تلك القضية و..( شوية إبتلاءات )

إليكم ……………….الطاهر ساتي

تلك القضية و..( شوية إبتلاءات )

** لاتزال الأقلام الرحيمة تكتب عن ظاهرة إستغلال عرق أطفال الدرداقة بأسواق الخرطوم المركزية من قبل محليات حكومة الخضر وإحدى المنظمات، وحتى ضحى البارحة لم يصدر أي توجيه رسمي يمنع ذاك الإستغلال، رغم أن مصدرا ولائيا سرب لصحف السبت الفائت بأن الوالي وجه بمراجعة وتنظيم عمل هؤلاء الأطفال .. لم تتم المراجعة ولا التنظيم، ولايزال تحالف المحليات والمنظمة تسترق الأطفال بأسواق الخرطوم باجبارهم على دفع مبلغ قدره عشرة جنيهات يوميا بلامقابل وبلا أورنيك وزارة المالية ، توجيه الوالي – إن وجه – لم يمنع هذا الرق، أو ربما كان توجيها لتخدير الصحف.. المهم، تلك قضية ستظل حية إلى أن يجد حلا يرفع وطأة الظلم والإستغلال عن كاهل هؤلاء الصغار..!!
** ثم ..بعد أن يكافح ظاهرة إسترقاق الأطفال بولايته، على والي الخرطوم أن يكافح الفساد أيضا، أجهزة الحكم بولايته فاسدة ،و آخر تقرير صادرعن ديوان المراجعة – ابريل 2001 – يقول نصا : البعض المنسوب لمحليتي الخرطوم والخرطوم بحري ومفوضية العمل الطوعي والإنساني بالولاية، عاث فسادا قبيحا في أموال الناس إختلاسا موثقا ، ووجهت المراجعة بإتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم ، وأدت نيابة الأموال العامة دورها تجاههم، وتحرت وتقصت ودونت أقوالهم وأفعالهم في سجلاتها..ورغم ذلك، لايزال هذا البعض المختلس يزاول مهامه ولم يتم إيقافهم عن العمل ، وتم حفظ بلاغاتهم .. ولهذا يوصي المراجع والي الخرطوم بالنص التالي : ( يتطلب الأمر التوجيه بإتخاذ الإجراءات القانونية ضد تلك الوحدات لحمايتها من المتلاعبين بالمال العام )..كهذا يوصى المراجع، وهكذا ننصح أيضا، ما لم تكن إختلاساتهم ( شوية إبتلاءات )..!!
** والتقرير ذاته يقول بالنص : خلال العام 2009، تم تعيين (106 )عامل بمكاتب الدستوريين بالولاية كتعيين شخصي، وتفاوت العدد من مكتب دستوري لآخر مابين (3 – 7 عامل ).. ولك أن تتخيل يا صديق : مكتب وزير ولائي به (7 عامل )..مكتب أوباما بيكون فيهو كم ؟..علما بأن هناك قرار إتحادى ينظم هذا ، لم تلتزم به حكومة الولاية.. والمراجعة بعد أن كشفت تلك المخالفة،رفعت تقريرا لرئاسة الولاية بغرض المعالجة، ومنذ ذاك العام وحتى تاريخ التقرير- يناير 2011 – لم تتم المعالجة.. ليس ذاك فحسب، فالأدهى والأمر بأن حكومة الخضر تخالف دستور الولاية – وحتى دستور البلد – عند تعيين البعض في الخدمة المستديمة، بحيث لاتلتزم بشرط العدالة في التعيين ولا بشرط الكفاءة العلمية والعملية، كما يقول المراجع نصا، ولا تعلن عن الوظائف ليتنافس في شغلها كل أهل السودان،ولا تعين عبر لجنة