لدولة جنوب السودان يجوز..!

محمد بن إبراهيم الشيباني :

منذ بداية عام 1981 وأنا أدرس مشكلات جنوب السودان وأحواله حتى أصبحت عندي ملفات بذلك، علاوة على دراستي على أيدي مجموعة من الساسة السودانيين المهرة المخضرمين، والكل يجمع منذ ذلك التاريخ وقبله على أن جنوب السودان سيؤكل في يوم من الأيام، وذلك للتكالب عليه من الدول الكبرى مجتمعة ومجلس الكنائس العالمي واسرائيل معها، وكان يقود الحملة آنذاك غارنغ الصليبي بتأييد من تلك الدول، واستمر في الحرب مع الشمال عقودا من الزمان حتى هلك. الشاهد أن العالم من دون استثناء سارع الى الاعتراف بهذه الدولة التي أخذت ربع السودان، وما زالت الدول تسعى للاعتراف بها وهي دولة صليبية، عدد المسلمين فيها قليل، وهذه هي الخطوة الأولى، أي الاعتراف، ثم الخطوة الأخرى مدها بالمساعدات، وهذه المرة ليست فقط من مجلس الكنائس العالمي واسرائيل وغيرهما من الدول والمنظمات التي كانت تعمل، ومنذ عقود لمجيء هذا اليوم بل من الدولة العربية والإسلامية! اسرائيل كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالجنوب، ولكنها في الوقت نفسه ترفض قيام دولة فلسطينية تنعم مثل غيرها بالاستقلال والعيش الهانئ بسلام، بل تحارب وتهدد الدول التي تحاول أن تعترف بذلك وتهديدها لأميركا نفسها، فعندما نادى الرئيس أوباما بالاعتراف بدولة فلسطينية وفق حدود عام 1967، رد عليه نتانياهو وفي الكونغرس الأميركي بالرفض وصفق له كل أعضائه أربع مرات ووقفوا في كل مرة دلالة على التأييد والموافقة مع وجود الرئيس أوباما، الذي كسرت كلمته في الوقت نفسه!
هذا ميزان اسرائيل بل أميركا وبعض دول الغرب المائل وعدالتهم الزائفة، فالاعتراف بجنوب السودان لأنهم استطاعوا أن يستقطعوا من قلب السودان العربي ربعه ركضوا له، ولكن لشعب عربي نال ومازال ومنذ 64 سنة من الهوان والذبح والسجون والمعتقلات في كل لحظة ووقت، فهذا لا أحد يهرول له أو حتى يشهد له!
الثورات الشعبية أسقطت الزعماء الذين قهروا شعوبهم وكانوا سببا لوجود اسرائيل واستقوائها طيلة المدد الماضية، آخرهم أسد الشام الذي تدافع عنه وعن نظامه اسرائيل وبقوة ولم يحدث التغيير فيها حتى اليوم مع ما يراه العالم من أفعال النظام وقتله لشعبه، لأن إسرائيل لا تريد ذلك، وهي تتحدى أميركا والدول الكبار! ولن يتغير أي شيء في الشام إلا بوجود البديل الذي ترضى عنه اسرائيل! وأعانكم الله يا شعبنا في سوريا فأنتم لا تنتظرون هذا ولا ذاك بماذا يقرر أو يحكم، وإنما تنتظرون ما يحكم لكم الجبار الناصر، فاستمروا.. استمروا فالنصر آت بإذن الله. والله المستعان.

***
? معادن الناس
«في تغير الأحوال تعرف معادن الناس!».

محمد بن إبراهيم الشيباني
[email protected]

القبس