مقالات وآراء

مطار جمهورية نـدى القلعة

مصعب المشرّف

 

أكثر من شخص فرك عينيه ، وظن أنها نكتة وفوتو شوب أو أنه من فعل الصيام . وبعضهم ظن أنها كذبة أبريل ومزحة خفيفة من مزحات السوشيال ميديا . خاصة وأن فخامة الرئيسة ندى القلعة لم يكن يصاحبها وفد مرافق من علية القوم وقيادات الأمن ، ورؤساء الإدارات والأقسام في مطار الخرطوم الدولي ؛ رغم كل ما تتمتع به لديهم من تقدير (واضح) وإعجاب وهيلمان ، ورجاء وكبكبة وهرولة على الحفيان . ثم وكذلك ممارسة ندى القلعة لبساطتها وعدم إعتيادها على مراسم البروتوكول وتمثيل دور الهوانم والناشئات في القصور . حيث لم تنتظر أن يفتح لها سائق سيارتها الباب ففتحته بنفسها وخرجت ثم أغلقته بيدها في صحة وعافية تحسد عليها . وتوجهت بخطوات قليلة ولكنها ثابتة نحو سلم الطائرة التي كانت تبعد عنها أقل من سبع خطوات.

الفيديو الذي وثق الحكاية المشار إليها أعلاه ملأ وسائط المعلوماتية ضجيجاً وإستنكاراً وخوفاً وهلعاً على قيود وإجراءات السلامة في مطار الخرطوم الدولي بات يحمل دلالات كثيرة . ويجب أن لا يمر مرور الكرام دون تحقبق صارم ومراجعة دقيقة لإجراءات السلامة في هذا المطار الذي تعرض خلال الفترة الأخيرة من الميوعة لكثير من أزمات فقدان الثقة سواء لجهة الإجراءات المتبعة في مغادرة ووصول الركاب من البوابات العامة أو تلك الخاصة بصالة كبار الزوار.

ومن أبرز تلك الحوادث ذلك الجانب المتعلق بتهريب الذهب السوداني إلى الخارج.

الفيديو الذي نحن بصدده في هذا المقال تظهر فيه المطربة الشعبية ندى القلعة وهي تدخل مدرج المطار بسيارتها الخاصة التي تتوقف بها عند سلم طائرة “الركاب المدنيين” التابعة لشركة الإمارات . وتنزل من سيارتها وتذهب مباشرة نحو الطائرة وهي تحمل جواز سفرها السوداني العادي وتصريح ركوب الطائرة.

وبالطبع فإن المُلام هنا ليست هي ندى القلعة . ولكن تقع المسئولية على عاتق أكثر من جهة في مطار الخرطوم الدولي . ومن بينهم كاونتر الشركة التي تتبع لها الطائرة بالطبع.

المطربة الشعبية ندى القلعة لا تصنف ضمن أي رتبة دستورية، ولا تحمل جواز سفر دبلوماسي بدرجة رئيس جمهورية السودان أو رئيس لدولة أجنبية زائر حتى يسمح لها بتجاوز كل الحواجز ودخول مدرج المطار بسيارتها الخاصة حتى سلم الطائرة .

لا بل نرى في هذا الفيديو أن ندى القلعة قد تجاوزت حتى الذي توفره البروتوكولات لرؤساء جمهوريات الدول الأجنبية . الذين عادة ما يتقدمون نحو سلم الطائرة مشاة على أرجلهم بعد إنتهاء مراسم الوداع الرسمية . أو يتقيدون بركوب سيارات المراسم الرسمية المملوكة للدولة وتحت إشرافها الأمني.

إجراءات السلامة والأمن والجمارك في مطار الخرطوم ليست حكراً على إدارة الطيران المدني وحده . ولكن هذه الإجراءات محكومة بشروط عضوية السودان لمنظمات دولية مختصة بسلامة ركاب الطائرات المدنية التي يجب أن يلتزم بها كل مطار دولي عضو في منظمة الطيران المدني الدولي.

وإلى جانب منظمة الطيران المدني الدولي هناك أيضاً الإياتا التي تنسق وتنظم علاقتها مع منظمة الطيران المدني الدولي . ومن ضمن مسئوليات هذه الإياتا ضمان سلامة الركاب .

وهناك أيضاً شركات إعادة تأمين دولية يهمها بلاشك إلتزام إدارة الطيران المدني في كل دولة بشروط السلامة والتقيد بها في تعاملها مع الركاب . وخاصة تلك التي تتصل وتلتصق إلتصاقاً مباشراً بسلامة الركاب .

