ويهّربون ..

نمريات

** في شهر يوليو 2018 ، اعلنت السلطات السودانية ، تحرير 139 رهينة، من قبضة عصابة للاتجار بالبشر في ولاية كسلا،ودعا والي كسلا ادم جماع ، المنظمات الدولية العاملة في مجال محاربة تجارة البشر وتهريبه، المساعدة في هذا الشأن ، واكد ان الضحايا من الاطفال والنساء عرضة للابتزاز من ضعاف النفوس ?

** السودان معبر ومصدر للمهاجرين غير الشرعيين ، والذين هم من دول القارة السمراء، ورغم ذلك لاتتوفر احصائيات سودانية رسمية باعداد المهاجرين غير الشرعيين ، ولا العصابات التي تنشط في البلاد لتهريبهم ، ويأتي رد الحكومةعاجلا في ذلك ، انه لضعف امكانياتها، فانها لن تستطع ملاحقة كل هذا الكم المتدفق عبر حدودها الواسعة، رغم ان البرلمان السوداني ، قد صادق على قانون مكافحة الاتجار بالبشر ، والذي تتراوح عقوبته بين الاعدام او السجن من 5-15 عاما ?

**الاصابع اشارت من قبل ومازالت ، الى تورط وتواطؤ بعض من النظاميين ، في الاتجار بالبشر، وبدأت محاكمات المتورطين في هذه التجارة البشعة ، وفق ماورد في صحيفة المجهر السياسي في 14 مايو 2018 ، ان هنالك شبكة اجرامية تضم نظاميين تتاجر بالبشر ، ?لكن علامات الاستفهام مازالت تحتاج للاجابات الصادقة والشفيفة ?،والذي يقدر سعر (البني ادم ) فيه بثلاثين الف دولار بالتمام والكمال !!!! ورغم الاتهامات لم تقدم الحكومة شخصا واحدا لينال عقوبته ، ما أدى لانفتاح اكبر في هذه التجارة رغم حرمتها ، وتحرير 139 شخصا ، يعني ان الثغرات لم ترتق بعد ، وان تطبيق العقوبة يقف في مكانه ورقا ، غير قادر على وضع الحديد حول معصم الجاني ، الذي ان سقط فيهم عبيد ، فزيد سيواصل التجارة?.

** السودان وجيرانه الدول الافريقية، يشتركون في تفي الفقر والمرض والامية، وبطش بعض الانظمة الحاكمة، يسكن اليأس قلب شبابها ، والنساء باطفالهن يعبرن الحدود السودانية، التي تعاني من (الهلهلة) وعدم الضبط الاداري والتنفيذي ، مايساعد كذلك في الهجرة غير الشرعية، والتي تدفع بالشباب السوداني ، الى الانضمام للمهاجرين ، في رحلة الموت ، ولو نجا بعضهم فانهم يرفضون العودة للوطن ، كما جاء في الخبر ادناه (كشف القنصل العام للسودان بدولة ليبيا ، عوض حسن العوض ، عن رفض المهاجرين السودانيين ، بمراكز الايواء بالمدن الليبية ، للعودة للبلاد ، وتمسك هؤلاء بالسفر الى اوربا ، مشيرا الى انهم خسروا اموالا طائلة، نظير الهجرة غير الشرعية الى الدول الاوربية عبر البحر المتوسط )..

** رغم الاختلاف البين بين الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ، الا انه يمكن ان تتحول الاخيرة الى حالة اتجار ، اذ ان المهاجرين يتم استغلالهم ، في اي مرحلة من مراحل عملية النقل ، فيصبحوا بين ليلة وضحاها ، ضحايا اتجار بالبشر ، فعندما يتسلل المهاجر غير الشرعي ، بشكل غير قانوني الى البلدان المجاورة، للبحث عن طريق الى اوربا ، يسبح في ديون لاتحصى اضافة لوضعه غير الشرعي اصلا ،مايجعله تحت رحمة من يجبره على العمالة القسرية والاستغلال بكل اشكاله ، فيصبح نقله وتهريبه من دولة لاخرى تكسبا لناقليه افرادا او جماعات ، يجتهدون في ذلك ، وفي الحالتين ،يشوب الحدث الخداع والكذب ، فتظهر براثن واياد الاتجار بهم بصورة اكثر وضوحا ?

**في العام 2016 نبهت ممثلة منظمة الهجرة الدولية في السودان ، تاتيانا سيروفينا ، الى وجود الاف اللجئين والنازحين بالسودان وهو (مايعني وجود خلل بمكان ما مشيرة الى ان هذه الارقام تمثل ، مصدر جذب لمرتكبي تجارة وتهريب البشر )..

** وبما ان الاتجار بالبشر ، مازال ساريا ووطني يتحمل تبعاته ، فلتلهث الحكومة خلف الحقيقة ، لتصبح الاجابة على الاستفهامات ممكنة ومتوفرة ?

همسة

في شمسها دفء الحقيقة ?

وفي ترابها فرحة العودة ?

لطعم زلالها ..سكر ?

ولعينيها الملاذ??

اخلاص نمر
[email][email protected][/email] الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..