مقالات وآراء سياسية

مؤتمر باريس للاستثمار…كثرة الخلائق والحظ الضائع ..

د.فراج الشيخ الفزاري

عنوان هذا المقال كان( يا الماشي لباريس جيب لي معاك عريس) وتلك هي قمة التفاؤل بنجاح المؤتمر ، وصدق( أغاني البنات ):
لازم يكون لبيس
ومن هيئة التدريس
لأن نجاح المؤتمر وفوائده المادية تجعلنا ( نشتري العريس بفلوسنا ومن حر مالنا).
ولكن تغير العنوان .لسببين: الأول فقد جرت خلال الفترة القليلة الماضية مياه كثيرة تحت الجسر ، كان أكثرها بشاعة ما جري من جديد حول محيط القيادة واستشهاد المزيد من الشهداء ليلة العيد.وسوف يلقي
ذلك بظلاله، ولا شك، علي جلسات المؤتمر.
أما السبب الثاني، الذي عدل وبدل في العنوان ومحتوي المقال، فهو ما أعلن عنه بالعدد المهول للمشاركين الذي بلغ نحو المائة وخمسة مشاركا..بدعوي أن الفرنسيين يريدون ذلك بتوسيع دائرة المشاركة باعتباره أمرا إيجابيا يعبر عن رغبة المشاركين في إقامة حدث سياسي و إقتصادي يدعم الانتقال السياسي في السودان…وهذا (كله) غير صحيحا.
إن وصول رقم المشاركة( الرسمية) الي المائة وخمسة ، قد أصاب الكثيرين منا بالإحباط..فقد أصبح الأمر أشبه بالولائم السودانية، عندما تدعو أحدهم لوجبة الإفطار بالمنزل..فتفاجأ بأن الضيف قد اصطحب معه أحد أصدقائه والصديق اصطحب إبن خالته الذي حضر معه إبن الجيران وقد دعوا سائق التاكسي الذي أوصلهم بالدخول حتي يضمنوا رجوعهم عند العودة بعد تناول الإفطار والغداء مع الصديق العزيز والذي لن يقول بالطبع لا!!
مائة وخمسة مشاركا؟ تخيل..لو أتيحت الفرصة للتعارف بواقع دقيقتين لكل مشارك…فسوف نحتاج إلي ( 210) دقيقة..الي نحو أربعة ساعات…ندخل الجلسة الافتتاحية الساعة العاشرة صباحا وتنتهي مراسيمها البروتوكولية عند الثانية ظهرا..وضاع يوما كاملا من أيام المؤتمر.
ويا فرحة لم تكتمل…فبقدر ما كتبنا وبشرنا بأهمية ونجاح مؤتمر باريس للأستثمار، بقدر ما تبدل الفرح وأصابنا الغنوط والتشاؤم بفشله بنسبة( 105%) لأن كل واحد من هؤلاء المشاركين هو في ذاته عنصر فشل ، ولا يمثل عنده هذا المؤتمر إلا مطية سياحية بالمجان لزيارة( باريز).وسترون ماذا يحدث بعد الجلسة الافتتاحية.
سيسيحون في عاصمة النور و ينتشرون في شوارعها وميادينها ومتاحفها…في شارع الشانزيليه وساحة الكونكورد ومتحف اللوفر…وأخذوا الصور التذكارية تحت قوس النصر أو ربما أشتهوا البن المعتق واحتسوا القهوة والشاي في المقاهي الشهيرة، في مقهي( الفوكيت) في شارع جورج الخامس، أو مقهي( كافيه دي فلور) في بولفار علي جادة سان جيرمان، حيث كان يتردد عليه الكثير من الكتاب والفلاسفة الفرنسيين والعرب ، أمثال ( سارتر ) و ( سيمون دي بوفوار ) و ( البير كامي ) و ( صموئيل بيكيت ) و(الدكتور علي شريعتي )…دا لو قد سمعوا أصلا بهذه النوابغ والأسماء

تعليق واحد

  1. عنوان هذا المقال كان( يا الماشي لباريس جيب لي معاك عريس)؟؟؟
    المثل الأصلي بقول كثرة صنائع والحظ ضائع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..