المسألة المطروحة للنقاش والقلق الآن ليس في ندى القلعة كشخص . ولا يؤيد هذا المقال كل تلك العاصفة من الإساءة التي تعرضت لها ندى القلعة بسبب هذا الفيديو. ولكن القلق يكمن في أن هذا الفيديو يعطي مؤشراً بأن هناك قيود وإجراءات قد تم إهمالها عن قصد . وأن هناك ثغرات أمنية خطيرة في هذا المطار يتم تجاوزها …. وهناك إستهتار مزمن وفوضى عارمة في كل مرمفق من مرافق وأقسام هذا المطار المحتضر.

وأنه إذا كانت مطربة شعبية يسمح لها بمثل هذا الإختراق الأمني الخطير . فلاشك أمن هناك أخرون يسمح لهم بمثل هذا الإختراق وأكثر منه.

حتى هذا الرصد الدقيق والذكي بالكاميرا لإختراق ندى القلعة للإجراءات الأمنية في هذا الموقع البالغ الحساسية الأمنية . وتصويرها بموبايل ذي عدسات بكفاءة إلتقاط تقني ملحوظ . ثم بث الفيديو من خلال وسائط المعلوماتية واسعة الإنتشار يشير إلى أن هناك أكثر من جهة (سياسية) تتصارع في هذا المطار الدولي وهذا مؤشر ومصدر قلق أمني آخر .

ومن نافلة القول أن هذا الفيديو لامحالة سيصل إلى منظمة الطيران الدولي والأيايتا وشركات إعادة التأمين في الخارج . ولن يمر مرور الكرام ، وسيثير الكثير من التساؤلات والقلق لدى هؤلاء على مدى تقيد السودان بإجراءات سلامة الطيران المدني.

ومما لاشك فيه أن الفوضى العامة التي تعاني منها البلاد اليوم ، وحالة عدم الإستقرار السياسي هي المسئول الأول في ظاهرة السيولة الأمنية والإهمال والتخريب المتعمد لكل ما يتصل بسيادة الدولة على أراضيها بل وحتى عاصمتها المثلثة . ناهيك عن ولاياتها وأطرافها التي يبدو أنها تتحول شيئاً فشيئاً إلى دول مستقلة داخل دولة .

ولأجل ذلك لا نستغرب من إنعدام الثقة بالسودان الذي نستشعره ونتلمسه في علاقاتنا بالخارج .. وهي عدم ثقة إذا كان البعض لا يستشعرها أو لايبالي ويهتم بها لأكثر من سبب . إلا أن ذلك لا يقلل من خطورتها على حاضر البلاد ومستقبلها المنظور . وأنه لن يمضي وقت كثير حتى يصبح السودان أكثر من رجل أفريقي يحتضر وليس مجرد رجل أفريقيا المريض.

ما الذي يضمن أنه لو إستمر حال مطار الخرطوم الدولي على هذا الحال من التسيب ونهباً  للمحاصصة في التعيينات والتوظيف التي تسببت في جلوس البعض على مناصب ومواقع مسئولية أكثر تعقيداً من مستويات دراستهم الأكاديمية وإعدادهم وتأهيلهم وخبراتهم المكتسبة وكفاءتهم وذكائهم ، ثم المكايدة السياسية التي تتسبب في مثل هذه الإختلالات في شتى المرافق بالإدارة الواحدة وداخل كل وزارة ؛ ناهيك عن إحتمالات رصد أي كتيبة فلول إرهابية لمثل هذه الإختراقات . فتستغلها بوضع متفجرات ذكية داخل حقائب وسيارة هذه المطربة الشعبية أو سيارة ذلك المطرب المجبول على الترديد والتفليد . وغيرهم من الذين يتمتعون بعلاقات خاصة مع مسئولين في المطار وخارجه أقل ثقافة وتأهيلاً منهن ومنهم . إعتلوا مناصب خطيرة بالمحاصصة ليس إلاّ ، في زمان تعيش فيه البلاد حالة من الغيبوبة؟ .

 

‫14 تعليقات

  1. بلا سلامة المطار بلا اجراءاءت امن السلامه اهم شيء سلامة ندي القلعة ودي المهم الم ترى ماحصل هذا الشيء الطبيعي . بعدين سيبك من امن المطار ومدير المطار وموظفي المطار وكل الاجراءاءت الامنية والدولية هناك جهة عليا تكسر كل البرتوكولات والسلامة والامن لجهات بعينها وفي اوقات معينة وانتهاكات بعينها نظام تحدي في ظل اللادولة . بعدين تجاوز بنسبة 1% نسبة ضئيلة . يجب قبض الصحفي الذي نشر هذا الموضوع .