الإختيار.. ولذلك، لجأت وزارة التنمية الإجتماعية ووزارة الثقافة و الإعلام و وزارة الزراعة إلي (التعيين الكيري )، أي بلاقانون بلا يحزنون ، فقط بنهج ( الولاء والتمكين) .. كشفت المراجعة هذا التعيين العشوائي، ثم وجهت والي الخرطوم بالمعالجة، فأمتثلت وزارة التنمية الإجتماعية للتوجيه، ولكن تماطلت – ولاتزال – وزارتي الثقافة والإعلام و الزراعة.. ولذلك وصى المراجع والى الخرطوم بالمعالجة للمرة الثالثة ، وكذلك ننصح ، ما لم يكن التعيين بنهج تقديم أهل الولاء على أهل الكفاءة محض( إبتلاءات ) و( فقه ضرورة )..!!
** وذات التقرير يقول أيضا : عدد العاملين بكل مؤسسات الولاية (62.427 عامل ).. ولكن الأجور التي تصرف لاتعبر عن الآداء الفعلي للأجور ولا لعدد العاملين، أي المبالغ أكبر من عدد العاملين .. ولهذا كشف المراجع ما يلي : (37 عامل ) متعاقد بالوزارات والمحليات كخبراء ، وماهم بخبراء، بل بعضهم لايحمل من المؤهل الأكاديمي غير الشهادة الثانوية والدبلومات ، وهؤلاء تكلفة أجورهم (ملياروستمائة مليون جنيه ، سنويا )، وهذه مخالفة .. وكذلك هناك (713 عامل) متعاقد بدون علم و موافقة اللجان المختصة ولوائح الخدمة المدنية ،أي تم تعيينهم بنهج ( أخوي وأخوك) ،وهؤلاء تكلفة أجورهم (ملياران وستمائة مليون جنيه ، سنويا )، وهذه طامة.. وهناك ضباط إداريين بدون وظائف،أي ضباط من منازلهم، وهؤلاء تكلفة أجورهم (16.800.000 جنيه ، سنويا )، وهذه كارثة.. وهناك تعاقد مع بعض العاملين في وظائف هيكيلية يمكن ملأها من داخل الوحدة، وهذه مخالفة.. ثم الأدهى والأمر : تعاقد شيوخ هيئة الأوقاف الولائية مع خبير للإشراف على تنفيذ مشروع ، وبعد نصف عقد من الزمان، إكتشف المراجع عدم وجود المشروع على أرض الواقع، ولذلك وصي بإنهاء التعاقد ومساءلة المتسبب، أما ما تم الصرف على الخبير الوطني طوال الخمس سنوات – هذا مقترحي – ( فأحتسبوه )..فقط ننصح والي الخرطوم بتنفيذ تلك التوصية، ما لم يكن التبريرلكل تلك الكوارث هو: ( إبتلاءات )..!!
** وعليه.. كل ما سبق شئ طبيعي، وليس في السرد عجب، بحيث صار الحديث عن فساد المفسدين وعدم محاسبتهم كما الحديث عن القضية الفلسطينية.. ولذلك، فلندع كل ذاك الفساد، ونعيد إلى أذهاننا مأساة أطفال الدرداقة الذين تسترقهم محليات حكومة الخضر بالتحالف مع إحدى المنظمات.. نأمل أن تتحرك جهة عليا وتحرر هؤلاء الأطفال من قيود العبودية.. وكذلك نلفت إنتباه منظمات المجتمع المدني وجمعيات حماية الأطفال.. انقذوا هؤلاء الضعفاء،أما أقوياء أجهزة حكومة الخضر، فدعوهم يفسدون إلى حين، فلو دامت لعائلة الطرابلسي لما آلت إلى شعب تونس.. وأنصح نفسي وإياك ياصديقي القارئ ( لاتيأس ) ..!!
…………………………….
نقلا عن السوداني

