مقالات وآراء

التخوين .. يعيق مسيرة الثورة!

نجيب عبدالرحيم

ضيق الأفق قد يجعلنا جزءاً من أدوات عدونا الذي نعرفه جيداً ولذا يجب أن لا ننظر إلى المشهد من زاوية واحدة فالمشهد السوداني أصبح مربكاً ومعقداً تعقيداً يصعب معه التمييز بين أعداء وأنصار الثورة فالقراءة الصحيحة والنظرة الثاقبة لمجريات الأحداث المتسارعة في وطننا الحبيب من منظور أشمل قد تجلي بعض الحقائق بما يمكن تأسيس المواقف عليها على مستوى الأفراد والجماعات.

ما يدور هذه الأيام في كل وسائل التواصل هو تجريم حاضنتنا السياسية (القحاتة) ورميهم بكل الموبقات بغية الإجهاز عليهم وقد تبنت أدوات النظام المباد هذا الملف وأصبح شغلها الشاغل .. لو نظرنا إلى المشهد من منظور أشمل سندرك حجم المؤامرة على الثورة الديسمبرية المجيدة للقضاء على الثورة بالإشاعات والطلس والتخوين لثوار وتروس لهم دور كبير في الثورة يصفونهم بكلمة كوز من قبل الفلول وأيضاً للأسف الشديد من بعض الأحزاب في الحاضنة السياسية عندما تختلف معهم يطلقون هذه الصفة التي اصبحت في نظر الشعب السوداني الكوز هو الحاقد الفاسد والنذل والحقير والخائن واللص والقاتل والمغتصب.
ليس دفاعاً عن القحاتة ولكن دفاعاً عن الثورة ودماء الشهداء .. القحاتة رغم إندياحهم وتناغمهم مع العسكر وفشلهم الكبير في إدارة الدولة وأصبحوا في نظر الشعب انهم طلاب مناصب ونسوا دماء الشهداء الذين رووا الأرض بدمائهم الطاهرة وعبدوا أمامنا طريق الحرية .. لا يمكن أن يتفقوا مع العسكر على فض الإعتصام بهذه الفظاعة والوحشية وللاإنسانية .. القحاتة لا يثقون في العسكر إطلاقا وأذكر قبل سنة ونصف في مكالمة هاتفية بيني وبين خالد عمر (سلك) الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني وزير شؤون مجلس الوزراء الحالي حول شراكة العسكر في السلطة حيث قال أنهم لا يثقون في العسكر ولكن مضطرين للمشاركة معهم في هذه المرحلة.

لا ننكر أن هناك أخطاء من قبل حاضنتنا السياسية في صياغة الوثيقة التي ظللنا نعاني منها حتى اليوم وجعلت العسكر يحصلون على نصيب الأسد من ثورة ليس لهم فيها أي بصمة إيجابية وأصبحوا هم أصحاب القرار والكلمة العليا في مجلس السيادة والمدنيين مشاركتهم yes man فقط وصدقت السيدة عائشة موسى العضو المستقيل عندما قالت عنهم لا بهشوا ولا بنشوا يعني تمومة جرتق.

ثورة ديسمبر أهم وأعظم ثورة في تاريخ السودان لأنها كانت ثورة شعبية حقيقية فالشعب السوداني العظيم الذي نجح في إسقاط حكومة الإنقاذ حكومة الذل حكومة الموت قادر على تخطي المرحلة الصعبة لن نقع فريسة مرة أخرى في يد الخونة والعملاء واللصوص والقتلة.
أخر الكلم لن نطالب بإسقاط الحكومة .. نطالب بعزل المسؤولين الفاشلين في المجلسين الوزراء والسيادي.. نطالب بالقصاص الفوري من قتلة الشهداء دون أي تأخير وتسليم المطلوبين للجنائية .. نطالب وزير الداخلية بتأمين خروج وعودة مواكب3 يونيو السلمية وتقع على عاتقهم مسؤولية سلامة الجميع ولا لبس فيها.
الدم قصاد الدم .. المجد والخلود للشهداء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..