عندما اهدر راعي الغنم كرامتنا

كغيرها من شباب وشابات السودان، وجدت ان طموحها بالعيش الكريم لا يمكن تحقيقه الا بالمغادرة،رحلت عابرة البحر الاحمر الى المملكة العربية السعودية لتجد وظيفه في مشفى متواضع باحدى مناطق المملكة، ولتمارس مهنتها كطبيبة التي كدت لها لست سنوات متجولة بين الكتب والمراجع وقاعات الدرس، وبالطبع حالها كحال معظم رفيقات دربها بكلية الطب في اي جامعه من جامعات السودان، تخرجت وغادرت بدلا من المكوث في المنزل بلا عمل نسبة لضيق سبل العيش وانعدام الوظائف وانتشار البطالة في البلاد، فحتى خريجو الكليات المرموقة كالطب باتوا لا يجدون فرصة عمل لأن وزارة الصحة على حد اقوال مسئوليها لا تملك امكانيات توظيف كل الخريجين بالرغم من افتقار مدن وقرى الاطراف للخدمة الصحية البسيطة.
وبينما تمارس الطبيبة السودانية عملها بمشفى بمنطقة الجوف بالمملكة السعودية، حضر شاب سعودي متعجرف ومغرورا بالمدن الاسمنتية التي تعلو كثبان الرمال بلا هوية ولا حضارة ولا ارث ولا ثقافة، تكومت من اكتشاف عشوائي لابار البترول التي جعلت هؤلاء الاجلاف يتعالون على غيرهم من الشعوب، وخاصة السودانيين ممن كان لهم الفضل في قيام الدولة السعودية الحديثه، فنحن من اسسنا الخدمة المدنية والتعليم والصحة في تلك البقاع النائية التي ظل سكانها يطارودن الاغنام والبهائم حتى وقت قريب، لايعرفون من الحياة سوى ملذاتها الدنيا كالمأكل والمشرب والبيوت الفخمة وامتطاء السيارات الفارهة.
الشاب الثلاثيني المتعجرف كان برفقة زوجته في قسم الطوارئ بمستشفى القريات العام، ولاحتكاك بينه والطبيبة فما كان منه الا وأن خلع عقاله المنسوج من احتقار المرأة والرجولة الزائفه وضرب به الطبيبة ضرب مبرح تم على اثره أبلاغ الشرطة التي ألقت القبض على المعتدي واحتجازه وتحويل الطبيبة لتلقي العلاج .
عبر هذا البائس عن ثقافة مجتمعه المتدني الذي يحتقر الانثى فقط لكونها أنثى، يحرم نساءه من ابسط حقوقهن حتى اقتياد السيارة، ويعاملها كأنها بهيمة يمتلكها الرجل مثلها مثل مفتاح سيارته او جهاز هاتفه المحمول الذي يجدد ماركته باستمرار كلما علم بأن الشركة المنتجة طرحت ماركة جديدة.
الطبيبة السودانية المعتدى عليها بلا رحمة ولاوازع من دين او اخلاق لم تهرع سفارتنا لمساندتها، ولم تتخذ اي موقف يعيد لها كرامتها المهدرة في مجتمع عبودي منذ نشوئه يفرض على النساء نظام اجتماعي احادي ويترك للرجال حرية اقتنائهن كما البعير، يمارس ضدهن عمليات قمع داخل البيت وخارجه.
ولكن اللوم اكبره لايقع على المتعجرف السعودي، بل يقع على نظام ادارة الدولة التي دفعت بالمواطن السوداني الكريم ليهيم على وجهه في الغربة بحثا عن لقمة عيش كريمة.
نقلا عن صحيفة الحرة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تسلمي يا أستاذة كفيتي و أوفيتي نحن فقدنا كرامتنا من ما السودانيات اشتغلت خدامات في السعودية ﻷن السعوديين ديل بقوا شايفننا زي الخدامات و غاظتني سفارتنا هناك اللي ما أخدت اي موقف تجاه ده و لا منعت الشيء ده بالقوة و كأن الشيء ده عاجبهم بعكس اليمنيين الرفضوا ده بشدة ﻷنهم شافوا ده اهدار لكرامتهم كلهم هم و بناتهم

  2. مع الإحترام الشديد لأستاذه رشا و موافقتي معها في رفض العنف و لكن لا أتفق معها في المس بدولة فتحت أرضها لكل من حالفه الظرف من الهروب من نار المعيشه الكريمة وسط أهله و أرضه. فيا حبذا أن تركز الأستاذه علي الأسباب و المسببات التي دعت الي هروب المواطن. الحكومة السعودية قطعاً لم و لن تشجع علي عمل همجي كهذا و لا أشك بأن العدالة سيتم تنفيذها علي الجاني. فالرجاء الإمتناع عن السب والقدح و التحامل علي دولة بأكملها بسبب فرد من مواطنيها. سؤالي لك، ما هو رد فعلك لما فعله مواطنيك علي المرأة الأجنبيه و تم توزيع ما فعلوه للملأ؟ أيهما يستحق الكتابة عنه؟ أتمني أن أقرأ للأستاذه وجهت نظرها عن هذا الحدث.

