خذي وزارة الخارجية السودانية وتناقضات قناة الجزيرة

خذي وزارة الخارجية السودانية وتناقضات قناة الجزيرة

د عبد الله محمد قسم السيد
[email protected]

مقدمة:
تعدد الحركات المسلحة في معظم أقاليم السودان الطرفية جعل الكثير من المواطنين ووفق رؤى العصبية القبلية يسعى للحصول على قطعة من السلاح وفق قدراته المادية ومكانته وسط قبيلته. ويتدرج نوع السلاح وفعاليته بنفس القدر لدى الحركات المسلحة ليعكس نفس التصور القبلي المرتبط بالتطلع الشخصي للزعامة والمهابة داخل القبيلة. غير أن الفرق في الحالتين يرتبط بتوفر فرص توفر الإمكانيات للخارج للإستحواذ على الدعم العسكري الآني الذي لابد أن تقابله إستحقاقات مستقبلية قد تشتمل على ما هو أكثر من ثمن تلك الأسلحة المادي. فالسودان بموقعه الجغرافي الإستراتيجي تاريخيا كان محط أنظار الطامعين إقليميا ودوليا وما حدث في الفترة الأخيرة وتحت نظام الإنقاذ وسياساته غير المدروسة والفطيرة إستراتيجيا أصبحت هناك أجزاء مقتطعة من كيانه الوطني حمرة عين كما هو في حالة حلايب ومناطق جنوبية شرقية متاخمة لأثيوبيا وأخرى تنظر إليها إرتريا ولسان قادتها يسيل لعابها للإستحواذ عليه. أما الجنوب فقد أصبح رسميا دولة أخرى قد تساهم في توسيع مجال أطماع الآخرين وتوسيع مجال المساومة في مطالب الحركات المسلحة القابلة لرفع سقفها لتتواكب بإستمرار مع رغبات ومصالح من يدعمها ماديا وعسكريا وإعلاميا. خاصة وقد أصبح جليا أن غرب السودان مسرحا للتدخلات ذات الصبغة الإقتصادية المرتبطة بالتوجهات الحضارية والمصالح الإقليمية في الشرق الأوسط. لهذا فإن إندلاع الثورة الذي أصبح حتميا في السودان والذي تعمل أجهزة الأمن بمختلف وسائلها المشتمل حتى لما هو ضد كل قيم الإسلام والشهامة السودانية، إن لم يعقل من هو قائم على أمر نظام الإنقاذ، فإنه لا محال سيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه في السودان. ولما كانت الثورة أمر حتمي لفشل نظام الإنقاذ في كل الأصعدة إقتصاديا وتنمويا وبسبب إنتشار الفساد بأنواعه المختلفة المادي والأخلاقي وبسبب تقسيمه للبلاد، يكون من الواجب الوطني الملح التصدي الجاد من قبل قيادات الأحزاب للعمل مجتمعين على إقناع البشير وزمرته المقربة منه بأن يعقلوا ويتركوا أمر الحكم قبل وقوع الثورة التي مهما كان بطشهم من القسوة فلن يوقفها. ومن الواجب الملح أيضا على قيادات الإنقاذ القبول بذلك صيانة للسودان المتبقي ولشعبه فهو الباقي وهم ذاهبون حتى لو عمروا ألف سنة. إن ترك الوضع بدفن الرؤوس في الرمال من مآلات ما هو آتي وفي ضوء ما تقوم به بعض القنوات العربية وعلى رأسها قناة الجزيرة من إشعال فتنة عرقية بين المسلمين وفق سحناتهم وألوانهم وتقاطيع وجوههم فإن أي انفجار شعبي في السودان سيكون بيئة صالحة لمزيد من الإنقسام داخل السودان والانزلاق به في أتون حروب أهلية جديدة لا تبقي ولا تذر.
قناة الجزيرة والإسلام السياسي خارج الجزيرة العربية:
