أهم الأخبار والمقالات

تفاصيل جريمة قتل الطبيب مجدي ووالدته.. القبض على المتهم في الحدود الشرقية للبلاد

خبير أمني: ليس بمقدور أي شرطة في  العالم إيقاف جرائم القتل

الخرطوم : محمد موسى

في جريمة لم يألفها المجتمع السوداني طوال تاريخه عثرت الشرطة أمس الأول على الطبيب اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى البراحة وبست كير مجدي أحمد الرشيد، ووالدته مقتولين ومقيدين بالحبال وذلك داخل منزلهما بحي العمارات، شرق الخرطوم، في جريمة هزت المجتمع لبشاعتها.

جريمة قتل الطبيب ووالدته لم تكن الجريمة الغريبة الأولى من نوعها التي تحدث بالبلاد، ولم يألفها المجتمع السوداني، حيث سبقتها جريمة قتل وتقطيع تاجر عملة وسائق عربة أجرة أمجاد قبل نحو ثلاثة أعوام بحي شمبات الحريق بمنطقة بحري، ولم تمض سوى بضعة ايام على ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء حتى أعلنت السلطات القبض على المتهم الأساسي فيها وهو أجنبي بجنسية ليبية وابن لأحد قادة الحركات الشهيرة بدولة ليبيا وأعلنت شرطة المباحث القبض على المتهم وقتها بمنطقة الدبة شمال البلاد في الحدود مع دولة ليبيا ليتم الحكم عليه إلى جانب (3) آخرين مشاركين معه في الجريمة بالإعدام شنقاً حتى الموت، كما سبقت جريمة قتل رجل وزوجته بحي (الدناقلة) ببحري وسرقة عربة من داخل المنزل .

ولم تمض سوى عامين فقط على تلك الجريمة التي استنكرها الشعب السوداني حتى أعلنت الشرطة العثور على جثمان فتاة مقطع إلى أشلاء وملقى بمكب نفايات بمنطقة بري وسط الخرطوم، لتكثف الشرطة تحرياتها أيضاً حول ملابسات الحادثة وتعلن بعد عثورها على جثمان الفتاة بأقل من (24) ساعة القبض على المتهمين بقتلها وتقطيع جثمانها وهم السائق الخاص لسفيرة دولة جنوب أفريقيا بالخرطوم، وهو ايضاً أجنبي بجنسية إفريقية، الي جانب تورط من معه في ارتكاب الجريمة طالب طب بإحدى الكليات الشهيرة بالبلاد، وفي اثناء التحريات مع المتهمين اكتشفت الشرطة عن ارتكابهم جريمة مشابهة بقتل فتاة ايضاً وتقطيع جثمانها وإلقائها في منطقة طرفية جنوبي الخرطوم، لتكمل الشرطة تحرياتها على ذمة القضية ولا زال ملف القضيتين في مواجهة المتهمين أمام القضاء .

جريمة بشعة..

ولم تفق العاصمة الخرطوم من كبوة تلك الجريمتين البشعتين حتى تصحو بجريمة أشد بشاعةً عبر إعلان الشرطة العثور على الطبيب مجدي، ووالدته، مقتولين ومقيدين بالحبال بمنزلهما وسط الخرطوم، عقب تلقيها بلاغ من أصدقاء الطبيب أمس الأول الأربعاء، وكشفت الشرطة عن العثور على جثمايني المجنى عليهما، بعد أن فاحت رائحة من المبنى، الواقع بحي العمارات شارع (51).

العثور على جثامين..

يذكر أن الشرطة كانت قد تلقت بلاغاً من أصدقاء الطبيب مجدي، لاختفائه منذ أيام، وعند وصول قوة من الشرطة إلى المبنى اشتمت رائحة غير طبيعية، استدعت تحطيم البوابة، ومن ثم عثرت على جثة الطبيب شبه متحللة ومقيدة بالحبال، فيما عثرت على والدته في طابق آخر مقتولة ومقيدة أيضاً.

ودونت الشرطة بلاغاً بالقتل العمد ضد مجهول بقسم شرطة الدرجة الأولى، ومن ثم شرعت في تحرياتها لكشف ملابسات الحادثة والقبض على المتورطين في قتل المجنى عليهما.