  3. كرامتنا مهدرة منذ خمسةوعشرين عاما وليس من اليوم، (غايتو يا صحفيين تفلقوا وتداوا) …. أما عن ان السودانيين لهم الفضل في قيام الدولة السعودية الحديثة، لا أعتقد انهم كانوا يتطوعون هناك، كانوا يعملون بوظائف يتلقون مقابلها عائد مادي، وإلا لما ذهبوا إلى هناك بل ظلوا هنا يبنون دولة حديثة في بلادهم الحدادي مدادي التي منحها لهم الخالق ولم يحسنوا التصرف فيها…. عزيزتي نحن حقنا كتير وكلامنا كتر، ما في داعي نشتم الآخرين ونحن كلنا شتيمة وكلنا عيوب…. ربنا يهون علينا ويقدرنا على المحنة الواقعين فيها الاسمها الانقاذ، لو قدرنا ممكن نستعيد كرامتنا المهدرة التي لم يهدرها سوانا بجبننا وصمتنا …

  4. ماذا نحن فاعلون لبلدا اصبحت طاردة لكوادرها واهلها ولم تستطيع ان توفر لهم حياة كريمة وراقية

  5. نعم لم يرضينا ما حدث. و ما حدث هو إهانة لكرامة الإنسان الذي كرمه الله. و هو إهانة للأنثي الضعيفة. و هو إهانة لطبيبة تقدم عملاً إنسانياً للمرضي. و هو إهانة للمرأة السودانية و هي أختي و أختك با بت أوشي. لكن أري أن لا داعي للإشارة إلي هذا المجتمع أو ذاك. و لندع القضية تأخذ مسارها العادي و ليأخذ هذا الشخص عقابه العادل و يتم إنصاف هذه الطبية.

  6. أوافق شوقي الضهبان الرأي، لا داعي للتعميم والإساءة لشعب بأكمله، والأستاذة رشا، كما نحن جميعا، ليست مسؤولة عن ما تراه عيبا أو نقصا في المجتمعات الأخرى، هذا ليس من شأنها، الأولى أن تنتقد ما يجري في مجتمعها. ثمّ ما هذا السب والشتائم “متعجرف ومغرورا بالمدن الاسمنتية التي تعلو كثبان الرمال بلا هوية ولا حضارة ولا ارث ولا ثقافة، تكومت من اكتشاف عشوائي لابار البترول التي جعلت هؤلاء الاجلاف … “؟؟ ما هذا الاستعلاء غير المبرر والكلام غير الدقيق “فنحن من اسسنا الخدمة المدنية والتعليم والصحة في تلك البقاع النائية التي ظل سكانها يطارودن الاغنام والبهائم حتى وقت قريب …” ؟؟ يا إدارة الراكوبة، هل أنتم مضطرون لبث مثل هذه المقالات والأراء التي لا تخدم غرضا ولا تنم عن حس صحافي أو علمي؟ ما هذا “الردحي”؟؟؟ رجاء، احترموا القراء، واحترموا منبركم هذا حتى يكون متنفسا فكريا وثقافيا واجتماعيا!!!!

  7. يا أستاذة حقو تمسحي كلمة علمناهم لأن النتيجة الحاصلة الآن تشكك في امكانياتنا …أكيد لو كنا نحن علمناهم كويس ما كان حصل الحصل يعني بالواضح كدا ( نحن ما علمناهم كويس ) وهل نحن فعلا علمناهم؟؟؟ … ولنفترض أنو حصل هل كان بالمجان ولا بالمقابل المادي؟؟؟ …
    عموما لاهم استفادوا من تعليمنا ولا نحن استفدنا من مالهم الكل فاشل .

  8. لماذا التعميم ولماذا الانفعال ولماذا الكتابة بهذا الاسلوب المثير للجدل .. لماذا يكتب الصحفيون بهذه العاطفة .. اذا كان من اساء الى هذه الطبيبة فرد فلماذا يحاكم بقية خلق الله ومن يعمم لا ينصف فكوني كما يقال الاعلامي هو من يورد الحدث ويعلق عليه من وجهة نظره بحكمة ويترك الباقي للقراء ليفهمو الرسالة المرادة من ايراد الخبر…. والجهات ذات الصلة التي نحقق في الجريمة وليس الاساءة الى شعب فهذه جريمة اخرى .

