الترويج لانفصال دارفور دعاية من الجيش للتشكيك في الدعم السريع

العودة إلى سردية الانفصال حاليا تؤكد أن الجيش ومن معه من الحركات المسلحة يواجهان معارك قاسية في الفاشر.
تعمدت دوائر قريبة من الجيش السوداني، في خضم تذبذب عناصره في معارك مدينة الفاشر، اتهام قوات الدعم السريع بالاتجاه نحو تأسيس دولة في دارفور لتبرير إخفاقات ميدانية متتالية، والتشكيك في سعيها لإيجاد حلول جذرية للأزمة في السودان.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان لها على منصة إكس أن الحديث عن تأسيس دولة منفصلة في دارفور “ادعاءات رخيصة، ومحاولة لقلب الحقائق في مساعٍ يائسة لتعويض هزائم الجيش، بمزاعم وأحاديث ممجوجة عن دولة متوهمة في مُخيّلتهم”.
وعاد الجيش إلى حديث الانفصال بغرض تأليب المواطنين وبعض القوى المدنية على الدعم السريع، والإيحاء بوجود مؤامرة خارجية أو أجندة خفية تسعى قوات الدعم السريع إلى تطبيقها، وسط احتدام الاشتباكات في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتيَقُّن الجيش من أن خسارته تعني خروجه من الإقليم بأكمله، وبسط قوات الدعم السريع نفوذها على الولاية الخامسة في دارفور، عقب سيطرتها على أربع ولايات خلال الفترة الماضية.
ويعتبر إقليم دارفور حاضنة اجتماعية لعدد من عناصر الدعم السريع، لكن لم يصدر ما يفيد بأن قيادتها تريد الانفصال أو تقرير المصير مثل أقاليم أخرى، ويحوي الخطاب العام اتجاها واضحا نحو إعادة صياغة السودان بما يحافظ على وحدته واستقلاله، وقطع أواصر التحالف بين المؤسسة العسكرية والقوى الإسلامية، والذي يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية أزمات السودان على مدار أكثر من ثلاثة عقود.
وأوضح بيان قوات الدعم السريع الاثنين أن رؤيتها ونضالات مقاتليها وتضحياتهم الجسام في شتى بقاع الوطن وتبني قضايا التغيير تؤكد “الحرص على وحدة السودان أرضا وشعبا، بجانب إعادة بناء الوطن على أسس من السلام والعدالة والديمقراطية”.
وقالت إن الجيش وحلفاءه “أشعلوا الأحداث في الفاشر ثم احتموا بالمدنيين واستخدموهم دروعاً بشرية بغرض الاستعطاف وإثارة الرأي العام”.
ويتبنى قائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) خطابا يرمي إلى حل أزمات السودان بصورة شاملة، ولم يظهر ميلا مناطقيا أو رغبة في الابتعاد عن المركز، كما أن إقليم دارفور يتشكل من موزاييك اجتماعي، ويتكون من قبائل عربية وأخرى أفريقية لها امتدادات في بعض دول الجوار، ما يعني أن تشكيل دولة في دارفور سيزيد من تعقيدات الأزمة وليس تخفيفها.
وقال المحلل السياسي السوداني حاتم إلياس إن “قوات الدعم السريع ليس من بين أهدافها الحديث عن مشروعات أو أهداف انفصالية، وكلما أثيرت أزمات أمنية أو مجتمعية في دارفور تم طرح مسألة الانفصال، وهو أمر ليس جديدا على الجيش”.
العزف على وتر الانفصال غير مجْد سياسيّا؛ لأن مواقف الدعم السريع المعلنة حيال مسألة الحل الشامل للأزمة معروفة
وأوضح إلياس لـ”العرب” أن “هذا الخطاب يأتي دائما من جانب السلطة المركزية في الخرطوم كنوع من الدعاية السلبية، وجرى في وقت سابق حديث عن طرح مجموعة قبيلة الزغاوة (ذات جذور أفريقية) إقامة دولة الزغاوة الكبرى بين تشاد والسودان وليبيا، وحينما تصاعد نفوذ الحركات المسلحة في مرحلة سابقة تم الحديث عن إمكانية إقامة دولة للعرب الرّحل في دارفور على الحدود مع النيجر وتشاد”.