قيادات الشرطة كانت خلف الأبواب المغلقة في اجتماعات مكثفة للتشاور حول الاستعداد الأمثل لتأمين تظاهرات قد أعلن تسييرها أمس 3 يونيو 2021م تزامناً مع الذكرى الثانية لفض الاعتصام الشهير من أمام القيادة العامة للقوات المسلحة في العام 2019م،  إلا أن ذلك لم يمنع الشرطة من أداء واجبها بالقبض على المتورطين في القضية.

ففي الوقت الذي رصدت فيه عدسات الكاميرات أفرادا من الشرطة يقومون بتوزيع قارورات المياة المعدنية على المتظاهرين بشوارع الخرطوم، كان هنالك فريق من المباحث المركزية قد ألقى القبض على المتهم الرئيسي بقتل الطبيب ووالدته وذلك بالحدود الشرقية للبلاد وهو أجنبي بجنسية أثيوبية، وقامت الشرطة بتلك العملية باحترافية عالية وفي زمن وجيز من ارتكاب الجريمة بعيداً عن عدسات الكاميرات لتؤكد بأنها موجودة في أي مكان لتأمين المواطنين وممتلكاتهم .

القبض على المتهم..

وكشفت مصادر شرطية، عن إلقاء القبض على المتهم الأول في القضية أجنبي بجنسية إفريقية في الحدود الشرقية للبلاد، بواسطة مباحث شرطة ولاية الخرطوم، وطبقاً للمصادر فإن الشرطة ألقت القبض على المتهم في وقت مبكر من صبيحة أمس الخميس، وضبطت بحيازته العربة التوسان موديل 2020م المملوكة للطبيب المجني عليه، ونوهت المصادر الى أن مباحث ولاية الخرطوم قامت بترحيل المتهم من الحدود الشرقية للبلاد واحضاره للعاصمة الخرطوم والتحري معه حول ملابسات الحادثة، وشددت المصادر بأن التحريات لا زالت جارية مع المتهم حول ملابسات الحادثة .

جريمة يستشف منها السرقة..

وقال الخبير الأمني عمر عثمان، لـ(الصيحة) بأن جريمة قتل الطبيب ووالدته يستشف من ارتكابها دافع السرقة للعربة التوسان موديل العام 2020م المملوكة للطبيب القتيل، منوهاً الى أن واقعة قتل الطبيب تشير الى أن الجناة دخلوا للمنزل على أساس أنهم مشترين وسماسرة للعربة،  إلا أن الحبال التي وجد الطبيب ووالدته مقيدين بها تشير الى انها أحضرت كأداة تحضيرية لارتكاب الجريمة، لا سيما وأن العقل والمنطق لا يتصور وجود تلك الحبال داخل منزل بحي العمارات بحد قوله، ووصف عمر، حادثة قتل والدة الطبيب بالصدفة، وأرجع ذلك الى نقص المعلومات لدى الجناة التي تشير الى أنهم توقعوا بأن المجنى عليه الطبيب مجدي، يقيم بالمنزل لوحده، وأشار عمر، إلى أن طريقة ربط الجناة للطبيب ووالدته بالحبال تشير الى أن من بينهم من يمتلك خلفية عسكرية، منوهاً الى أن طريقة ارتكاب الجريمة المدبرة مع سبق الإصرار والترصد وطريقة ارتكابها تشير الي جناة أجانب، أو سودانيين ارتكبوا الجريمة تحت تأثير حبوب الخرشة، وتوقع الخبير الأمني عمر، فك الشرطة طلاسم الجريمة وإعلان القبض على مرتكبيها في فترة أقصاها أسبوع من تاريخ ارتكاب الجريمة.

جريمة موجودة ومتكررة..

تناول الكثير من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي جريمة قتل الطبيب ووالدته أمس الأول واعتبروا ذلك مؤشراً للانفلات الأمني بالخرطوم، وفي ذلك المنحى يقول الخبير الأمني عمر عثمان، بأن جرائم القتل تعد من أقدم الجرائم التي عرفتها البشرية جمعاء بقتل قابيل لشقيقه هابيل كأول جريمة قتل، مشدداً على أن جريمة القتل موجودة ومتكررة في كل العالم ولا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال مؤشراً للانفلات الأمني – إلا إذا جرى ارتكابها في وضح النهار وبالشارع العام على مرأى ومسمع الناس، منوهاً إلى أنه لا توجد شرطة في كل دول العالم في مقدورها حماية كل منزل وإنسان من القتل، مؤكداً بأن جرائم القتل ستظل متكررة يوماً بعد يوم في السودان وكل العالم.