تعليق واحد

  1. انت بترطن بتقول شنو إيلوووووووووووووووووووووووووووو ينسر دينك يا شيك ترجم لينا المخيييييييييييييخ بقي زنخ صعايده افضل مننا هههي:lool:

  2. مصيبة كبيرة شديد والله والحال حال غريب والله .. والله قرأت عمودك ( شعرة جلدى كلبت )
    والحمد لله صابرين وللصبر حدود .. وكما ذكرت لن نيأس ..

  3. أخى الطاهر : ما أخشاه أن تتفتق عبقرية أحد ( همباتة الولايه ) باقتراح لكبيرهم بوضع لوحات ـ كتلك التى توضع على عربات الكارو ـ لتوضع على تلك الدرداقات حتى يسهل جمع الأتاوات من هؤلاء البؤساء …

  4. جزاك الله خيرا يا ساتى وبارك فيك وحقيقة ظاهرة اطفال الدردافات هى من اكبر مظاهر الظلم التى تتجلى للشخص حيث يدفع هذا الطفل الميلغ ويعود الى منزله مساء احيانا دون ان يتحصل على ربع ما دفعه ووالله هذا هو الحرام بعينه لا بارم الله فيكم ان لم تنصفوا الضعفاء او على الاقل اتركوهم فى جالهم يكفى انهم فى هذه السن حرموا من التعليم اتقوا الله اتقوا الله يا من تدعون الاسلام.

  5. ندا الى كل الجهات الانسانية
    الى كل من لديه ضمير حى
    ان ينقذوا هولاء الاطفال من قبضة الانقاذ
    هذا الاسترقاق ليس بغريب لحكومة الانقاذ
    ايها الشعب السودانى
    نطيح بهولاء انهم ليسوا سودانيين
    انهم افة ابتلانا الله بهم عندما بعدنا عن طاعة الله

  6. الاخ الطاهر ساتي
    كتبتم انتم وكثير من الكتاب في مختلف الصحف الحره إلا انه لم تأت كتاباتكم أكلها فلتجربوا عدم الكتابه حتى يخرج المواطن بحثا عن الخبر وحتى لا يخرج الهواء الساخن عبركم علقوا إصدار الصحف ليوم واحد وتحتجب الراكوبه التي يستظل تحتها كل المكلومين دعوا الناس يعبروا عما يجيش بداخلهم بطريقتهم او ليتحد كتاب الاعمده الساخنه بالاحتجاب غدا وانظروا او انتظروا النتيجه ولكم التحيه .

  7. ود ساتي سلام
    انها مأساة ومهزلة للمشروع الحضاري
    والمبلغ يدفع اولا وبعد ذلك يبدأ الطفل في عمله
    وارجو ان تضيف لمهازل المحليات المبالغ التي تدفع لمن اراد ان يبول في حماماتها والعائد يذهب الى المتنفذ في المحلية

  8. "الوالي وجه بمراجعة وتنظيم عمل هؤلاء الأطفال "
    بالله عليكم هل هذا والي يتق الله في رعيته؟!
    اطفاااااااال لا يذهبون الي المدارس بل يضطرون للعمل و الوالي بدلا من دراسة احوالهم الاجتماعية و العمل علي توفير التعليم و الحياة الكريمة لهم بدلا عن ذلك فقط يوجه بتخفيف شروط الرق عليهم! و اسلامويون يسترقون هؤلاء الاطفال و يسرقوا عرقهم في دولة " المشروع الحضاري" الذي يحرم الاطفال من التعليم و يدفعهم دفعا لممارسة اشق الاعمال ثم يلاحقهم و يمتص عرقهم…
    بالله عليكم هل هذا اسلام؟ بالله عليكم في اي دولة من دول الكفر و الاستكبار و الصهيونية يمكن ان تجد مثل هذا الذي يحدث في دولة المشروع الحضاري!!!
    بالله عليكم هل هذه افعال يمارسها اي انسان سوي يملك ذرة من حس انساني و ضمير سليم ناهيك عن ان يدعي انه حركي اسلامي يطبق الشريعة؟
    بالله عليكم هل سمعتم عن مثل هذا الفساد و العفن في اي مكان في الدنيا؟
    اما آن لشعب السودان ان ينتفض و يثور و يذهب بهؤلاء الي " مخرية" التاريخ حيث مكانهم الذي يستحقون؟!

  9. شكرا أستاذ الطاهر ساتي..
    دائما تأتي بالارقام و الحقائق المثبتة ….ر بنا يوفقك …. و أقترح جمع مقالاتك عن الفساد في كتاب لتوعية الشعب لمن يحكمونة باسم الدين …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..