واهمون..من يعتقدون بأن الثورة قد خبأت

واهمون..من يعتقدون بأن الثورة قد خبأت

رشان اوشي
[email][email protected][/email]

رغم.. القبضة الأمنية التي ظل يؤسس لها النظام الفاسد منذ العام 1989م، ومع وجود كل تلك الحشود من الاجهزة الأمنية التي تعنى في المقام الأول بتنفيذ الإعتقالات والتعذيب والتنكيل بالشعب السوداني كسرت مجموعات من الشباب الثائر حاجز الخوف وهرعت لشوارع الخرطوم وكل مدن اقاليم البلاد وآحالت ليل سدنة الإنقاذ إلى حجيم.
فكل الثورات التي احدثت تغييرات جذرية في المحيط الإقليمي أكدت على شيئ واحد أنه ما من قوة تستطيع الوقوف في وجه إرادة الشعوب، فكل تلك الأنظمة التي تهاوت بين أيدي الشباب في الشوارع او عبر الثورة المحمية بالسلاح كانت شمولية وديكتاتورية وبوليسية، بل وتفوق نظام البشير قوة وعنف، ولا مقارنة بين نظام متهالك ينخر سوس الإختلاف مؤسساته السياسية وتحاصره الحروب الأهلية من كل الإتجاهات كما أنه منبوذ دوليا، ولكنها سقطت في غمضة عين واصبحت نسيا منسيا والىن ينعم أهلها بنضوج ثمار ثورتهم ويتذوقون حلاوة الديمقراطية والإنتخابات الحرة النزيهة يجلسون من يشاءون على كراسي السلطة.
وفي ذات الوقت اكدت تلك الثورات على شيئ آخر بأن الثورة لا تحددها ساعة صفر او إتفاق مسبق بل لها ظروف ذاتية وموضوعية هي التي تدفع بالجميع إلى خانة الإتفاق ومن ثم المضي في تحقيق اهداف الثورة، كل ما ذكرته سابقا بات الآن أمرا واقعا في حياة الشعب السوداني وازيد عليه ان لهذا الشعب تاريخ ملهم في النضال الثوري وقد اسقط انظمة عسكرية ديكتاتورية من قبل.
وبات في حكم المؤكد أن الشعب السوداني قد استفاق من غيبوبته.. فالحراك الثوري الذي اجتاح الشوارع في الثلاثة أشهر الأخيرة واصرار تلك المجموعات على التظاهر كل جمعة ولو باعداد بسيطة أكدت على أن الظروف الذاتية والموضوعية على وشك النضوج، فالاقتداء بالحراك الإقليمي كان من اول المحفزات للشباب السوداني للتظاهر لإسقاط النظام.. وسقوط ورقة التوت عن عورة نظام الإنقاذ ومشروعها الحضاري الذي تحول بقدرة قادر إلى فيلل في كافوري وأرقى الاحياء بالخرطوم واموال طائلة في بنوك ماليزيا، بحيث وجد السودانيون انفسهم فجأة يضربهم الجوع والفقر والغلاء بينما ابناء سدنة النظام يستمتعون بالتنزه على شواطئ اوربا يرتدون (الشورتات) ويحملون ادوات الصيد والغطس على يخوت خاصة تم شراءها بثمن دواء طفل مريض في اقصى اقاصي دارفور، وبثمن قطعة خبز يحتاجها طفل آخر في اقصى شرق السودان بعد اصيب الدرن جراء الجوع، او بثمن حفيرة ماء صالحة للشرب في شمال كردفان ترفع عن اهلها معاناة مشاركة الحيوانات لهم في (تانكر) الماء الواحد.
كل تلك التداعيات.. دفعت الشعب السوداني إلى تجربة الخروج في تظاهرات لإسقاط النظام الفاسد وكسر حاجز الخوف، والآن بات على الجميع ترتيب الصفوف للعودة إلى الشوارع مرة أخرى.. ولكن كلي يقين بأن هذه المرة لن يفلح معها الإعتقالات ولا التعذيب.. بل ستفضي إلى تغيير جذري يشبه الشعب السوداني وطموحاته في العدالة والحرية والرخاء.