  9. أيا جملا من الصحراء لم يلجم.
    ويامن يأكل الجدري منه الوجه والمعصم.
    متي تفهم؟
    أيا متشقق القدمين ياعبد إنفعالاتك.
    ويامن تخجل الصحراء حتي من مناداتك.
    أين الوشم فوق يديك؟ أين ظهور ناقاتك؟
    متي تفهم؟
    متي يستيقظ الإنسان في ذاتك؟
    رحم الله نزار قباني الذي كان يحتقر هؤلاء الأجلاف وكرامتنا لن يهدرها أمثال هؤلاء.

  10. مع احترامي ليك يا استاذه رشان وصح انو حاجه بتزعل
    لكن برضو كونك تعممي الكﻻم ويكون كﻻمك يمس دوله كامله ما اظن كده صاح ^^

  11. يا استاذة رشان مرحباً بادئ ذى بدء ، انا لا اتفق معك فى وصفك للشعب السعودى بالأجلاف وتأكدى ان السعودية فيها قانون وعدل وهم طالما وقفوا معنا فى الازمات وآخرها المساعدات اللى ارسلوها ايام الامطار ، بس عارفة المشكلة الحقيقة وين ؟
    فى ان الجلد فى السودان بمارس على مسمع ومرأى من الناس ، فى الخلاوى هو علاج يوم ما سمعنا عن ناشط او صحفى او مدافع عن حقوق الانسان استهجن الفعل ده ، وفى اقسام الشرطة الجلد عاااااااااااااااااااااااااااااااااادى يوم ما سمعنا استهجان ، وليه ما تكون وسيلة متاحة بحيث ان اى شخص يتعرض للضرب داخل اقسام الشرطة يقوم بالتبليغ ويتفتح تحقيق عشان بجد جد نشوف الانتهاكات وين؟ وليه ما تكون داخل الاقسام دى كاميرات مراقبة برضوا عشان نضمن انو مافى زول يتعرض للأذى ؟ وببقى السؤال كيف نعرف الزول العادى بحقو بحيث انو لو اتعرض لحاجة زى دى من جهة رسمية يقوم بالتبليغ وكيف ممكن بجد يلقى التضامن اللازم .

    هنا المحك الحقيقى

    انا لولا مرورى بأزمة حقيقية حاليا لما اتوقفت عن إثارة الموضوع وبخاصة موضوع العلاج داخل الخلاوى

    يا القصة دى تقيف يا الدولة تبنى مستشفيات مافى خيار ثالث .

  12. ومعليش حاجة أخيرة احب اقولها ، من وجه نظرى المعركة الحقيقية ما مع السعودية ولا مع شعبها الطيب المعركة مع ايران .

  13. يا استاذه رشا ما هكذا يتم التناول لهذه الحادثة المعزولة السعوديون مثلهم مثل باقي الخليجيين يحفظون لنا فضلا وحقا اصيلا في الوفادة لديهم ويجد الانسان السوداني قبولا بلا مشقة ولا كلفة في كل مجالات العمل .. تمنيت لو انصب مقالك على استنكار الحادثة فحسب التي جاءت مستنكرة من كل الناس بما فيهم افراد واقلام سعوديون كما قرات في بعض صحفهم الالكترونية .. ثم لماذا العجلة والقدح في الامر بهذا المقال الذي يحاكم مجتمع بحاله بحجة اننا فعلنا واننا واننا .. والامر لا زال تحت تقصي الجهات العدلية
    نقرا لك مقالات في منتهى الموضوعية ونشيد بقلمك دوما الا انه جانبك التوفيق هذه المرة … اتمنى لك النجاح دوما

  14. ابنتي العزيزة ما هكذا تورد الابل نحن نستنكر الفعل الذي قام به هذا الشاب وتأكدي انه سيتلقى الجزاء العادل لكن من سياتي بحقوق المطحونين بالداخل في العاصمة الخرطوم ونحن اول من اكتوى بنار الكيزان وما هروبنا الى المملكة الا نيارنهم واهانتهم لنا
    اعتقد انك باحثة عن شهره زائله واعتقد واجزم بذلك يا بنت أوشي ان مصروفك الى ان تخرجتي كان ياتيك من من تحويلات راعاة الاغنام
    راعى اغنام قال الله يهدى

