أخبار السودان

زيادة الأجور ..وحل البصيرة ..!

نعمة صباحي ..

عاد رئيس نظام الإنقاذ من جولته في مناطق النيل الأزرق بعد ان أكد له رباطة مليشياته وعصابات أمنه المنتشرون في شوارع العاصمة ان هبة الشارع ليست في مستوى رجفته التي حدت به الى الفرار ..وان الناس سيقبلون الوضع حتى لوبلغت الرغيفة دولاراً كاملا بعدأن يتنازل له الجنيه بصورة كاملة عن مقعد السيادة الإقتصادية في بلاد السودان ..وهو الذي كان يجثو لجنيهنا على كل سنتاته في يوم من الأيام متوسلا له ..ألا ينغص عليه عيشته ويتجاوز حاجز الأربع ورقات منه مقابل الجنيه الواحد !
عادالمشير وخلع بزته العسكرية التي ارتداها في زيارته الأخيرة للنيل الأزرق .. ثم تلفع بعباءة الواعظ واصدر قرارا جمهوريا هزيلاً بتشكيل لجنة لدراسة رفع اجور العاملين في القطاعين العام والخاص ..وهي لجنة خفيضة التمثيل قياسا الى حجم المشكلة المعيشية وكان على الأقل ونوع من ذر الرمادفي العيون أن تكون برئاسة رئيس مجلس الوزراء وبمعيته خبراء إقتصاديون من خارج تشكيلة الفريق الإقتصادي للمؤتمر الوطني التي كانت هي أس البلاء وسبب سريان نار الغلاء في هشيم الحياة !
فرئيس اللجنة هو وزيرالدولة بالمالية .. فما الجديد في الأمر .. ومعه إتحاد العمال وهو فرع من المؤتمر الوطني وليس إتحادا مطلبيا يمكن أن يكون منافحا عن مصالح العمال ما لم يرضوا بما تقرره عنهم الإنقاذ .. وهو لا يمثلهم بصورة شرعية من الأساس ..وكذلك ضمت اللجنة أصحاب العمل وهم الذين سيقدمون مصالحهم على مصلحة العمال ايضا بدون شك!
كما منح القراررئيس اللجنة حق الإستعانة بمن يراه مناسبا .. وذلك تخيير هلامي لامعنى له لآن عنوان اللجنة يغني عن جوابها !
والأمرالمهم ..أن زيادة الأجورهي في الأساس خطوة غبية لا تشكل الحل في ظل تدهور إقتصاد البلاد التي تستورد اساسيات حياة الناس من السلع الضرورية كالقمح والدقيق والدواء وحتى سلعة السكر الذي ينتج في مصانع الشراكة المحلية فهي لا تتملك تجارتها بالكامل وقس على ذلك من ضرورات المعيشة البائسة .. والعجز مابين الوارد الينا و الصادرمن عندنا كبير الفجوة بما يحتم وفرة الدولار الجمركي بهذا السعر العالي حتى يتمكن الموردون من استجلاب تلك السلع وبالتالي لامناص أمامهم من زيادة الأسعار بدعوى تغطية تكلفتهم مع هامش ربح مجزي !
وربما تكون كارثة هذا الإجراء لوتم عاجلاً أم آجلاً .. فسيكون ضرره البالغ في زيادة التضخم أضعاف ماعليه الآن عبر طباعة المزيدمن الأوراق المالية التي لن تصبح مبرئة للذمة مقابل الكثير من السلع حتى البسيطة منها.. وبالتالي سيصبح السباق محتدما بين زيادة الأجور و أفواه السوق المفتوحة على أخرها نحوجيوب العالمين حتى قبل أن تلج اليها زيادة الرواتب الوهمية !
إنه يا مشيرالإنقاذ مثل حل البصيرة أم حمد التي قطعت رأس الثور بغرض إنقاذه من كتمة الزير.. ولكنها عادت وكسرت ذات الزير بعد أن إكتشفت أن الراس لا زال فيه!
بل والقرار من أساسه هو التفاف وتحايل لتسويف الأمور وتبديد الزمن بمراوغة الشارع في مربع الإستغفال المغلق !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نحنا عايشين زمن الاقتصاد الغرائبي . اديكم من الآخر:
    الغو المسميات العجيبه للجنيه السوداني مره جنيه ومره دينار وتاني جنيه . اشتغلو دولار بس . تجار العمله ياكلو ظلط ومافي داعي لمطاردتهم. مصاريف امنيه رايحه في الهواء الطلق .العامل البسيط ادوهو ميتين دولار. طبيب ياخد الف دولار حتي لو مزيف ما عندو مانع . وغيرو اسم السودان دا جايب لينا الشؤم والبؤس. خلونا بدون اسم عشان اعدائنا ما يعرفونا نحنا وين ذاتو لغاية ما تقوم القيامه وكان الله يحب المحسنين … فكره جيده كونو لها لجنه عشان تنبثق منها لجان اخري…

  2. وأنا كذلك أثني الترشيح للسيد صلاح ليكون رئيساً مدى الحياة وكمان بعد الممات (مش بيقولوا دايماً “الراحل المقيم”.

  3. نحنا عايشين زمن الاقتصاد الغرائبي . اديكم من الآخر:
    الغو المسميات العجيبه للجنيه السوداني مره جنيه ومره دينار وتاني جنيه . اشتغلو دولار بس . تجار العمله ياكلو ظلط ومافي داعي لمطاردتهم. مصاريف امنيه رايحه في الهواء الطلق .العامل البسيط ادوهو ميتين دولار. طبيب ياخد الف دولار حتي لو مزيف ما عندو مانع . وغيرو اسم السودان دا جايب لينا الشؤم والبؤس. خلونا بدون اسم عشان اعدائنا ما يعرفونا نحنا وين ذاتو لغاية ما تقوم القيامه وكان الله يحب المحسنين … فكره جيده كونو لها لجنه عشان تنبثق منها لجان اخري…

  4. وأنا كذلك أثني الترشيح للسيد صلاح ليكون رئيساً مدى الحياة وكمان بعد الممات (مش بيقولوا دايماً “الراحل المقيم”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..