كهرباء الزفت وأبو الزفت زاتو !!

سيف الدين خواجة
انصب جهد العالم كله مهرولا بحثا عن الطاقة النظيفة ، وظلت الأبحاث تلهث في دول العالم الأول، ذلك أن المصادر السابقة المستمرة حتى الآن أتت بما لا يخطر على عقل ، وفكر ، وقلب بشر ، مما أثار الرعب ، فكان أن اهتدوا أول ما اهتدوا للطاقة الشمسية كمصدر جديد للطاقة ، وكبديل ناجع للمصادر القديمة ، فانتشرت محطات الطاقة الشمسية ، وتخصصت شركات كبرى فيها ، وبدأت تغزو دول العالم النامية (النايمة) ، لكن هذه الجهود لم تتوقف عند الطاقة الشمسية ، وما زال البحث جاريا على عدد لا يستهان من الأبحاث بحثا عن الطاقة النظيفة ، وعن بدائل أخرى أقل تكلفة ، وأصغر حجما ، وأسرع عملا ، ولعل من طرائف ما قرأت أن إحدى دول اسكندنافيا لاحظت أنه يمكن الاستفادة حتى من أنفاس البشر ، وما عادت أجهزة الأمن وحدها التي تراقب، وتحاول أن تحصي على الناس أنفاسهم ، والمضطر كما يقولون يركب المجهول ، (أو سيد الرايحة يفتش خشم البقرة) ، وقد اهتدوا لكمية الأنفاس التي في محطات السفر ، وبدأوا التفكير في كيفية تجميعها ، وتوليد طاقة بديلة منها !!! .
بما أن واحدة من مشاكل العالم النامي (النايم) هي الطاقة بأي شكل من الأشكال حتي لو كانت من الكبوب !!! ولا شك أننا من بين هذه الدول ، وبما أن ما يتوفر لدينا من المصادر التي عفى عليها الزمن ، ولم نطورها ، ولم نقم بأي أبحاث فيها لاستدامتها طول السنة ، أو تقليل كلفتها ، وتقليل عطبها ، كمساقط المياه والمحطات الحرارية باهظة التكاليف من حيث التشغيل ، إضافة إلى مشاكلها البيئية ، من هبوط مستوى مياه الأنهار في فصل الشتاء ، مما يجعلنا (نناتق) مع الكهرباء، جات ، وما جات ، وجدول الحصص (القطوعات) سيف مسلط فوق الرقاب ، يجعل حياتنا في (جهجة) شديدة ، إضافة إلى إتلاف الأجهزة الكهربائية ، وتوابعها ، مما يجعل الناس في حيرة من أمرها ، مما يجعلنا دائما رهنا للخارج خاصة في قطع الغيار !!! .
لذلك عنت لي فكرة قد تكون مفيدة في بلادنا ، وهو ازدياد مرضى ضربات القلب السريعة ، والتي اهتدى العلماء أخيرا في بحثهم المضني إلى أسبابها بأنها زيادة في كهرباء القلب ،وأن بالقلب فيوزات كهربائية ، يكون في بعضها زيادة ، لذلك تجري عملية قسطرة للقلب لقياس كهرباء الفيوزات ، وعلى أساس المعدلات الطبيعية توزن هذه الفيوزات ، حتى يكون القلب في حالته الطبيعية ، ويرتاح الإنسان من بلع الحبوب لإيقاف هذه الضربات ، أو التقليل من آثارها.
بالمناسبة اسم المرض (اس في تي) ، فترجمتها باجتهاد مني : لأبو الزفت ، لأنها تأتي من غير ميعاد ، ولا استئذان ، ولا إحم ، ولا دستور ، وفي كل الأوضاع نايم ، وقايم ، وحايم ، أو تاكل وتشرب ، أو تفرح ، أو تحزن ، فجأة ، أو تنخلع ، أو تهجم ، فهي لك بالمرصاد ، والغريب أن بعض الأطباء عللوها بتعليل آخر ، فهم يمثلونها بقطار طويل يسير في خط ، وفجأة خرجت عجلة واحدة في عربة واحدة ، عن المسار ورجعت لمسارها ، لذلك هناك تمارين لإيقافها ، كان تكح ، أو تبلع ثلج ، المهم أي حركة مفاجأة للقلب ، أو بالتدليك على جانبي الرقبة ، وأسوأ التمارين حرجا هي أن تدخل التواليت !!! .
لكن إنت وحظك ، مرات بهذه التمارين تتوقف ، ومرات تزيد وكأنها حالة مزاج لديها !!! .
وبما أن هذه الحالات في ازدياد ، واطراد ، لحد غدت تخصصا طبيا مستقلا ، وانقسم أطباء القلب بشأنها ، فمنهم من يؤيد إجراء عملية القسطرة، وقد نجحت لدى كثيرين ، وفشلت لدى البعض ، مما يجعل بعض الأطباء يرجحون استمرار أخذ الحبوب كحالتي شخصيا الآن.
وعليه أقترح ، وأطلب من مهندسي الكهرباء، والدعوة لكل المهتمين إمكانية تجميع هؤلاء المرضى ، ودراسة كيفية استخلاص هذه الكهرباء الزائدة لديهم، لتكون رافدا جديدا من روافد الطاقة النظيفة ، ونكون ضربنا عصفورين بحجر واحد ، عالجنا المرضى ، ووجدنا بديلا أو رافدا جديدا للطاقة النظيفة لاستخدامها ، علنا نرتاح من صداع الكهرباء الحالية ، وحكاية مساقط المياه المتذبذبة ، وهكذا بالأبحاث نستطيع أن نجد مصادر أخري تساعد أكثر فأكثر !!! .
ولك أن تتصور اختلاف السودانيين كعادتهم المرذولة حول هذه الكهرباء ، فهم لم يتفقوا علي الوطن ، مما أدخلنا في أزمته الراهنة ، التي تهدد وجوده في ظل حكام بعضهم حالم بالسيادة ، فهل يتفقون علي نوع هذه الكهرباء التي من المؤكد أن الاغنياء سيرفضونها لأسباب العجرفة ، والمساكين يطلبونها بشدة، وتسمع منهم من يقول لك (مش كهرباء بتنور) ، وصل بيتي منها حتى ان شاء الله من الزفت زاتو وابو الزفت !!! .
باحش كعوايدك!