تعليق واحد

  1. التحية والتقدير لهذه الكاتبة القديرة ونحي شجاعتها وصمودها وهذا المقال الجيد الذى يحيي الامل

    في اسقاط هذه العصابة الفاسدة ( اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر )

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    رشان اوشى .. السلام عليكم ورحمة الله . ومن ثم للسادة زوار ورواد الراكوبا الحبيبه ..

    أكتب السطور التالية من زاوية أكثر إنسانية لأن واقع الحال جداً (مأساوى) بالسودان .. لكنها لا تدعو لليأس والاستسلام للنظام الحاكم .. ففى ودمدنى وفى كل مجلس (عام) أجد نفسى مُحاطا ً بأناس أصابتهم نوبات اكتئابية شديدة.. ونبرات أصواتهم يملؤها (الإحباط) و كأن المعانى من الحياة الدنيا قد إختفت و لم يتبقى لهم سوى الإختيار ما بين إرتضاء الأمر الواقع فى خنوع و العودة للمربع الاول .. بالبحث عن مكان بأرض الله الواسعة ليشدوا الرحال إليها و تكون هجرة بلا (عودة) بلا (أوبه)مره أخرى ..

    ?لا يوجد ما يبرر اليأس وفقدان الأمل طالما نحنا (الشباب) قادرين على تحديد مصيرنا النجاة ممن يتربصون بنا ..كل ما نتطلبه هو فهمنا أن ليس مطلوبا ً ولا مُتوقعا ً من أحد إعطاءنا (الأمل) ما لم تتوفر لدينا نحن أنفسنا الإرادة الصلبة لأن نصنع هذا الأمل بأيدينا ونحافظ عليه..نحن مازلنا نعيش فى يوم بعد آخر فى لمواجهتنا للعديد من الأزمات المصطنعة و الحقيقية. لقد تراجع زخم ثورة (الغضب) لدرجة أن البعض يعتقد اليوم أنها لم تعد موجودة و هو إعتقاد خاطئ بلا أدنى شك. يموت الشباب وتعيش الثورة. الثورة مستمرة ضد نظام البلطجة والنهب والفساد والافساد .. نعم انهم هم (الواهمون) ممن يعتقدون بأن الثورة قد خبأت .. وغداً لناظرة جدُ قريب ..

    الجعلى البعدى يومو خنق … ودمدنى

  3. قال الشاعر : اذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ، فان الشعب السوداني الأبي المغلوب علي أمره سوف يرى تجليات هذا الليل قريبا ليذهب هؤلاء السدنه الي مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم ان شاء الله .

  4. الجسورة رشان .. الثورة مستمرة .. وهاهي قد عادت ومن الأطراف وفي طريقها لـ ((قصر غردون)) .. هؤلاء القتلى واللصوص لا مكان لهم .

    مظاهرات بزالنجي مطالبه باسقاط النظام ..
    09-15-2012 07:21 PM
    اندلعت مظاهرات هادره بزالنجي مطالبه باسقاط النظام اليوم السبت 15 سبتمبر على خلفيه مقتل اثنين من المواطنين بايدي مجهولين ليله امس.
    عقب تشييع الجثامين تحرك موكب من الشباب الى امانه الحكومه منددين بتكرار مسلسل القتل داخل المنازل في زالنجي في الاونه الاخيره وانعدام الامن ونادى المتظاهرون باسقاط النظام. وقد حالت قوات الشرطه بين المتظاهرين ومباني امانه الحكومه فتوجهوا من فورهم الى مقر المؤتمر الوطني وقامو بقذفه بالحجاره وحطموا اعداداً كبيرة من الكراسي بالدار.
    ومايزال الكر والفر مستمرا بين المتظاهرين والشرطة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..