مقالات وآراء

يا أيها الظالم …!!!

 ياسر عبد الكريم

<[email protected]>

الظلم هو حكم بالإعدام … أريد أن أنتصر لكل مظلوم وأثأر لكل ضحية … كما أريد أن أقاوم كل ظالم … الدفاع عن المظلومين ليس مسألة سهلة بل هو جهاد شاق مضن …

الظالم لا يستطيع أن يحتمل كلمة حق إنتصار المظلوم .. بل هو يريد أن يكمم كل الأفواه حتى لا يسمع كلمة دفاع وأنه يريد أن يغلق كل العيون حتى لا ترى ماجناه .. ويريد أن يمحو ذاكرة كل إنسان حتى ينسى إسم ضحيته . ولا يريد أن يعرف أن المظلوم لا يزال على قيد الحياة .. ولا يريد أن يرى من له علاقة بضحيته

الظالمون يجدون متعة ولذة في أن يعرفوا ماذا جرى للمظلوم الذي ظلموه هل هو يبكي وينتحب ؟ .. وهل خرب بيته وتشردت أسرته ؟ …
الظالم يسعد أن يرى المظلوم يتلوى من الألم والعذاب وأن أبنائه طردوا من المدارس , ولم يجدوا مايقتاتونه…. ويشقى ويغضب إذا عرف أن ضحيته لا يزال على قيد الحياة وأن أسرته مازالت سعيده ومستقره .. وزوجته لم تطلب الطلاق … وصامدا لم يركع ولم يسجد راجيا العفو الكريم والغفران .

الظالم يتباهى إذا جاءه خطاب من مسجون ظلمه يبكي ويتأوه .. ويقرأ خطاب المظلوم لحاشيته وخاصته وشلته ويتغنى بعذابه ويتمايل طربا وكأنه يسمع غناء فنانه المفضل …ويطرب وينتشئ لصراخ المظلوم ولدموعه وآهاته

الظالم هو اشبه بالجزار الذي ذبح ضحيته ووقف ينظر في لذة إلى ذبيحته والدم ينزف حتى تفارق الحياة .
الظالم لا يندم أبدا على الظلم الذي إرتكبه ويعتقد إن هذه الجرائم هي المفاخر التي يتباهى بها , ومنهم من يدونها في سيرته الذاتيه على أنها إنجازا عظيما .. كلما إرتفع صوت أنيين المظلوم كلما الظالم تمايل طربا.

لا يتحرك ضمير الظالم ابدا … لا أعرف ظالما تحرك ضميره وهو في الحكم والسلطان .. يوم يحمل السيف في يده ينسى أن هناك شيئا إسمه الضمير . وينسى حتى بئيته وقريته التي أتى منها
الظالم يعتبر الظلم عدلا .. والرحمة ضعفا .. والقسوة حنانا .. والجبروت حزما .. والمشنقة علما يرفعه

أيها الظالم : أعلم إن الظلم لن يدوم وسيف السلطة لن يستمر في يد واحده إلى أبد الآبدين ولو كانت تدوم لدامت لغيرك ولما وصلت إليك
أيها المظلوم : إحذر أن تلتمس من الظالم الرحمة فإنك تحرضه بذلك على أن يمضي في تعذيبك وإذلالك … وإياك أن تبكي طالبا أن ينهي عذابك .. الظالم كالجلاد لن يتوقف أبداً إلا عندما يذوق طعم السياط , وسيذوقه مابقي حيا وإن الديان لا يموت

يا رب انصر الحق واقرّ العدل وجرعهم من نفس كأس الظلم الذي جرعونا منه .. اللهم اخذلهم خذلانًا مبينًا.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم

تعليق واحد

  1. اكثر ما يريد ان يسمعه الظالم وفي كل راكان العالم مقولة الصادق المهدي (عفى الله عما سلف)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..