيادة في السُخرية في إشارة منه إلى أنّ قرعة الشحدة التي مدّتها الحكومة الانتقالية لم تمتلئ، وأنّ الشُركاء اكتفوا بنظم الشعر والمدح ولم يدفعوا لنا شيئاً من أموالهم يستحق أن نفرح به كُل هذا الفرح.

باشمهُندس عُثمان يعلم جيداً شكل العلاقة التي كانت تجمعنا مع هؤلاء ، ويعلم أنّ الإنقاذ مزّقت في سنوات حُكمها الطويلة كُل ما كان يربُطنا بهم من علائق ، وهدّمت جميع جسور الثقة والمودة التي يُمكن أن نعبُر بها إليهم ، بدمارها للمشاريع القائمة كانت بيننا وبينهم وعرّقلتها للكثير من المشاريع الاستثمارية والخيرية الجديدة قبل بدايتها ، ويعلم علم اليقين رأي المُستثمر الأجنبي السالب فينا ، هرب بعضهم قبل أن يبدأ ولم يسترِد من بدأ منهم حتى رأس المال الذي جاء به دعك عن الأرباح ، ولسان حال من نفذ بجلده منهم يقول أن لا مجال للعودة مرة أخرى للسودان ولن نترّك من يهمنا أمره من الاستثمار فيه.

أظنّك نسيت أو تناسيت علاقة أصحاب المشروع الحضاري مع دولة الصين (مثلاً) إذ لم تكُن العلاقة معها علاقة (شاعرية) يا هذا إنّما كانت علاقة حقيقية شاركتنا فيها الصين بأموالها لا بأشعارها ، ودفعت لنا في كُل المجالات الحياتية المُختلفة بمُقابل وبلا مُقابل ، وحجم الأموال التي منحتنا لها الصين كانت كافية لتأسيس مشاريع حقيقية تُصبح نواة لغيرها من المشاريع ، أين ذهبت تلك الأموال..؟ ما يعلمه الجميع أنّ بعضها أصّبح جُزء من ديون السودان التي تضاعفت بفوائدها مرات ومرات.

قبل السُخرية وتبخيس مجهودات الغير ليّتك رحبت بهم وشكرتهم على ما قاموا بهم دفعوا أم لم يدفعوا ، وبما أنّك كاتب رأي كبير ينتظرُك الكثير من القُراء مع كُل صباح للغوص في ما تكتُب رُبما وجدوا في ما بين السطور ما يبعث فيهم بعض الأمل (الشحيح) ، وقد أشرّع لنا الشُركاء أبواب الأمل من جديد ، بعد أن غيّبتهم مُمارساتنا الطائشة عن المُشاركة في أي فعالية (كان) السودان أحد أطرافها ، فلماذا لا نفرح ونطرب بعودتهم من جديد ، ويكفينا ما دفعوه لنا من (قولة خير) للعلاقة الجديدة ، وليتنا اتخذنا أخطاء أمسنا القريب الكئيب سُلماً نصعُد به مع الشُركاء إلى غدٍ نعُد العُدة لأن نجعله مُختلفا.

سُئل حكيم عن رأيه في من يكتُب لتقويم من يسوس ومن يكُتب لأجل أن يكون سياسيا..؟
فاعتذر عن الرد.

زاهر بخيت الفكي
الجريدة

‫4 تعليقات

  1. عثمان ميرغني كووووز.. ارجوا عدم الاهتمام بما يكتبه، لانه منهم، الحقد يأكل صدورهم علي حكومة الثوره و يتمنون ان تفشل، و اي نجاح لها يصيبهم بالمرض.. (قد بدت البغضاء من افواههم و ما تخفي صدورهم اكبر)

  2. الواجب يحتم علينا دعم الحكومة الانتقالية و ثمين جهودها لإصلاح الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد ..

  3. قبل انفصال الجنوب وبعد اتفاقية السلام عقدت مؤتمرات للمانحين كان فيها تشجيع للجنوبيين على الإنفصال اعلنت فيها مبالغ ضخمة والمؤتمر الأول في 2008
    واعلن عن مبلغ اربعة مليارات وثمانمائة مليون دولار واستمر المؤتمر ثلاثة ايام، انتهى المؤتمر وشربوا القوم ما شربوا من ويسكي وكونياك واكلوا ما اكلوا واشتغلت الكاميرات والقنوات والصحفيين والجرائد واستفاد الطيران…ثم النتيجة هي: شكر الله سعيكم، وحتى الآن لم يدخل دولار خزينة الجنوب من هذا المؤتمر.
    http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/2bc577d4-d24f-4292-9a23-39385e17d78d
    وهذا مؤتمر آخر للمانحين في الرباط ادناه
    https://news.un.org/ar/story/2014/05/203082
    والمشكلة بعد هذا كله يأتيك من يعتقد ان اموال الدول الكبرى (سبيل) ويكفي ان تلم شوية خواجات وتطلع منهم بكذا دولار. الخواجة هذا يوديك البحر ويرجعك عطشان. وبدل ما يدفع لك يخليك انت تدفع ومع الدفع ابتسامة.
    هذا شنبي لو تستلموا ربع دولار.
    ما احلى احلام اليقظة

  4. هذه تفاصيل خبر مؤتمر المانحين 2008 جريدة الخليج اذا لم يعمل الرابط
    (تعهد المانحون الرئيسيون المجتمعون في اوسلو، أمس، بتقديم 4،8 مليار دولار الى السودان، دعما لاعادة بناء البلد الافريقي الذي فتكت به حرب اهلية استمرت 21 عاما بين الشمال والجنوب.

    وصرح المسؤول الرفيع في البنك الدولي هارتويغ شافر تبلغ الهبات 4،8 مليار دولار، وذلك في ختام مؤتمر من ثلاثة ايام سعى الى دراسة الانجازات المحرزة، منذ توقيع اتفاق سلام في السودان في كانون الثاني/يناير ،2005 وجمع الاموال. وفي تقرير نشر قبل المؤتمر، قدرت الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان المحلية حاجاتها من المساعدات الدولية بين 2008 و2011 بحوالي 6،1 مليار دولار. (ا.ف.ب)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..