أحلام زلوط

نــــــــــــــور ونـــــــــــار

يحمد لأحداث مصر انها جعلت اهواء الاسلاميين علي اختلافها تتحد في تعاطف صريح أملاه واقع الحال ووشائج القربي والمشكاة الواحدة ..فكان تناولها سيد الموقف بلا منازع ..ولعل جدل التغاطف قدقاد منتقديهم الي الحكم والمقارنة بتجربة الانقاذ وانقلابها الأخير ..ورغم ان (المقارنة) الي حد ما منطقية ..الا ان التبرير لم يعوزهم في الاقناع بان الحال قد تجاوزه الزمن الي حيث الديمقراطية الحقة والشرعية الصريحة ..
وقرائن الاحوال التي جعلت من التقارب واقعا أملته ظروف الواقع وبعض احداث اجتماعية جعلت جل الاسلاميين يطمئنون الي وحدة وشيكة ..تتجاوز الماضي الي حيث متطلبات الحاضر ..استبقتها حوارات ولقاءات ..تجاوزت الرسمية الي اللقاءات المكشوفة التي بنيت علي الصدفة والاقدار .اضافة الي (المصائب) اللائي جمعنا المصابينا..كل ذلك اعطي مؤشرا بالالتئام الخالص ..وبعضهم علي عراقته يحلم في الهواء الطلق صراحة بالتوحد ..ولكن عراقة (الحالم) تقابل بفورة عارمة ..تتجاوز سبق (الشيوخ) الي حيث التحقيق العلني والمساءلة الصريحة ..عن التصريحات والتصرفات …
وعدد السنون يتجاوز العشر منذ قيام مفاصلة الاسلاميين الذي فرقتهم الخلافات أيدي سبأ…تجاسرت خلالها هوة الخلاف واتسعت الشقة ..ولعل تجربة الاسلاميين في الخلاف قد ادخلت الي قواميس السياسة كل العيوب والنقائص في مبدأ الاختلاف ..فقد تحول الي كيد ونبش واتهام وفجور في الخصومة ..جعلت من كثيرين ..يلزمون حاجز الصمت ..بل ويدخلونها حيز (الفتنة)..ولعل تعمق الخلاف قاد الي المتصارعين الي حيز المعارك (الشخصية) وتصفية الحسابات..فرأينا تعنتا وفجورا (مبينا)..كان له تأثيره علي جوهر (الحركة)..فتمايزت الصفوف ..وتشايع (الأشخاص)..وانحرفت الي حزبين لدودين ..فساد أحدهما يكون في صلاح الآخر ..والحق عند الاول محكوم بالبطلان عند الثاني ..وهكذا ..هذا الوضع جعل من المراقبين يحكومون علي تجربة الاسلاميين في الحكم بأحكام شتي..وان جاء اكثرها ميالا للفشل علي ضوء انقسام الاسلاميين وتناحرهم …
مياه كثيرة جرت تحت جسر الاسلاميين .وان كان التقارب (مشروعا)..لكن لم تكن تلك المبادره الاولي ولن تكون الاخيرة امام طوفان الاأماني الحالمة ..ولكنها تلك الأماني دائما تجهض علي نضجها لأسباب عديدة ..قد يكون اقلها ان ابره (الوحدة) لن تتسع لخيوط المتخاصمين ..والتضحية المنتظرة لها قد لاتستقيم مع واقع الحال ..واحد الاطراف قد يتمسك بأسباب الخلاف التي تجاوزها الزمن وكانت سببا في (نكبة) ذلك الزمان ..وبالطبع لن تجد لها أذنا صاغية ..وبالتالي تنسف المبادرة ..
علي ان هناك أسبابا منطقية..باح بها من باح في منصة (القصر)..تدعو للوحدة ..ولكن تلك (الأشواق) تحيل صاحبها للتحقيق والمساءلة .بأعتبارها احلام وأماني تضاهي في خيالها (زلوطا)..ولعل مبعث المفأجاة .ان قناعة احد الأطراف أن الأحزاب المعارضة أقرب اليهم في المودة في من أولئك وأنهم ماضون في إسقاطه بالتحالف معهم …و(الشيخ) يحبذ ذلك …ذلك جعل من باب (المبادرة ) يغلق بعنف في وجوه الحالمين واصحاب الأشواق (النبيلة
أنتظر الاسلاميين (وحدة) تجعلهم يعيدون ترتيب اوراقهم المبعثرة ..لمجابهة تحديات ماثلة تخوف منها عقلائهم ..بتجاوز الخلاف والنظربعمق الي الغاية ..ولكن تلك الارادة تصطدم دائما بالعقبة الكؤود التي تري في استمرار الخلاف دافعا لراحة الطرفين ..فقد تجاوز الخلاف أطر (المؤسسية)..بمراحلها ودرجاتها ليضرب بعمق في اوحال الشخصية ..و(الشيخ) يصرح ..بأن غايتنا إسقاط النظام …

مهدي ابراهيم أحمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. احزاب المعارضة استقوت بالشعبي . والوطني اضعفته (المفاصلة)…احزاب المعارضة إن اطاحت بالحكم الحالي (لا سمح الله) فستقضي على الشعبي الذي هو اساس المشكلة (1989) … والوطني مشكلته الاساسية ان ركابه مصلحجية وبس.
    قرار التئام الاسلاميين لا يقرره امثال كمال عمر (الحاقد) والذي لا يشبه الاسلاميين (من اين اتى)….والقول الفصل للسنوسي ….خليفة الترابي .

  2. الأخ والزميل مهدي
    حيّاك الله
    كان يتبادر الى الأذهان أنّ المفاصلة محض تمثيلية.. تستطيع بها الحكومة إلباس سوءات الماضي للترابي ورهطه.. وما زالت الريبة في الاذهان الى يوم الناس هذا.
    السؤال.. هل أكملت التمثيلية سيناريوهاتها؟؟.. وحصلت على ما كانت تصبو اليه؟؟.. أم أنّ الأمر واجهته رداءة التمثيل وضعف السيناريو؟؟
    لو كانت تمثيلية لانخدع كثيرون داخل المؤتمرين الوطني والشعبي.. وأخرجوا الهواء الساخن داخل صدورهم.. ولو لم تكن كذلك فقد انخدع اكثرهم كذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..