أخبار السودان
أكتوبر الأخضر.. تفاؤل في الشارع باسقاط الانقلاب

الخرطوم ـ مبارك ود السما
يدخل شهر أكتوبر والبلاد تشهد العديد من الاضرابات بجانب الغضب الشعبي الكبير بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية المتردية، في سبتمبر المنصرم تشعبت الاحتجاجات بشكل كبير مما جعلت الكثير من المهن والقطاعات الفئوية تتجه نحو الاضرابات، وطوقت (عنق) الانقلاب الذي جرى قبل عام.
بعد مرور عام على الانقلاب الذي قاد البلاد إلى نفق مظلم ولم يفِ بما وعد به في بيانه الاول، وبعد تراجع الظروف المعيشية الخانقة هيأت الظروف إلى اتساع دائرة الاحتجاجات الشعبية والمهنية.
قوى الثورة كشرت عن أنيابها بزيادة الحراك الثوري السلمي لاسقاط الانقلاب في أكتوبر ، باعتباره الشهر الذي قام فيه المكون العسكري بالانقلاب على شركائه في الحكم. الحرية والتغيير المجلس المركزي ناقش في اجتماعه تصاعد الاضرابات و الغضب الجماهيري و قضايا بناء الجبهة المدنية و وحدة قوى الثورة و نتائج لقاءاته مع لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان الأوروبي و المبعوثين الدوليين من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
ووجه المكتب التنفيذي في بيان له ــ تلقت صحيفة الحراك نسخة منه ــ كل قيادات وأعضاء الحرية والتغيير داخل السودان وخارجه لدعم الاضرابات و كل أشكال المقاومة السلمية والمدنية وتعزيز مشاركة قوى الحرية والتغيير فيها نحو توسيعها كماً ونوعاً ،و أكد دعمه للاضرابات المعلنة لأطباء الامتياز و العاملين في وزارة الزراعة و التجارة و الكهرباء و مفوضية اللاجئين وعمال السكة الحديد بعطبرة.
وقيّم المجلس المركزي للحرية والتغيير تصاعد الاضرابات و الاحتجاجات في المؤسسات الحكومية و الأسواق كمؤشر يؤكد إمكانية اسقاط الانقلاب و وجّه بدعم و توحيد الحركات المطلبية في أوساط العمال و صغار التجار و في أوساط المهنيين و إمكانية المضي بها نحو الاضراب السياسي والعصيان المدني و اسقاط الانقلاب.
إن الحركة الجماهيرية تنتظم في مقاومة شعبية عريضة و ظواهر نوعية داخل دولاب الدولة و مؤسساتها و في القطاع الخاص و هو ما يستحق الدعم و التنظيم و الدفع به نحو الاضراب السياسي والعصيان المدني.
فيما أبدت عضو لجان تنسيقية الخرطوم – فضلت حجب هويتها- تفاؤلها بقدوم شهر أكتوبر في اسقاط الانقلاب، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي. وقالت لـ(الحراك): كل المؤشرات تشير الى زوال حكم العسكر الذي جثم على صدور السودانيات والسودانيين عاماً، لم يحقق سوى الفشل والدمار.
ونبهت إلى أن قوى الثورة قطعت بعدم التنازل عن المطالب الجماهيرية على رأسها اللاءات الثلاث (لا شراكة- لا تفاوض- لا شرعية)، وان مسار التفاوض الذي قادته الحرية والتغيير يجب ان ينتهي الى هذا الحد، وقالت نحن كلجان مقاومة كان لدينا رأي واضح حول التفاوض والجلوس مع المكون العسكري الانقلابي. ونصحت المجلس المركزي بقفل باب الحوار مع الانقلابيين، وتسخير امكاناتهم الثورية في اسقاط الانقلاب.
ودعت القوى الثورية بمختلف مسمياتها إلى تفعيل الآليات في الضغط على المكون الانقلابي حتى سقوطه، وعلينا أن نتجاوز الخلافات الجانبية التي يعمل الانقلابيون بالمكونين المدني والعسكري على تعميقها، ولفتت إلى أن السودان في أسوأ ظروف يمر بها منذ تاريخه الحديث، ووصفت هذه الفترة بـ(السيئة)، لأنها أدخلت الشعب السوداني في ضنك العيش بالاضافة لتدهور كافة مناحي الحياة.
فيما قال المحلل السياسي د. خالد محمد الحسن لـ(الحراك): الشعب السوداني بدأ يظهر تذمره، ونفد صبره في تحمل وجود الانقلاب على سدة الحكم. وشهر اكتوبر سيكون حامي الوطيس على الانقلابيين، وفقاً للمعطيات والمؤشرات العامة التي تشهدها البلاد.
لافتاً إلى أن المكون لم يستفد من عامل الزمن في تغيير صورته أمام الشعب من أجل تحييد عدد من المواطن الذين يقفون في المنطقة الرمادية، بطريقة العسكر السلحفائية جعلت كفة القوى الثورية أكبر مما يتصور المكون العسكري وحاضنته من قوى الوفاق الوطني.
وأضاف: انتهى الوقت بالنسبة للمكون العسكري كما انتهى الوقت ايضا للأحزاب السياسية داخل الحرية والتغيير وخارجها، وبالاضافة الى انتهاء الوقت للعديد من فئات الشعب السوداني التي تريد استقراراً في الحياة بشكل أفضل مما هو عليه الآن.
مشيرا إلى أن القوى الثورية حررت شهادة وفاة للمبادرات التي طرحت لأنها تدعم الانقلاب في الاستمرار في الحكم، لذلك سيكون اكتوبر شهراً حاسماً في الساحة السياسية التي ستشهد تغييرات كبيرة وجذرية في اسقاط الانقلاب