وشخص الخبير الأمني عمر، الانفلات الامني موضحاً بأن أولى مؤشرات الانفلات الأمني هي ارتكاب جرائم القتل العمد والنهب والسرقات واستخدام الأسلحة النارية والخطف في وضح النهار بالشارع العام إضافة الى تقييد تلك البلاغات ضد مجهول دون التوصل لمرتكبيها، وأكد عمر، بأن جريمة قتل الطبيب ووالدته بحي العمارات ليست الأولى بالحي، إنما سبق وأن شهد ذات الحي جرائم قتل في عهد الإنقاذ وما قبلها وكذلك عقب ثورة ديسمبر .

ظروف حرب وعدم تدقيق..

وواصل الخبير الأمني عمر عثمان، في حديثه لـ(الصيحة) حول وقوع جرائم خلال الفترة الماضية لم يألفها المجتمع السوداني لبشاعتها ووجود طرف أجنبي فيها، قائلاً بأن الوقاية من تلك الجرائم ومنع تمددها في المجتمع هو ضبط الوجود الأجنبي بالبلاد، ونوه عمر الى أن البلاد وخلال الفترة الماضية ونتيجة لظروف الحروب التي اشتعلت بدول الجوار فتحت أبوابها أمام اللاجئين والفارين من نيران تلك الحروب دون تدقيق في ملفاتهم وخلفياتهم ببلدانهم، مما سمح بدخول مجرمين ومعتادي إجرائم، ونبه عمر الى أن البلاد استفادت من خبرات كثير من هؤلاء الفارين من نيران الحروب ببلدانهم وشكلوا إضافة للمجتمع السوداني في كافة مستوياته، الا أنها في ذات الوقت لم تسلم من مجرمين دخلوا للبلاد وواصلوا ممارسة عملهم الإجرامي وارتكبوا جرائم، داعياً الى ضرورة ضبط الوجود الأجنبي بالبلاد والتحقق من طبيعة وجودهم.

تجفيف الجريمة

وفي ختام إفاداته أكد عمر، أن إعلان الشرطة والسلطات الأمنية سرعة القبض على مرتكبي الجرائم من شأنه أن يسهم في تجفيف الجريمة وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين بأن الشرطة موجودة وقادرة على كشف مرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة .

جرائم خلفها أجانب..

في ذات المنحى يقول الخبير القانوني معز حضرة، لـ(الصيحة) بأن جريمة قتل الطبيب مجدي ووالدته، أمس الأول انفلات أمني الذي تسأل عنه الشرطة، لا سيما وأن الجريمة غريبة ودخيلة على المجتمع السوداني، ولا تشبه طبيعة المجتمع المحلي، مشدداً على أن كثيرا من جرائم القتل والإتجار بالمخدرات يقف خلفها أجانب، وطالب خضرة قوات الشرطة بضرورة ضبط الوجود الأجنبي بالبلاد ووضع سياسات لتنظيم وضعهم، لا سيما وأن جميع دول الجوار لا تسمح للأجانب بالإقامة والعمل بها دون أوراق ثبوتية تنظم وجودهم بها، ورهن حضرة توقف الانفلات الأمني الذي يحدث بالبلاد بتنظيم وضبط الوجود الأجنبي .

الصيحة

‫14 تعليقات

  1. البلد مفتوحة لكل المنبوذين الافارقة شرقا وغربا
    خاصة ناس غرب افريقيا بمساعدة النخب الدارفورية جاو من كل دول غرب افريقيا واتوطنوا في الخرطوم والجزيرة والقضارف ونهر النيل والشمالية وكلهم طمعانين في الحكم لمزيد من السيطرة والتوطين
    الانفصال سمح ياناس قبل فوات الاوان ياجلابة

