أخبار السودان

أسكتلندا … وجنوب السودان

رشيد بن حويل البيضاني

أسكتلندا ــ لمن لا يعرفها ــ أحد أقاليم أربعة تتكون منها المملكة المتحدة United Kingdom التي نعرفها ببريطانيا وتضم معها: إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، ونظرا لما تتمتع به أسكتلندا من ثروات طبيعية، كانت على مر التاريخ مطمعا للغزاة، بدءا بالأيرلنديين ثم ( الفايكتيسجز ) من الدولة الإسكندافية، والرومان، وانتهاء بالإنجليز عام 1296 م، وما أعقب ذلك من حروب انتهت بتوقيع اتفاق الوحدة مع إنجلترا عام 1707 م، لتكتمل دولة المملكة المتحدة، أو بريطانيا العظمى .
وتشغل أسكتلندا الثلث الشمالي من الجزر البريطانية، وتبلغ مساحتها نحو 78 كم2، وتمتع بمناظر خلابة، حيث الجبال والتلال والأودية والبحيرات والغابات، كما تضم نحو ( 790 ) جزيرة منها 130 فقط مأهولة بالسكان الذين يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة ( أي نحو سكان دول الخليج باستثناء المملكة تقريبا )، ومن أشهر مدنها جلاسجو، وهي أكبر مدن أسكتلندا، وأدنبرة العاصمة، وتعد أسكتلندا مسقط رأس العديد من العلماء والمخترعين، ونذكر منهم: جراهم بل مخترع الهاتف، ووجون لوجي بايرد مخترع التلفزيون، وفلمينج مخترع البنسلين، وجون شيبرد براون مخترع آلة الصراف التي ننعم بها في ربوع بلادنا، كما يحسب للأسكتلنديين أنهم قد ابتكروا لعبة الجولف في القرن الخامس عشر الميلادي .
وبالطبع، ثمة اختلافات كبيرة بين الأسكتلنديين والإنجليز , في التاريخ واللغة والثقافة والعادات والتقاليد , بل وربما في المعتقدات أيضا.
هكذا يتضح لنا توافر عوامل تكوين دولة مستقلة لأسكتلندا عن المملكة المتحدة، ناهيك عن الحس القومي عند كثير من سكانها، ورغبتهم في الاستقلال، فمن ذا الذي يرضى بالتبعية، ويرفض الاستقلال ؟! .
لكن المفاجأة الكبرى التي وقعت مؤخرا هي رفض هذا الاستقلال بنسبة وصلت إلى 54% تقريبا , وفضل الأسكتلنديون الإبقاء على تبعيتهم للمملكة المتحدة .
لقد أدرك الأسكتلنديون أن عصرنا هذا هو عصر التكتلات، فلا مكان فيه الدول الصغيرة، وأشباه الدول، وغلبوا المصلحة العامة للبلاد على ما يعتلج في نفوس البعض من أحلام، أو مطامع سياسية، وما يتطلع إليه دعاة الاستقلال من تحقيق زعامات لدويلة قد يصعب عليها الصمود في عصر التكتلات والاتحادات.
دار هذا كله في خاطري وأنا أقارن الأسكتلنديين وموقفهم من الاستقلال بموقف الأشقاء في جنوب السودان الذين حاربوا وقاتلوا من أجل الانفصال عن الوطن الأم ــ السودان ـ ليفتخروا بدولتهم المستقلة التي لم تمض عليها عدة شهور حتى بدأ أصحاب الأطماع والأهواء في داخلها في القتال والصراع، مع أن جنوب السودان لا تتوافر فيه مقومات الدولة المستقلة بنفس الدرجة التي نجدها في أسكتلندا .
الفارق كبير في التفكير العقلاني المنطقي الذي يعلي من شأن المصلحة الوطنية ويضعها فوق أي اعتبار أيا كان: دينيا أو قبليا أو سياسيا .
العبرة من الاستفتاء الأخير في أسكتلندا، ورفض الاستقلال، يجب أن تكون ماثلة أمام كثير من ( الجيوب ) و ( القبائل ) و ( المذاهب ) التي تسعى كل منها إلى تقسيم البلدان العربية الشقيقة، والتاريخ يثبت لنا أن البقاء للأقوى ودائما في الاتحاد قوة .
فهل يعتبر الأشقاء في جنوب السودان، ويعودوا إلى رشدهم وإلى وطنهم الأم، وتتم تسوية الخلافات، وضمان الحقوق ؟!
وهل يعتبر الأشقاء في العراق وسورية واليمن وليبيا وغيرها، ويقلدون الغرب في سعيه وحرصه واجتهاده في تحقيق الوحدة، ونبذ كل ما من شأنه تقسيم البلاد ؟ وصدق الشاعر حين قال:
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا

عكاظ

تعليق واحد

  1. التكتل جميل ومفيد لكن هل التعامل والعداله في اوروبا تقارن مع العالم العربي او الاسلامي او نحن في افريقيا. النزعات الانفصالية يصنعها الحكام الظلمة وخير مثال السودان وتنكر المركز للاطراف واستثار قلة قليلة بخيرات البلد وحرمان الاخرين مما يولد الاحتقان والحقد والرغبة في الانتقام وفي النهاية الانفصال عن الوطن الام.فمشكلة الجنوب بدات بمطالب بسيطة ثم تطورت الى ان وصلت للمطالبة بالانفصال والمثال الاخر دارفور بدا التمرد قيها بمطالب خدمية ونسبة لتعنت المركز والعنجهية والصلف والتكبر الذي تعاملت به الحكومة(على لسان كبيرهم الرئيس) ادى لما نحن فيه الان وربما نسمع من يطالب بالانفصال.

  2. اغبى ناس هم حكام الجنوب
    يحكمون كل الجنوب
    ولهم نائب اول للرئيس ووزراء في الشمال
    فيقضلون الانفصال
    تباً لهم
    الله لا عادهم

  3. اولا نشكر الكاتب على روحه الطيبه لكن الجنوب عند الاستفتاء كان في حالة حرب مع الشمال وهنالك اختلافات دينية وليست مذهبية بين الشمال والجنوب وانتماءات عرقية للشمال تجاه العرب والجنوب تجاه الافارقة وهذه ليست موجوده بين انجلترا واوسكتلندا وانجلترا هي سبب فصل الجنوب بماوضعته زمن الاستعمار من اغلاق للمناطق وتشويه صورة الشمالي لدى الجنوبي مالم تعمله هنالك بل عملت العكس صورت لهم ان الوحده مفيده

  4. حقو بدل تنصحهم بان ينضمو الي السودان انصحهم بان ينضمو الي دولة اخري ككينيا او يوغندا او حتي الحبشة قد يستمعون اليك و قد يوافقوك

  5. مقال فطير و المقارنة بين إسكتلندية وجنوب السودان كمقارنة التفاح بالبرتقالة نعم هم فواكة ولكن البعد بين الاثنين بعيد عند استفتاء لأولي وجدوا عندهم دولة مؤسسات ببنية تحتية جيدة و الآخري بنفس الطريقة التي خلقها الله وبعد كل المشاكل ولاذمات لو خير الجنوب بين الاستقلال او الدولة الفاشلة في الشمال سيختارون الانفصال

  6. ههههههههههه يا هزا منز متى اصبحنا اشقاء حتى اقل منك درجة في العروبة في سودان لا
    ماسبق ان قال اشقائنا الجنوبين بل يقولون اخوة الجنوبين واشقائنا العرب يا اخي بتضحك على زقون خلاص جنوب انفصل ولا رجعة تاني الا الابد اين كنتم مما كان يمارسه اشقائكم العرب في السودان من تنكيل والتعزيب والاستعباد تجاه الجنوبين كنتم تصممون ازانكم كانكم لا تسمعون ولا تراؤن بس كلا لا وزر

  7. الجنوب فصلوه الكيزان طمعا في السلطة

    و قالوا في شعب الجنوب و الشمال

    نعبس بالبلد و ما يهمنا مستقبلها

    اسكتلندا او من فرح بعدم الاستقلال رئيس وزراء برطانيا

    و في السودان اول من فرح بالاستقلال عمر البشير شوف الفرق وين

  8. سنغافورة ناتجها القومي اكتر من 300 مليار دولار مع عدد سكان لا يتجاوز ال 6 مليون ومساحة لا تزيد عن 700 كم مربع ، الموضوع ما تكتلات ومساحات ، الموضوع موضوع مخ وتشغيل راس ، لا شمال السودان شغل راسه ولا الجنوب حيشغل راسه

  9. الجنوب فصلوه الكيزان بسياساتهم الحمقاء الغبية وكان هذا برنامجهم منذ أيام جبهة الميثاق الأسلامى بزعامة المدعو الترابى الذى يقف وراء كل لخبطةو خراب حدث فى السودان ثم ييتنصل منه وهذا فعل إبليس نفسه حين قال ( ….وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم )

  10. كلامك صحيح يا كاتب المقال
    بس لو تنبهنا قبل 15 سنة ؟؟؟ كان افضل
    الان ما فات شيء ممكن نتوحد تاني
    الشغلة كلها شغلة مصالح – والمصالح المشتركة موجودة
    يعني دواعي الوحدة موجودة لذلك ارى ان الوحدة ممكنة .