إن قناة الجزيرة على وجه الخصوص ومن خلال وهم دعم توجهات حركات الإسلام السياسي في دول مثل السودان وليبيا ومصر وتونس وغيرها خارج منظومة دول الخليج العربية، تقع في تناقض منهجي يفقدها مصداقيتها ويشكك في أهدافها. فبينما تدعم هذه القناة الثورات الشعبية في بعض الدول العربية مثل تونس ومصر وتصويرها على أنها تتم عبر حركات الإسلام السياسي وأنها القائمة بالثورة والسبب في نجاحها فإنها في دول أخرى لا تعير الثورات الشعبية فيها مجالا بل تعمل على تجاهلها ونعتها بألفاظ لا تخرج عن التمييز العنصري البغيض دعما للنظام القائم كما هو الحال في تعاملها مع نظام الإنقاذ. فقناة الجزيرة وتحت توجهات الإتحاد العالمي للمسلمين تجاهلت كلية ما حدث في دارفور وحتى عندما تعاملت معه كان ذلك يصب في مصلحة نظام الإنقاذ عكس تماما لما قامت به في حالة تونس ومصر وما تقوم به الآن في ليبيا. إن تركيز الجزيرة للحديث عن المرتزقة الذين يقاتلون كما تزعم دعما للقذافي يسهم كثيرا في زرع الفتنة بين الأفارقة السود والأفارقة الملونين ولا أقول البيض فليس هناك عربي أبيض وحتى إن وجد فهو من بقايا لجينات رومانية وشمال أوسطية. وبحكم وجود هؤلاء الأفارقة في ليبيا لفترات طويلة يكون معظمهم من المسلمين وحتى من لم يكن مسلما فإنه قد أصبح مشربا بالثقافة العربية الإسلامية. وتأخذ الحكومة السودانية في غباء سياسي وجهل دبلوماسي أفرزته سياسة مصطفى اسماعيل لوزارة الخارجية التي قذفت بكل جاهل بالعمل الدبلوماسي الى وزارة الخارجية كجزء من سياسات المحسوبية والترضيات، مصطلح المرتزقة هذا لتنفس به عن رغبة مكتومة في إبادة كل معارضيها من دارفور وغيرهم الذين قذفت بهم سياساتها إلى أرض ليبيا. واضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية لنظام الإنقاذ حين تقول بأن حركات المعارضة السودانية الموجودة في ليبيا هي التي تقوم بذلك وأنهم هم من يديرون آلة القتل والرعب فيها تأييدا للقذافي. والغريب في الأمر أن القذافي نفسه قام بإتهام الأجانب ولكنه ركزه على العرب وليس الأفارقة بإعتبارهم يقودون نار الثورة الشعبية ضده وكأن ليبيا في الحالتين للإتهام ليس فيها رجال وشباب يقودون الثورة أو يعملون على إخمادها. إن هذه التهم من الجانبين لا يوجد ما يسندها فالعمال المهاجرون من عرب وأفارقة جاءوا إلى ليبيا للعمل وكسب الرزق وهم بهذه الصفة ليس لهم معرفة بإدارة معارك مثل التي تبثها قنوات العربية أو الجزيرة أو غيرهما لا ماديا ولا عسكريا ولا إعلاميا. كما أنهم في حالة قيام الشعب الليبي بإحتلال وتحرير المدن كما هو حادث في المدن الشرقية لليبيا فإنهم كأجانب مدنيين لا يملكون القدرة العملية لإخمادها. لقد إتبعت قناة “الجزيرة في نقلها لأحداث ثورة ليبيا الشعبية إستراتيجية عنصرية ممنهجة ضد و تشويه متعمد للأفارقة لا تحمل أي تفسير غير أنها دعوة للعرب الليبيين إلى إبادة كل عنصر أسود من الموجودين على أراضي ليبيا. ولما كان هذا العنصر الأسود موجود بين الليبيين أنفسهم وفي نفس الوقت من المسلمين فإن قناة الجزيرة تناقض رسالتها المعلنة عن دعم الإسلاميين وحركات الإسلامي. وقناة الجزيرة لا تتبع هذا المنهج في إعلامها عندما يخص من تعمل على دعمه سياسيا على حساب شعبه مثل ما حدث في السودان. فقد قادت حملة الدفاع عن رئيس نظام الإنقاذ الذي استخدم مرتزقة بالفعل استجلبهم بإعتبارهم عربا من دول مجاورة واللذين قاموا مع جيش نظام الإنقاذ بارتكاب الكثير من الجرائم والتي أعتبرت جرائم ترتقي إلى جرائم إبادة وقامت بطلبه على هذا الأساس المحكمة الجنائية الدولية للمحاكمة بتهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. هنا قامت قناة الجزيرة بتصوير بعض من مرتكبي تلك الجرائم وكأنهم أبطال مستهدفين من قبل دول الغرب الكافر مع العلم بأنهم قاموا بتشريد الملايين وقتل مئآت الآلاف من مسلمي دارفور.