  15. ما هكذا يا أختى … أولا . وماله راعى الأغنام حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم كا راعيا للأغنام … ثانيا . الموضوع فردى ولا داعى للتعميم والمملكة مافيها لعب زينا الجانى سيجد عقابه … ثالثا . نسيتى أطباءنا الذين انضربوا وتكسروا قبل كذا يوم فى الحصاحيصا ؟؟؟ لماذا لم يكتب منكم أحد عنهم ؟؟؟ الكل أصبح يكتب عن هذه الحادثة الفردية ويسيىء بها على بلد كامل كان ولا يزال له الفضل فى فتح أغلب بيوت السودان بعد الله سبحانه وتعالى … لا تعضوا اليد التى امتدت لكم بسبب حادثة فردية … ماذا أنتم فاعلون مع الذين ضربوا اطباءكم فى السودان ويضربون نساءكم ويعيثون فى الارض فساد …مالكم كيف تحكمون …

  16. غير صحيح هذا الكلام وانا عشت في المملكة عشرون عام وفي نفس الحقل الطبي ورجعت واعمل الآن في وظيفة قيادية بالسودان والله والله العظيم كرامتنا هنافي السودان مهدره ولايوجد لدينا حق، وظلم ذوي القربي قاسي صاح هنالك بعض المشاكل خاصة من المرافقين للمرضي كما يحصل هنا في السودان وكذلك يوجد الضرب ، في السعودية يوجد نظام وقانون وهنا لانظام ولاقانون بل شللية وجهوية وهذا دليل على انحطاط الدولة واناواسرتي لنا علاقات مع الأسر السعودية يرغم خروجنا النهائي فلا تعمموا الحالات الفردية

  17. من السهولة مسك القلم و إطلاق الأحكام على ملايين الناس نتيجة حالة فردية لا تمثل هؤلاء الناس و مثل هذا الشاب موجود في كل مجتمع بما فيه مجتمعنا السوداني و يا ما انضربت طبيبات داخل سوداننا ، وبكل إختصار أقول لك أن كرامتنا مهدرة داخل وطننا و ليس خارج وطننا و ما نلقاه من إحترام في الخارج أصبحنا نفتقده داخل بلدنا في ظل هذا النظام البائس ….

  18. اولا نعلن تضامننا التامة مع الدكتورة محل الموضوع و اكيد ان القانون السعودي سينصف الدكتورة ّّ!!!!
    ثانيا : عليك الله يا استاذة خلونا من موضوع بنينا الخليج و الخدمة المدنية و الكلام الما ليهو اساس دا
    ياختي نحن بلدنا ما قادرين نبنيها نبني بلاد الناس كيف

    احتمال زمان كانو في واحد او اتنين مميزين لكن الحقيقة نحن ما لينا اي فضل علي الخليج
    و الله الناس ديل لو نهضوا نهضوا بفضل ناسهم و قياداتهم الرشيدة و من ثم بعد ذلك الهنود – و المعروف انهم قوة ضاربة في الخليج و في كل المجالات
    اما نحن فخلو لينا الونسة و الكلام و نحن فعلنا و نحن سوينابالواضح نحن الفشل بذاته و الدليل حالنا المائل دا و ما وصلن ليهو من تخلف

  19. تلقاها مشت تعمل نفس الحركات اللي بيعمولوها الأطباء السودانيين هنا في السودان . الواحد تسألوا عن حالة مريضك يعاين ليك وما يرد ليك . الطبيب السوداني بيفتكر إنه المواطن ما مفروض يسأله لأنه المواطن جاهل في حين إنه دا من أهم حقوق المريض . السعودي دا أكيد يكون الزولة دي إستفزته استفزاز شديييييييييييييييييييييييد .

  20. ** أها ودي كيف..؟؟!!
    ____

    نظامي يعتدي بالضرب على طبيبة بمستشفى رويال كير

    11-26-2013 04:01 AM

    الخرطوم: رحاب فضل السيد
    تعرضت إحدى الطبيبات بمستشفى رويال كير، لاعتداء بالضرب من قبل ضابط برتبة الملازم، يتبع لإحدى القوات النظامية. وكشفت الطبيبة أن النظامي أخذ صندوقاً لجمع العينات وضرب به الطبيبة على رأسها، إضافة إلى الشتم والسباب وذلك إثر مشادة كلامية جرت بينهما، وقالت الطبيبة للصحفيين إن والد الملازم طريح الفراش بالمستشفى، ويوم الجمعة كانت قد كتبت له إذن خروج من المستشفى بكل السجلات المطلوبة؛ وعقب حضور ابنه دخل في مشادة مع الممرضين والسسترات، ثم وجه إليها إساءات وصفتها بالبالغة، وغير المقبولة مشيرة إلى استعانة المدير الطبي المناوب بأفراد الأمن بالمستشفى، والذين لم يتدخلوا لردعه على الرغم من عبارات التهديد التي وجهها إليها بالعمل على فصلها من العمل، معلنة الاتجاه للدفع ببلاغ ضده وأخذ حقها، مبينة أن المدير الطبي العام وعدها برفع دعواها باسم المستشفى.

    السوداني
    ——————–

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..