  11. by putting religious as insource of personal issues to ruling people, and prevent equality between citizens or using discrimination .in addition dictatorship is crucial diseases

  12. صح لسانك يا استاذ/ بيضاني – ياليت كل الناس تفهم هذه الاشياء ولكن بعد فوات الاوان
    مشكور يا كاتب المقال على كلامك وجزيت خيرا

  13. for me it seemed that this writer dose not have any idea about the reasons that leads the people of south Sudan to chose Separation instead of unity nor dose he have any idea about the history of sudan

  14. المملكة المتحدة دولة ديمقراطية ليبرالية علمانية سياسيا واقاليمها الاربعة انضمت للاتحاد بطواعية والحقوف والواجبات مكفولة بالدستور والقانون هو السيد وفصل السلطات والسلطة عند الشعب من خلال برلمانه المنتخب الخ الخ الخ
    اصلا لا توجد مقارنة بين السودان وبريطانيا نحن فى السودان اغلب فترات ما بعد الاستقلال محكومون بحكومات عسكرية او عقائدية مع عسكر وآخرها حكومة الاسلام السياسى الواطى الحقير العاهر الداعر فكيف تتوقع من الجنوبيين ان يتحدوا مع هكذا نظام انا اتوقع مع وجود الاختلافات العرقية بين الجنوب والشمال اذا كان الحكم مدنى ديمقراطى كان وصلنا لتسوية مرضية مع الجنوب وحافظنا على وحدة السودان والتنوع والتعدد فيه قوة واثراء ثقافى واقتصادى افضل من الدول التى تتكون من عرق او دين واحد!!
    السودان بقى ممزق وزبالة وحثالة عندما ترك الديمقراطية وتابع الانقلابات العسكرية والعقائدية وسبحان الله كلها اتتنا من مصر ضباط احرار واخوان متاسلمين وطبعا لا يوجد احقر واوطى واتفه واقذر من هذين التنظيمين وهما الضباط الاحرار والاخوان المتاسلمين فلا حافظوا على وحدة بلد ولا استقرارها السياسى ونموها الاقتصادى والنجاح الوحيد لهم هو فى ضرب شعوبهم الله لا تبارك فيهم فردا فردا الفشلة الجهلة الاغبياء عديمى الرؤية وقصيرى النظر!!!!!!!!

  15. بارك الله فيك وجزاك خيرا عن كل كلمة كتبتها في هذا المقال الموضوع الجميل ولكن….

    في حال برطانيا مع اسكتلندا الامر مختلف حيث ان اسكتلندا كانت دولة قائمة قبل الاتحاد مع بريطانيا وبقيت معالم الدولة بكل مكوناتها غم حالة الاتحاد وعندما جاءت الفرصة ليقرر الاسكتلنديون مصيرهم اقتصر دور الدولة الام فقط في توضيح المساوئ في حال الانفصال بداية بلا جواز بريطاني ولا ضمان اجتماعي من دولة بريطانيا ولا ولا ولا وانتهوا الى هنا وتركوا الاسكتلندي يقرر على ضؤ ذلك ولكن في السودان لم يكن جنوب السودان دولة في يوم من الايام بل هو جزء اصيل من السودان ولكن الدولة واقصد الحكومة هي من حددت معطيات الانفصال اعتماد على العنصر البشري والدين والعادات والتقاليد ولكن لا حقيقة تسند تلك الإدعاءات لى الارض. استخدمت الدولة الاعلام بصورة سلبية جعلت الجنوبيين يختارون الانفصال ليس لينهم يريدون الانفصال ولكن كشئ من رد الاعتبار لما واجهوه من اهانات من الدولة وقد اطلقت الدولة لكل ذي لسان بذئ اطلقت له العنان ليقل ما يريد في حق الجنوبيين ومنهم خال الرئيس مالك صحيفة الانتباهة المدعو الطيب مصطفى فكرس الرجل كل قوى الحقد والشر لدفع الجنوبيين نحن الانفصال والسبب ان احد ابنائه قتل في حرب الجنوب……

    في السودان كانت الدولة ترغب بشدة في فصل الجنوب للتخلص من الجنوبيين كعنصر زنجي افريقي لأكمال هوية الدولة العربية وايضا التخلص منهم باعتبارهم غير مسلمين والدولة تريد تطبيق الشريعة فقط في باقي المواطنين المسلمين هذه كانت….!!!

    علما ان الجنوبيين لم يكونوا يرغبون في الانفصال وقد تفاجأ نفر كثير منهم يوم خرجت النتيجة لصالح الانفصال ولم يتمالكوا انفسهم عن البكاء مما يدل على ان هناك تزوير حدث في التصويت بالاتفاق مع الحركة الشعبية والحكومة وهذا تقول كل المعطيات لأن الجنوبيين لا زالوا يسكنون في الشمال ولم يغادر منهم إلا عدد قليل عاد نصفه والنصف الآخر يتهيأ للعودة متى ما كانت الفرصة مواتية وما بقي في الجنوب إلا الجنوبيين الذين كانوا في دول الجوار مثل كينينا ويوغندا وباقي الدول الافريقية وهم ايضا قد عاد منهم الكثير على حيث كانوا…….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..