مقالات سياسية

خطبة الجمعة

الفاتح جبرا

الحمد لله وأشهدٌ أن محمداً عبدُه ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أما بعد:

أيها المسلمون :

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس: «تعرَّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا»

والتعرف إلى الله في الرخاء – أيها الأحبة – يكون باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، وبذل الجهد في العمل الصالح الذي يرضيه، فتكون عندها جائزة المؤمن رعاية الله سبحانه وتعالى له في أيام الشدة والبؤس، عندما تدلهم الخطوب وتكشُر الحوادث عن أنيابها وتستحكم حلقات الكروب فعندها يأتي الله سبحانه بالفرج وتكون عاقبة الطاعة والإحسان.

عباد الله:

إن المسلمين اليوم قد أضحوا في شدة عظيمة ليس لها من دون الله دافع أو مجير وهم يواجهون اليهود البغاة الكفرة أعداء الإسلام كما ذكر الله تعالى في كتابه: -(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) ، ولقد كان هؤلاء اليهود ديدنهم منذ القدم نقض العهود والمواثيق، وتحريف الكلم عن مواضعه، وقتل الأنبياء وغير ذلك من الفظائع، فغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاباً أليماً قال تعالى: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) وقال تعالى: -(قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)،وقال سبحانه: (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وقال سبحانه: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وقال سبحانه: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) .

عباد الله:

هذه الفئة الطاغية الباغية تريد أن تكون لها الغلبة على أهل الإسلام ولن يكون ذلك إن شاء الله، فقد قطع الله تعالى الوعد بالنصر لأهل الإسلام، قال سبحانه: -(وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) كما قال: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا) وقال: -(إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ).

إنها يا عباد الله شدائد وكرب عظيم وسوف يأتي الله من عنده بالفرج العاجل إنها مصائب يبتلي الله بها العباد ليرفع بها درجات المؤمنين وليمحص ذنوبهم ويمحق الكافرين (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) ، فحققوا ما أراده الله منكم من طاعته والعمل بما يرضيه (كما جاء في الحديث) يحقق لكم ما وعدكم به من النصر والتأييد واتقوا الله حق تقاته (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا).

عباد الله:

إن قضية فلسطين والأقصى هي قضية المسلمين جميعا، قضية أهدرت فيها الدماء، وديست فيها الكرامات، وتعمقت فيها الجراحات، ففيها أولى القبلتين، وبها ثالث المسجدين، ومسرى سيد الثقلين، فيها المسجد الأقصى ثاني مسجد بُني في الأرض بعد المسجد الحرام، وأسري برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إليه قبل الهجرة .

عباد الله:

إن هذه الجراحات النازفة على ثرى فلسطين في غزة التي نراها على شاشات التلفاز يوميا ، والمجازر الدموية التي شملت الصغير والكبير والرجال والنساء من أبناء فلسطين لشيئ يدمي قلب كل مسلم غيور على إخوانه المسلمين ، نعم .. إن واجب المسلمين عظيم لنصرة إخوانهم المسلمين، ومديد العون والمساعدة لهم بكل ما يستطيعونه من قوة ووسيلة

اللهم انصر المستضعفين في غزة، اللهم انصر المستضعفين في غزة، اللهم انصر المستضعفين في غزة، اللهم انصرهم على أعدائهم اليهود، اللهم وأبدلهم بالضعف قوة، وبالذلة عزة.

اللهم إنا نعوذ بك من شرور أعدائنا أعداء الإسلام والمسلمين، اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم، وندرأ بك اللهم في نحورهم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

***********

الجريدة

تعليق واحد

  1. يا شيخ جبرا سعادتك ما زلتم على ما ألفيتم عليه آبائكم وهل تعتقد أن حركة حماس احسن حالاً من الصهاينه؟ الحمساوييون خططوا ودبروا وإستطاعوا خداع الآمه العربيه من خلال حربهم العبثيه هذه،، هدفهم واضح يا سعادتك حماس عينها على الانتخابات وهذه المره قادة حماس قرروا إقصاء حركة التحرير بشكل نهائى ولذا إفتعلوا موضوع حى الشيخ جراح ثم عرجوا على القدس ثم أطلقوا الصواريخ إلى العمق إلإسرائيل وهم يعلمون يقيناً ان إسرائيل سوف ترد لهم الصاع صاعين وكما نعلم حركة حماس التابعه لجماعة الإخوان فى سعيها المحموم للسلطه لا تهمهم كم الضحايا والخسائر الماديه وقد إستطاعة الحركه الاخوانيه المسيلمانيه خداع العرب ودول إسلاميه عربيه وقليله هى التى إنتبهة للخدعه ووقفت محايده وازيدك من الشعر بيتاً هل انتبهتم إلى المبادره الغريبه التى إنطلقة بالتتابع من تركيا ثم قطر وهما يتابعان المخطط الحمساوي نحو جمهورية مصر؟!! واقولها لأنك لن تفكر كثيراً تركيا وقطر تريدان تحييد مصر بقدر الإمكان او بالأحرى الإعلام المصرى وخاصة بعد ان إستعاد الإعلام المصرى دوره المؤثر والكاشف فى المنطقه العربيه حتى لا يفسد الاعلاميون المخطط الحمساوي المتعلق بالانتخابات لاحظوا ظهور هنيه المكثف بعد ما قتل الاسرائيليون الشعب الفلسطيني وهدمة بيوتهم وظهوره بمظهر القائد المنتصر ويجب أن لا ننسى ان نفس حركة حماس كانت قد إتبعت نفس الخطه قبل آخر إنتخابات جرت فى فلسطين ووقتها ايضا دفع الشعب ثمناً غالياً واستطاعت الحركه من خلال هذه الحيله الدنيئه كسب الانتخابات وكما نعلم حماس الاخوانيه كنظيرتها الصهيونيه عادة ما تجرب المجرب مستقلة غفلة العرب المسلمين!!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..