لماذا تفقد روسيا هذا العدد الكبير من دباباتها وبسهولة نسبية في أوكرانيا؟

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، تتوارد المعلومات التي تؤكد على فقدان الجيش الروسي مئات الدبابات دمر كثير منها واستولى الأوكرانيون على جزء آخر، الأمر الذي هز صورة القوة العسكرية الروسية.
ويعزو خبراء عسكريون هذه الخسائر إلى طبيعة الأسلحة المتقدمة المضادة للدبابات التي منحتها الدول الغربية لأوكرانيا وكذلك إلى الطريقة السيئة التي استخدمت بها روسيا دباباتها في أرض المعركة.
بحسب القوات الأوكرانية، فقد خسرت روسيا حتى 4 نيسان/أبريل 2022 أكثر من 680 دبابة. من جهتها، تقول مدونة Oryx العسكرية التي تحصي الخسائر العسكرية في حرب أوكرانيا منذ اليوم الأول إلى أن روسيا فقدت 505 دبابة (من أصل 2700 في بداية القتال) وأكثر من 2000 مركبة مصفحة أخرى.
زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بـ2000 صاروخ جافلين مضاد للدبابات ثم أرسلت ما لا يقل عن 2000 صاروخ إضافي لاحقاً. وهو صاروخ يمكن ينفجر في أعلى دبابة حيث يكون الدرع أضعف.
ورغم أن الكثير من الدبابات الروسية مجهزة بدروع تمتص تأثير الصواريخ إلا أن جافلين مزودة برأسين حربيين أحدهما ينفخ الدرع والثاني يخترق الهيكل الموجود تحته.
كما أرسلت المملكة المتحدة ما لا يقل عن 3600 من الجيل التالي من صواريخ NLAW الخفيفة المضادة للدبابات مصممة أيضاً لتنفجر أثناء مرورها فوق البرج المكشوف نسبياً لبرج الدبابة.
قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا 100 طائرة بدون طيار من طراز Switchblade المضادة للدبابات، والتي تعرف باسم “كاميكازي” ويمكنها التحليق فوق الهدف من بعد أميال ثم تسقط فوق الدبابة وتحطمها.
أما الجيش الروسي فيعمل من خلال مجموعات كتيبة تكتيكية، أي وحدات قتالية قائمة بذاتها ومعززة تتكون من دبابات ومشاة ومدفعية، بعدد كبير من المركبات المدرعة وأقل نسبياً من قوات المشاة.
ورغم أن هذا التكتيك مصمم لتنفيذ هجوم سريع مع كثافة نارية كبيرة، إلا أن المركبات لا تتمتع بالحماية الكافية من حيث عدد أفراد المشاة الذين يرافقونها وقدرتهم على الرد على أي هجوم.
أمر آخر عزز من قدرة أوكرانيا كان افتقار روسيا إلى التفوق الجوي ورصد تحركات الجيش الأوكراني، وهو ما يعني أن القوات الأوكرانية تمكنت من الوصول إلى مواقع إطلاق نار جيدة ونصبت فيها كمائن أحدث أضراراً بالغة بالعتاد الروسي.
يضاف إلى ذلك بطبيعة الحال الإخفاقات اللوجستية وعدم كفاءة القوات الروسية، فقد بينت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعية كثيراً من الدبابات يتم سحبها من قبل المزارعين ألأوكرانيين، بمعنى أن الجنود الروس تخلوا عنها بسبب نفاد الوقود أو طبيعة الأرض والطقس وهذا فشل لوجستي كبير.