وذكر إلياس أن الأحاديث التي تتهم الدعم السريع بإقامة دولة في دارفور يتم توظيفها سياسيّا، لأن الإقليم ليس ملكًا للدعم، وهناك مكونات عربية وغير عربية تتواجد بكثافة في دارفور، كما أن الوضع الاجتماعي يقف عائقا أمام أي مسعى انفصالي.
وشدد في حديثه لـ”العرب” على أن “أقاليم السودان المختلفة، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، لا تحتمل أي نزعة انفصالية جديدة في هذه الأجواء القاتمة، ومثل هذه الدعاية يتم طرحها من قبل عُنصريين، ما يعبر عن حالة إنهاك عامة يتعرض لها الجميع في السودان، في حين أن الحرب الراهنة هي مجرد ظرف عابر، وتاريخ السودان أقدم من هذه الحرب ومن كل النظم والنخب الموجودة حاليا”.
وفسرت مصادر سودانية العودة إلى سردية الانفصال حاليا بأن الجيش ومن معه من الحركات المسلحة يواجهان معارك قاسية في الفاشر، وتتخوّف القيادة العسكرية من النتائج السياسية للخسارة بعد أن لوّحت بإمكانية تحقيق النصر في دارفور، وتريد تسخير المعاناة الإنسانية في دارفور والتفاعل الدولي المتزايد مع المعاناة لصالحها وتحميل قوات الدعم السريع وحدها مسؤولية ذلك.
وذكرت المصادر ذاتها لـ”العرب” أن العزف على وتر الانفصال غير مجْد سياسيّا؛ لأن مواقف الدعم السريع المعلنة حيال مسألة الحل الشامل للأزمة معروفة، لكن تجارب الجيش تستوجب الشك عندما تلعب القيادات الإسلامية دورا مهما في تحديد أولوياته، فقد قبل بانفصال جنوب السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير بذريعة الحفاظ على ما تبقى من الدولة لأسلمتها، والآن يمكن التضحية بما تبقى للحفاظ على الشرق.
وفي الصراع الجاري فقد الجيش الكثير من المناطق الحيوية في الخرطوم وولاية الجزيرة، فضلا عن أربع ولايات في إقليم دارفور، وتتمركز غالبية قياداته في شرق السودان، وتدير الحكومة دولاب العمل اليومي من هناك، وثمة خوف شديد من إمكانية أن تمتد شرارات الحرب إلى الشرق.
وتخشى المصادر السودانية طروحات خفية يحملها الجناح الإسلامي في الجيش ورغبة في تحاشي التعرض للمحاكمة بعد وقف الحرب وتحديد الجهات المسؤولة عنها؛ لذلك يتم الهروب إلى الأمام حاليا بإثارة مشكلات جديدة، ما يكشف عن صعوبة الخيارات المتاحة أمام المؤسسة العسكرية.
وكانت قوى مدنية سودانية عديدة قد حمّلت الجيش مسؤولية ما نجم من أخطاء نتيجة انفراده بالسلطة على مدى سنوات طويلة، وعدم قدرته على معالجة أزمات السودان بطريقة هيكلية، ما أدى إلى تصاعد نغمة تقرير المصير لدى بعض الأقاليم التي عانت من سياسات التهميش وتمركز السلطة والثروة في العاصمة الخرطوم وما حولها.
العرب
دولة دارفور المستقلة ،اوعدنا يا رب ؟..
..قيام دولة دارفور المستقلة ،هو الحل الناجع ولا خيار غيره.
…احتلال الدعم السريع او قل تحرير الدعم السريع لدارفور من قبضة الجيش المؤدلج ،المهزوم هو النواة لقيام دولة دارفور المستقلة..
.نعم لاعلان دولة دارفور المستقلة،والتي سيرحب بها غالبية اهل السودان..
.. الانفصال قادم لا محال،رضي من رضي وابي من ابي.
انفصال دارفور هو الحل ,المشاكل كلها جايه من هناك .