مولانا الصغير نكتنجي أيضاً

حيدر المكاشفي

يبدو أن مولانا الصغير الحسن الميرغني يتمتع بروح الدعابة والفكاهة مثل والده مولانا الكبير محمد عثمان الميرغني، رغم أن مولانا الكبير لم يكشف عن هذه الموهبة للملأ إلا مؤخراً جدا، أظن ولا أجزم أن أول تعليق طريف خرج من مولانا الكبير، كان عند تشييع جثمان أخيه الأصغر أحمد الميرغني عام 2008م، أخرجه من صمته وقلة كلامه وحوّله من شيخ سجادة مهيب الى (نكتنجي) ضليع، وكسر به ما قر في عقول العامة من أن أهل الطريق هؤلاء جادون حازمون لا يعرفون النكت ولا الهظار، كان مولانا وقتها متمترساً في خانة (سلم تسلم) في معاداته للنظام، ومستعصماً بعواصم الدول الشقيقة والصديقة، ولكنه عند وفاة شقيقه اضطر للحضور الى السودان بطريقة مفاجئة مصطحباً الجثمان من مصر إلى السودان ليواريه الثرى إلى جانب والده بباحة مسجد السيد علي بالخرطوم بحري، وعندما سئل مولانا عن طبيعة دخوله البلاد بعد طول غياب، أجاب بأنها (إفراج مؤقت)، على طريقة سيارات المغتربين التي كانت تمنح لوحات مكتوب عليها (إفراج مؤقت) موقوت بزمن الإجازة التي سيقضونها بين ظهراني الأهل، ومن ديك وعيك، فقد انطلق مولانا في إطلاق النكات والطرف.

بالأمس حملت لنا الغراء (اليوم التالي) النصيحة التي أسداها مولانا الصغير الذي يقوم الآن مقام الكبير، للحزب الحاكم بقوله له (إياك وأحزاب الفكة فإنها تقدد الجيوب)، وهذه لعمري نكتة طريفة لا أشك أنها أضحكت الكثيرين، وفيها ما يدل على تمتعه بروح الدعابة ولكن أفضل من يؤكد عنه ذلك أو ينفيه هو الزميل العزيز محمد لطيف أكثر الصحافيين قرباً منه واستماعاً له.. نعم صحيح أن الفكة تقدد الجيوب كما قال ونضيف من عندنا أنها كذلك تشير لفقر صاحبها، ولكن اذا كان ذلك هو شأن أحزاب الفكة فما يا ترى يكون شأن أحزاب (أبو النوم)، وأبو النوم عند السودانيين لمن لا يعرفونه هو ما يتبقى في قاع جيب الجلابية أو القميص من ذرات تعلق به، وهي كناية عن نظافة هذه الجيوب، ليس من المال وحده بل حتى من أي شيء ذي قيمة، وبهذا المعنى فإن الذي لا يملك في جيبه سوى أبو النوم هو بالضرورة أسوأ حالاً ممن يملك الفكة، وهكذا فإن أحزاب أبو النوم التي لا تملك من الحزب كمؤسسة غير اسمه، بل وللأسف وتناقض حتى الاسم الذي تحمله، هي الأولى بالنصيحة، ولينظر مولانا أولاً الى نفسه قبل الآخرين، والى حزبه قبل أحزاب الفكة، وليجيبنا عن السؤال التالي. هل الحزب الاتحادي الديمقراطي، هو حزب بمعنى الحزب فعلاً وهل هو ديمقراطي حقا، وهذا سؤال استنكاري لا ينتظر إجابة، وإنما ينظر لمولانا بإشفاق؛ كونه وقع تحت طائلة مثل الموس والختان الشهير.

التغيير

تعليق واحد

  1. ما تقوله عديل. غلفة وشايله موسا تطهر شنو حركات اللف والدوران بتاعتك دي قال دمه خفيف قال

  2. كلام مباشر وواضح. بالمناسبة، هو شاف الفكة وين؟
    ناس أحزاب الففكه عرفوها زمان، واختاروا اسلوب التكسب لأنهم ما عندهم قواعد، والحكومة راضية بيهم لأنها تريد أن تؤكد للجميع أنها حكومة موسعة وعريضة. لكن الاتحادي الأصل الذي يملك اكبر قاعدة بالبلاد الجابره شنو انه يبقى زي ناس الفكة؟؟؟؟؟ أطماع وجشع هما الاجابة. ربنا يقيل عثرتنا ان شاء الله.

  3. ههههههه والله بالجد دمو خفيف مولانا السمين دا وكمان ابوهو مبالغة عديل كدا ..لكن ليه ما كشف للشعب انو ظريف بالشكل دا ؟ الله يجاذي محنك يا مولانا ليه تحرم الشعب من خفة دمك وتعليقاتك العسل دي ! ولا انت ما بتنكت الأ في المقابر واثناء الدفن ؟ ..غايتو يا مولاي اللذيذ قطعت مصاريني من الضحك ..ربنا يديم عليك روح الفكاهة ويمط في شلاليفنا عشان تلحس اياديكم .
    بس عليك الله يا مولانا ارفع ايدك شوية عشان نقدر نلحس ايدك الكريمة بدون حرج !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..