حصاد الاستبداد.!

شمائل النور
العشرات من المهاجرين واللاجئين رفضوا النزول في ميناء مصراتة الليبية، خوفاً من ?التوقيف والتعرض للتعذيب? هذا ما ذكرته منظمة العفو الدولية.
ووفقاً لتقرير المنظمة أنَّ 79 شخصاً على الأقل بين مهاجر ولاجئ، بينهم عدد من الأطفال يتواجدون في ميناء مصراتة غرب ليبيا منذ أسبوع ويرفضون النزول. مثل هذه الحوادث باتت عادية أو أقل من أن توصف أنها عادية، بل أنَّ وفاة العشرات من شباب هذه البلدان في عرض البحر المتوسط باتت أمراً عادياً.
عام 2016م شهد إحصائيات عالية في الهجرة ومخاطرها، إذ ذكرت المفوضية أنَّ عدد الذين فقدوا حياتهم في البحر المتوسط خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2016م، بلغت (204.000) أشخاص، بمعدل (40.000) في الشهر الواحد.
لم تتكرم حكومات بلدان الذين لقوا مصرعهم في البحر بحثاً عن وطن بديل، لم تتكرم ولو بإبداء أسفها على ضياع هذه الأرواح.
الوكالات تتناقل على الدوام الأوضاع المزرية للاجئين الفارين من بلدانهم الغارقة في الحروب أو تلك التي غرقت في الفساد، وتنشط دول أوروبية عدة لوقف هذه الهجرة وتدفع أثماناً طائلة لبعض الدول التي يسمح لها موقعها الجغرافي، من التدخل لوقف سيول الشباب المهاجرين والسودان واحد من هذه الدول.
موجة الهجرة التي انفجرت بعد ?الربيع العربي? وزادت وتيرتها ولا تزال متصاعدة هي ليست مجرد حلم بات يراود الشباب في هذه البلدان المنكوبة بسياسات حكامها، هي خيار مُر لطالما أنَّ الموت ربما ينتظر في الطريق.
هل يتوقف هذا النزيف في ظل ما نشاهده يومياً من حروبات ومعارك وفساد وتشتت وبؤس في كل دول المنطقة، وهل تعي الحكومات في هذه الدول حجم المأساة. في كل عام تزداد الحاجة إلى الهجرة وتزداد بالمقابل أعداد الضحايا مع تلاشي الأمل في حياة أفضل في هذه البلدان.
إنَّ ما يشغل دول أوروبا حالياً هو قضية المهاجرين مع اختلاف مواقف هذه الدول، ومع اختلاف وضعياتها واختلاف أوضاع اللاجئين فيها من حسنة إلى سيئة، لكن، المفارقة القاتلة في مرارتها أنَّ الدول التي فر منها هؤلاء المهاجرون بحثاً عن وطن أو بحثاً عن وضعية إنسانية، هذه الدول غير آبهة بما يجري، بل غارقة في التفكير في كيف تحافظ على كرسيها.
التيار