مقالات سياسية

مابين محجوب شريف والطيب مصطفي وبينهما الدوش‎

صلاح الباشا

تذكرت في هذه اللحظات الهجوم الغريب الذي شنه المرحوم الطيب مصطفي قبل عدة سنوات علي الشاعر الفلسفي الراحل عمر الطيب الدوش والذي كتب اجمل القصائد علي امتداد مسيرة فن الغناء السوداني .. وبرغم قلتها فلقد كانت اغنياته علامة بارزة في مسيرة القصائد الرمزية التي تظللها الفلسفة الشعرية حين كان الدوش يقوم بتوظيف لغة شعرية جديدة … فكيف ننسي: الود … بناديها .. الحزن القديم .. الساقية لسه مدورة . سعاد .
وقد تصدي للطيب بعد ذلك الهجوم شاعر الشعب الراحل الزاهد محجوب شريف بقصيدة ناقدة لمقال الطيب مصطفي وقد ضجت بها صفحات الصحف ومنصات التواصل حينها …
ونرفعها هنا لما فيها من معاني تعتبر نبراسا للنقد الهادي والراقي في شكل قصيدة .

تنبش حي وميت
سكاكينك تسنها بالكراهية
معلم تنتج الكربة
وتدي الفتنة ماهية
تدس في إيدا كبريتة
بخيت وسعيد عليك إنك
مكانك من ذوي القربى
وعندك من كراسي السلطة
مسند للرفاهية
مالك ومال قريبك ساكن التربة؟؟
منو البسرق عشم ميت
أمام الله والحكمة الإلهية؟؟
يمين الله كاتب حر
نسيج وحده
ومن طبعو الفروسية
وأصدق من ملامح طفلة
وسط اللمة منسية
عصافير الكلام ركت
تحت شهقة غنا الفواح
مع الموجة الصباحية
أدى الود
وشال الود
وجمّل للحزن ممشى
لا كذّب ولا غشّ
وما منو الضمير طشّ
وما شنّق
بريق الشهرة من فوق راسو طاقية
أبسط من حرف كسرة
ومن بذرة
ومن نقاع سبيل يوماتي
تشرب منو تحت النيمة قمرية
كذلك لم يكن يوماً
هوين قابلاً للكسر والذلة…

أما العبد لله
إذا ما عارف أعرفني
من غير الله ما خايف
ولا شايف هنالك
من يهد حيل الثبات فيني ويخوفني
فما خجلان ولا نادم
وما متوجس الإحساس من القادم
لا طعّان ولا لعّان
ولا فاحش ولاني بذئ ولا نسناس
وما بجرح مشاعر الناس
وأنبل من حليب السترة
ما عبّت مشارب كاس
أدوسا محاكم التفتيش
بأعلى الصوت علانية
تخربش في مسام الروح
وتتجسس علي النية
بسوء الظن والمكرِ
ضميري لم يكن يوماً
من الأيام ولد مكري
شبر والله في البكري
ولا الفلل الرئاسية
وطن حدادي مدادي
ما بنبنيهو فرادي
ولا بالضجة في الرادي
ولا الخطب الحماسية
وطن حدادي مدادي
قد شفناهو يتقسم
ذبائح وإنت تتبسم
لديك الخضرة تتفحم
وتصبح في الأيادي عصي
وأوتاداً بلا خيمة
وصحراءً بلا غيمة…”
محجوب شريف:

ونقول هنا انه وبرغم هجوم الطيب مصطفي علي السادة المراغنة وعلي السيد محمد عثمان وبقسوة شديدة وتصدينا له وقتها بالرد الصحفي فصمت ولم يواصل.. إلا ان اسرته لم تجد انسب من مسجد السيد علي الميرغني مكانا للصلاة علي جنازته .. فوافقت ادارة المسجد وبلا تردد وانتهي الامر .
رحم الله الثلاثة .. الدوش وشريف والطيب .
فهم الان بيد مالك الملك ذو الجلال والاكرام .
والسلام

[email protected]

 

‫2 تعليقات

  1. الله لا رحم الطيب مصطفى الكلب الحاقد الخبيث ولا رحم أهله و عشيرته من الكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..