فعليا روسيا خسرت الحرب
لا تنسى عامل آخر مهم جدا قلب الطاولة على الجيش الروسي المهلهل ألا وهو صواريخ الرمح ~ إستنقر التي أسقطت المقاتلات والمروحيات الروسية مما حرم الدبابات والمدرعات من الجماية كما أن أقمار الناتو وطائرات تجسسه ترصد كل أرتال الدبابات الروسية وكل طلعات المقاتلات والمروحيات وحركة السفن والغواصات الروسية لحظة بلحظة وتقوم بنقل تلك البيانات لحظيا لقوات خاصة على الأرض مجهزة بأسلحة متطورة جدا فتنصب الكمائن للدبابات وتحرك مضادات طائرات متطورة جدا فتسقط المروحيات والمقاتلات فور دخولها الأجواء الأكرانية قبل أن تقصف أي هدف. الناتو يفرض حظرا جويا ذكيا فوق الأجواء الأكرانية ومعادلته سهلة جدا فإن حلقت المقاتلات والمروحيات الروسية عاليا تكتشفها طائرات الإنذار المبكر ورادارات وأقمارالناتو العسكرية وإن حلقت على علو منخفض للتقليل من كشفها مبكرا تسقطها فورا صواريخ إستنقر وبعدها أصبحت أرتال دبابات الروس لقمة سائقة لصواريخ الرمح ~ جافلين كما أن الناتو يقوم بضربات جراحية بشكل مباشر عبر طائراته الخفية وغواصاته وما إغراق الفرقاطتين ببحر أزوف وإغراق الطراد موسكو في البحر الأسود بالأمس وضرب مستودعات الوقود داخل روسيا ببعيد. الخطوة الصحيحة الوحيدة التي إتخذتها روسيا في كل تخبطها هو سحب أرتال دباباتها من حول كييف لأنها كانت ستدمر كلها نسبة لإنخفاض ذخائرها ووقودها ووصول آلاف صواريخ جافلين وبدء الجيش الأكراني الإصطياد المنظم لها مع غياب تام لسلاح الجو الروسي. الأكران إتبعوا تكتبك ممتاز جدا بجعل قوافل الدبابات وناقلات الجند والعتاد تمر بحرية مع اصطياد ناقلات الوقود والغذاء ومركبات القيادة ونظم الدفاع الجوي مما قطع رأس القوات الروسية. لكن السبب الأبرزلخسارة الروس للحرب يتلخص في الفشل الذريع للمخابرات الروسية المخترقة فكل معلومات الروس كانت مغلوطة ثم ترك روسيا غرب أكرانيا مفتوحا على مصراعيه للناتو الذي واصل الإمداد والإستطلاع بأريحية وعدم تدميركل مدارج الطيران والطائرات والمروحيات الأكرانية وترك حركة القطارات بين أكرانيا وبولندا ودول البلطيق تعمل وكأن شيئا لم يكن. مع إنسحاب الروس من محيط كييف أكرانيا الآن تنقل الصواريخ المضادة للطائرات والسفن جنوبا وعما قريب ستفقد روسيا كل سفنها في البحر الأسود إما بصواريخ الأكران أو ضربات الناتو الجراحية بالمتخفيات وعبر الغواصات. لن تستطيع روسيا البقاء في شبه جزيرة القرم ناهيك عن إقليم الدنباس. الناتو خطط ودرب الأكران على كل شيئ قبل عقد من الزمان بينما كانت مخابرات روسيا المخترقة تقط في نوم عميق أما الرئيس الروسي فتصله معلومات مضللة عما يحدث على أرض الواقع والفساد مستشري جدا في منظومة التسليح الروسي فلا غرو في فشل سلاح الجو في السيطرة على أجوا المعركة. الآن بولندا ودول البلطيق وفنلندا والسويد يضعون في بطنهم بطيخ صيفي لآن الجيش الروسي الهزيل لن يستطيع حتى الوصول إليهم ناهيك عن تهديدهم اللهم إلا عبر التهديدات الجوفاء. هناك فرق كبير بين أن تمتلك آلاف الدبابات والمروحيات والمقاتلات غير ذات كفاءة قتالية عالية وبين إمتلاك القليل من الأسلحة الفتاكة والفعالة جدا مثل ما يفعل الناتو. هذه الحرب ستنقل إلى داخل روسيا قريبا جدا وإن غدا لناظره لقريب
برافو يا (خبير عسكري)..من أفضل المعلومات التحليلية التي اطلعت عليها بشأن الحرب في أوكرانيا..