تعليق واحد

  1. لا ادري ما اقول الجزيرة تخطو نحو والنجاح بخطا ثابته وانت تتوهم اشياء مع خيالك الجزيرة اول قناة دخلت معسكرات حركات دارفور ام تراك نسيت اغلاق مكتبها في الخرطوم واعتقال مديره اسلام صالح لست هنا بصدد الدفاع عن قناة الجزيرة فهي كفيلة بالرد
    لكن الذي لفت انتباهي لمقالك الانشائي الطويل هو حديث عن استخدم مرتزقة استجلبهم نظام الانقاذ بإعتبارهم عربا من دول مجاورة واللذين قاموا مع جيش نظام الإنقاذ بارتكاب الكثير من الجرائم والتي أعتبرت جرائم ترتقي إلى جرائم إبادة واظنك تعني الجنجويد ولاادري سبب عدم اشاراتك لذلك صراحة لكن الكل يعلم ان القبائل المتهمة بذلك هي قبائل سودانية بل دارفورية وهل زعيمها المطلوب لي لمحكمة لا هاي وهو موسي هلال هل هو كذلك تشادي

  2. موضوعك همجي وخالي من الموضوعيه وبه تلافيق من غير دليل وهو شئ لا نريده. خذايا النظام القائم حاليا لا تحتاج الى تلفيق بل الحقائق وحدها تكفي.. ولا نريد كسب عداوات مع الجزيره أو غيرها.. أحسن نركز على حالنا فقط وترك الاخرين.. والسودان منطقه تماذج معروفه فلا تأتي أنت بجره قلم تريد أن تمسح هذه الصفه كما تريد أن تسلب اخرين سودانيتهم.. فكر كويس المره الجايه قبل ما تكتب :rolleyes:

  3. لك الشكر والله كلامك سليم جدا جدا يا دكتور ولكن هل تفهم البفر نعم قناة الجزيرة العنصرية الحاقدة التى لا تترك المجال لأى اسود البشرة للعمل كمزيع للاخبار وانما فقط خلف الكزاليس أنظر الى محمد الكبير الكتبى من مزيع فى الواجهة الى معد ومزيع للتقارير المصورة وكلامك ايضا صحيح يا دكتور هؤلاء الجهلة السفلة فى وزاراة الخارجية التى تدمرت تماما من عهد مستشار الشحدة الرئاسى الى عهد الدباب الاخرق البليد كرتى وما تصريح وزاراة الخارجية عن تورط حركات دارفور فى النزاع الجارى الان فى ليبيا ما كان القصد منه الا الفتنة حتى يتم الحاق الازى بأهل دارفور ولكن الله رد كيدهم فى نحرهم لأن القزافى قال ان العرب هم من كان خلف كل تلك الاضطرابات والفتن وليس اهل دارفور الخزى والعار والدمار لمصطفى عثمان ولى كرتى وكل كلاب ووسخ وزبالة وزاراة الخارجية

  4. للإخوة مختار و عمر كامل:
    هم كيزان ….عميت أبصارهم وقلوبهم.
    أما قناة الجزيرة….هل هناك فرق بينها و بين القناة السودنية!!!???

  5. يا اخوان دكتور مهندس نجار انحنا عايذين موضوعية فى الكلام من جانب الكاتب ا و المعلقين عايذين حلول وليس كلام قديم ومره علينا 100مره خليكم من القبلية والجهوية :o

  6. السيد عمر كامل .. الدكتور عبد الله لم يقصد الجنجاويد حين ألمح إلى المرتزقة والارتزاق .. المرتزقة هنا هم الجنس الطارقي وبعض العرب المستجلبون إلى دارفور من مالي والسنغال .. قد تكون غير ملم بهذه المعلومة ولكن عدم علمك لا ينفيها..
    أما الجزيرة القناة .. فحتى راعي الغنم في الخلاء يعلم أنها قناة تمثل تحالف التنظيم العالمي للأخوان المسلمين مع القوميين العرب.. وهي ضد أي نظام يعارضه هذان التنظيمان وفي معية أي نظام مدعوم من التنظيمين المذكورين … فيجب ألا يغرر بنا بهذاا لحياد المزعوم .. فهي قناة منحازة وفق معايير الحياد الإعلامي .. شأنها شأن العربية.. يدلك على ذلك ضعف تغطيتها لقضية أعظم من الثوارت التي تطبل لها .. إنها قضية قيام دولة في الجنوب! وما ضعف تناولها لهذا الموضوع إلا أنها منحازة للحكومة السودانية.. والآن إذا تابعت البي بي سي ستجدها تغطي كل أحداث العالم ما صغر منها وما كبر .. ولتعلم أن قضية اغتصاب فاطمة اسحق تناولتها البي بي سي رغم هيمنة ليبيا على الأحداث .. وهكذا هو الإعلام المحترف .. لا إعلام الأدلجة والدوغمائية.. أسأل عن مدير قناة الجزيرة فستعرف أنه من المتطرفين الذين درسوا في جامعة أفريقيا بالسودان ولا تنسى أحمد منصور وغيرهم من كوادر التنظيم العالمي للأخوان .. فالدكتور عبد الله ملم بالحقيقة أكثر فلا تكابر .. أما من وصف الموضوع بأنه همجي ..فعليه أن يعرف بعضاً عن روابط إدراك العلاقات بين الأشياء ثم بعد ذلك يحكم بهمجية المواضيع..

  7. اوفقك في كل ما ذهبت اليه بالمنهجية الزائفة لقناة الجزيرة بوغ الحركات الاسلامية الحالمة للعودة الي السلطة والبطش بالبشر كحال السودان .,,,, هل تعلم ان المسلمي مدير القناة بالسودان هو من عناصر اعلام في برنامج في ساحات الفداء ام مديره العام وضاح عنفر عمل في السودان في مكتب واحد مع مصطفي اسماعيل في التسعينات

  8. اذا ارادت قناة الجزيرة ان تكون لها مصداقية في السودان فلابد ان تتخلص من الكوز الكبير الذي يتراس مكتبها وهو المسلمي البشير الكباشي فهو بوغ للنظام واي كوز بائع لذمته واي كوز لن يكون حايدا ابدا ولسان حال السودانيين يقول
    ( اذا اردت اصافا من كوز كلفت نفسك بالمحال )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..