    1. الانفصال سوف يأتي بعد أن يتشكل الوعي في لدى الشباب في الشمال ومعرفة التخطيط الممنهج لإزالة هوية شمال السودان والدليل الآن اصبحت هناك آفات وممارسات لم نألفها نحن في الشمال وهذا المتبع منذ سنوات طويلة التخطيط وذلك بسبب الفهم السقيم وعقدة النقص التي تفترض أن الشمال هو أمريكا بل في حقيقة الأمر أن الشمال أصبح أكثر بؤساً وفقراً واصبحت بعض البلدات والمدن منسية ولا تذكر من كثرة التهميش الممنهج المتعاقب من الحكومات التي تسعى بتوجيه كامل قواها نحو المناطق المتخلفة وفتح جبهات حروب لفرض حضورها وسيطرتها وبالمقابل نسيان الشمال الذي لا ناقة له ولا جمل في هذه الحروب

  2. بلد هامل كل من هب ودب يدخل السودان بدون اى اجراء قانونى وكمان يسوق امجاد وركشات ويشتغل فى المحلات التجارية كان مواطن . وكمان عاوزين مايقتلوكم ومايسرقوكم.. يجب اليوم قبل غدا خروج كل الاجانب من البلد الا الذين حضر كمستثمرين او حضر كخبراء معهم. ماطلع لى واحد صعلوق من الحكومة ويقل ديل جيران . كفاية الهبل . واى واحد سودانى مايشغل الى اجنبى الا اذا دخل البلد قانونيا ويعرف مكانة اذا قضت الحاجة للقبض علية. ماتكون هبل العالم بتقدم ونحن فى طيبتنا العويرة

    1. أنت تتحدث مثل اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا. في السودان الجديد لا مكان للعنصرية والتمييز.

  3. رحم الله المتوفين …والتحية للشرطة السودانية …وعلى راسها سيادتو …عز الدين الشيخ….

  4. تغمد الله المغدورين بواسع الرحمة والمغفرة واسكنهم فسيح الجنات..معروف البوليس في السودان متفوقين في فك طلاسم اعقد الجرائم برغم قلة الامكانيات.. لابد للمواطن ان يكون سندا للشرطة عبر التبليغ الفوري عن اي شبه جنائية مما يساعد كثيرا في الحد من الجريمة قبل وقوعها..تحياتنا للمباحث المركزية وربنا يقويكم

  5. ناس بتتكلم بالفي راسها واحد يقول ليك الأجانب هم السبب والتاني يقول ليك الانفصال وغايتو كل واحد شايت ضفاري. الجريمة واضحة الزول دا فتح بيته للناس دي لأنهم عايزين يشتروا العربية بتاعته في بيته غدروا بيه وقتلوه. اجانب او سودانيين ما فارقة لان الجريمة واحدة. بس دا على حسب الرواية المنشورة دي. وفي تسجيلات كتيرة منتشرة برواية تتهم أقرباء ه بتدبير الجريمة لخلافات بينهم. والله اعلم أين الحقيقة.

  6. 😂 😂 خبير آمني شنو البيتكلم الكلام الفارغ ده؟!! عفواً.. نسيت الهترشات منقوله من (سخيفة) الصيحه!! ده نوع البيتقال عليه (اى كلااام) وخلاص!!.

    1. الخبير الأمني خدمته في الشرطه ٦ سنوات و ترك الشرطه برتبة النقيب
      صدقت في تحليلك

  7. تحية وتقدير للشرطة السودانية والله انهم رجال يستحقون الثناء والتقدير لكل المجهودات التى يقومون بها
    وكشف الجريمة والمجرمين فى زمن وجيز جدا نحييكم رجال الشرطة والمباحث والامن والمخابرات وربنا
    يحفظ البلاد العباد ونحن لا نقول امنعوا الجيران من دخول بلادنا لكن لابد من معرفة كل شخص يدخل البلاد
    ويعمل بها لظروف فى بلاده والله المستعان

  8. نحن كلنا سودانيين وابناء دارفور يشهد لهم الجميع بحسن الخلق والتدين والاستقامة والمروءة نحن ابناء وطن واحد وكلنا سند لبعض . انفصال شنو ؟؟؟ نحنا كلنا دارفور

  9. هنالك فيديو منتشر للدكتور مجدى …البيشاهده سوف يعرف من الذى وراء قتل الطبيب ربتا يعوض شبابه الجنة بس فقد والله
    ربنا يفضح من ارتكب تلك الجريمة يارب …ولى من يصلح البلد اصبحت فوضى ربك يعين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..