حماقة..!

شمائل النور

في مؤتمره الصحفي بشأن إصلاح الدولة بداية الشهر الماضي، تحدث النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح عن تفضيل سياسة الدولة للصرف على السلام بدلاً عن الصرف على الحرب، وفيما يبدو كان هذا الحديث تبريراً لحجم المناصب الممنوح لحملة السلاح، لكن الواقع يقول إن الدولة تصرف بالجانبين، تصرف في السلام كما أنها تصرف في الحرب.
أكثر من 100 مليار دولار هي تكلفة الصراع المسلح في السودان وفقاً لتقديرات خبراء.. السودان استنزف في صراع دارفور ما قيمته 35 مليار دولار أو يزيد، هذا فقط منذ عام 2003م ? 2009م، ثم أضف إلى ذلك الصراع المسلح بجنوب كردفان ثم النيل الأزرق.. الخبراء الذين تحدثوا خلال فعالية تنظمها جامعة الخرطوم من بينهم وزيرة الدولة السابقة بوزارة المالية عادلت تقديراتهم ما نسبته 233% من الناتج الإجمالي المحلي، تمعنّوا هذه النسبة المذهلة.!

مؤشر السلام العالمي في أحدث تقرير له للعام 2015م وضع السودان في المرتبة رقم 156 من مجموع 162 دولة، ضمن الدول الأقل سلاماً.. عام 2014م جاء السودان في المرتبة 158، أي تقدم مركزيْن فقط.. مؤشر السلام يعتمد على ثلاثة مجالات أساسية، مستوى السلامة والأمن في المجتمع، ومدى تأثر الدولة بالصراع الداخلي أو الدولي ثم مستوى “العسكرة” في الدولة.

الدراسة التي أعدها هؤلاء الخبراء والتي أشارت بوضوح إلى حجم الحماقة التي تُرتكب في حق الوطن والشعب، ينبغي على أقل تقدير أن تجعلنا نعيد التفكير فقط في جانب الصرف هذا.. هذه الأموال المهدرة التي تأكلها النيران دون منتصر هي مال هذا الشعب الذي يموّل هذه الحماقة من جيبه ويستقطع ما هو أكبر من طاقته لاستمرارها، لمصلحة من يحدث هذا؟
منذ العام 2003م وحتى الآن ومع تحوّل الصراع في دارفور إلى صراع قبلي مسلح بشكل كامل، ألا تجعلنا هذه السنوات التعيسة نطرح السؤال: من المستفيد ومن المنتصر؟ وبدلاً من الإجابة على هذا السؤال.. أُشعلت الحرب في جبهتين أخريتين لتتحول أطراف البلاد إلى حرب مستمرة يدفع ثمنها هذا الشعب الذي يرفع شعار لا للحرب، يرفضها بشدة لكن يتحمل تكلفتها مجبراً..المواطن الذي تشتت حقه بين الفساد والحرب لم يختار هذا الطريق لكن يسير فيه بالقوة، وفي نهاية الأمر يحدثونك باسم الشعب.!
=
التيار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الحل في الثورة …ثورة لاتبقي ولاتذر
    ثورة لكنس كل الحمقي والمستفيدين والنفعيين الذين وضعوا الشعب بين مطرقة الحرب وسندان الفساد

  2. أختي الاستاذة شمائل, إصلاح الدولة لا يتـاتى من نظام فاسد في نفسه, جاء النظام الشيطان في ثوبه الكذب زاعما الاسلام ليخدع به الناس, جثم على صدر البلاداكثر من ربع قرن يفرق ليسودوينهار الاقتصاد, يبطش ويدمر, يزج بأبناء الامة في محرقة من الحروب التي ليس لها أول ولا آخر يبدأ سلامهاالفوضوي بفصل الجنوب وتنتقل العدوى غربا لفصل دارفوروطيلة حكمه يدعم في تقلباته الخرقاء منهجية متشعبةلم تخلومن شيعيةوداعشية وقبلية ومخاليط من الهوس السياسي. ما يجري في السودان هو محو لهوية أمة يضيع اقتصادهامقرونا بهويتها في حماقة ذهن هذا النظام المتبلد, فلا تنتظروا مستقبلا وهذا الطاغوت يبث إعلامه الكذب في منتديات ومحافل ومعارض وملتقيات تحمل في ظاهرهاالجدية والهمة والتي لا تبدو للعاقل إلا زخم من ركام هائل بقدر المصيبة التي تلوح وتسد كل آفاق المستقبل. الحماقة مستمرة والارادة الإلاهية تأتي بغتة… غدا يوم تنتظره أمتنا..أنهم قد إفتروا على الله الكذب.

  3. غدا سيستفيق السودانيين علي كارثة اسمها احتلال دارفور وليس انفصال دارفور بمساحة تقدر ب 540 الف كيلومتر مربع وبالامس القريب فقدنا نتيجة حماقة وقصر نظر الجنوب بمساحة 700 الف كيلومتر مربع فهل يا تري كم ستتبقي من مساحة السودان ؟

  4. والله انتي بت فاااهمه فعلا مافي زول منتصر في الحروب دي

    وسولت له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين
    مع انو في نظرتنا العاديه البيقتل هو الرابح
    لكن كلام الله قال يصبح من الخاسرين
    فعلا نحن محتاجيين لمراجعات لفهم الدين من اول وجديد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..