مقالات سياسية

اغتصاب فتاة النيل الازرق… اغتصاب لكرامتنا جميعاً

احمد محمود كانم

عرّف فقهاء القانون الإغتصاب بأنه “اتصال رجل بإمرأة اتصالاً جنسياً كاملاً من دون رضاء صحيح منها” .
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً لفتاة سودانية تناوب على اغتصابها أربعة رجال (سودانيون) تحت تهديد السلاح ، في قفزة جديدة نحو امتهان كرامة المرأة السودانية ، الإنسان السوداني ،والإنسانية جمعاء.. في ظل غياب تام لأي نوع من أنواع المحاسبة ، مما ينذر بالخطر القادم الذي يحدق بالمرأة السودانية ، رغم ما ندعيه من تغيير واتفاقيات سلام كانت من أولى أولياتها حماية أعراض الشعب السوداني.

* إن حادثة اغتصاب فتاة النيل الازرق (قرية زندية) التي حدثت بالأمس على أيدي مسلحين قيل انهم يتبعون للجيش السوداني ؛ ليست إلا واحدة من بين عشرات الآلاف التي لم تتجرأ الضحايا على الكشف عنها، لكن ان يتجرأ أولئك الأوقاح المستذئبون على تصوير فعلتهم هذه وكأنها فيلم اباحي مدفوع الثمن ، لأمر يستدعي تحسس كرامتنا وإعادة النظر حولها… إن كانت لنا كرامة أصلا .

*فيا أيها المجلس السيادي، ويا أيتها الحكومة الانتقالية، ويا مجلس الوزراء ، و مجلس شركاء الفترة الانتقالية، إن هذه الواقعة الشنيعة التي يعف عن فعلها الحيوانات ؛ كان بإمكانها أن تقع على أي واحدة من اخواتكم أو زوجاتكم أو بناتكم أو خالاتكم ، أو امهاتكم أو حفيداتكم.. ولا أحسب أنها ستقابل بذات البرود و (التطنيش) والصمت المطبق الذي نراه الآن !
و إنه لعار علينا جميعاً أن يحدث ذلك ، وهو ليس اغتصاب لفتاة النيل الازرق بقدر ما هو اغتصاب لكرامتنا وكرامة أي رجل سوداني .
فتبا لي ولكم ولحكومتنا ولأي ركن من أركان السودان إن لم نسعى لتقديم أولئك الجناة للعدالة.. وسن قوانين تضع حداً لهذه الفعلة المتقيحة الحمقاء .

*ختاماً ، اعتذر بكل خلجات قلبي للأنثى السودانية الشامخة العفيفة الجميلة الصامدة، لأننا _وبكل أسف_ قد فشلنا في حمايتكن، بل صرنا نحن الرجال ألد أعداءكن من الوحوش المفترسة.

لذلك أدعوا جميع نساء بلادي للتسلح بما يضمن لهن سلامتهن وحمايتهن من أي معتد.. إلى أن تنهض سلطاتنا من نومها ، و يحيا ضمير الرجولة في السودان لاستعادة مكانته الطبيعية للقيام بواجب حمايتكن..
والسلام.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..