  2. تبرير مسؤولى مطار الخرطوم لما حدث أن هذه خدمة تقدم لكل مسافرى ال V.I.P و لكل من يدفع مقابل ذلك, وقد يكون مطار الخرطوم المطار الوحيد فى العالم الذى يقدم مثل هذه الخدمات دون مراعاة للثقرات الامنية التى قد تنتج عن ذلك, الخلاصة استهتار واضح بألنظم و القوانين الداخلية و الدولية و ان كان كل ما حدث ليس مستغربا فى مطار ظل دائما تسوده الفوضى و عدم الانضباط و مشرفى اجراءته و ادارته غير مؤهلين هذا غير القصور فى النظافة و المظهر العام لموظفيه وللمكان نفسه, أقل ما يوصف به أنه شبه كرخانة.

  3. دي المدنيه و الثوره اللي عايزنها يا اوباش
    حكمكم حمتي القاتل الرباطي و عرمان التافه و زنوج غرب أفريقيا
    اسه بتبكي علي مطار الخرطوم

  4. لااسف مقال يفتقد للمصداقية و التحري و يشمل كثير من الجهل .
    من المعروف ان صالة كبار الشخصيات ( vip ) هو صالة تقدم خدمات لكبار المشخصيار و هى صالة خاصة يدخلوها الاشخاص برسوم . لكن يتم فيها كل الاجراءات و توجد كل الوحدات فى الصالة كالجمارك و امن الطيرات و غيرها و توجد فيها اجهزة التفتيش . ولا يمر اى ضيف الا بعد اكمال الاحراءات كاملة . و السيارات الظاهرة فى الصورة تتبع للصالة مثلها مثل البصات التى تنقل الركاب من الصالة للطائرة . توجد هذه الخدمة مع السيارات فى كل للمطارات . فلا احد يستغرب الا من ليس لديه معلومات عن صالات كبار الشخصيات فى المطارت . ويدخل الصالة اى شخص فقط يتم دفع الرسوم مسبقا .
    كسرة :
    (انت شكلك ماجربت صالة كبار الشخصيات )

  5. كان من الأفضل أن ترجع الي إدارة مطار الخرطوم قبل كتابة هذا المقال.
    الخدمه متاحه لأي شخص بما فيهم (انت) وهي تقدم من شركة ساس مشغل صالات كبار الشخصيات بمطار الخرطوم مقابل رسوم تدفع لها .
    علما بأن كل الإجراءات الهجريه والجمركيه والامنيه تمت علي اكمل وجه والصوره المطلوبه تماما .
    كما انني أدعوك لتطلع علي تقرير المنظمه الدوليه للطيران المدني (الايكاو) في تفتيش الاخير للسودان وكيف اجتازت المطارات السودانيه هذا التفتيش وماهي التوجه التي حققتها مطارات السودان وسلطة الطيران المدني فيها (قبل أن تستل قلمك وتكتب

  6. هي طلبت خدمة مدفوعة الاجر من سلطات المطار وهذا معمول به في كل الدنيا، ايه وجه الغرابة.
    ما عارف كاتب الموضوع دا قبل كدا ما سافر بي طيارة ولا شنو؟

  7. انا لقيت تعليق اخر قالو في صالة كبار الزوار ممكن تطلب عربيه تابعه للصاله توصلك لغاية باب الطياره والله اعلم

  8. والغريبة كانت معنكشة بكمية من الذهب يجيب ثمن سيارتها عشرة مرات وما اضطرت تستخدم امانة المرأة حقتها عشان تدسو فيهو زي باقي زميلاتها مهربات الدهب المسكينات البتفتشن ويبهدلوا حالهن .

  9. يا اخي خليك من ده امشي شركة مطابع العملة وشوف الحاصل شنو. هل سمعت بشركة سواء ان كانت عامة او خاصة تشتري سيارات وأراضي للموظفين ويدفعون بالتقسيط على مهلهم. وابحث عن واحد خريج فنون وعنده دكتوراه في الحكم المحلي وهو الكل في الكل زمان كان حاميه الطفل المعجزة والان صلاح جماع.

  10. الكلام دا الواحد ممكن يقبلو من زول عنقالي ساكت لكن واحد كاتب عامود وما عارف الخدمات مدفوعة الاجر التي تقدمها صالات كبار الزوار تتضمن مثل هذه الخدمة؟
    ايه الفضايح دي وتاني الحايقرأ ليك منو ما دام قاعد في الصقيعة ساكت ما عارف طظ من سبحان الله!

    1. وايه غريبة في الموضوع؟!!
      يعني بقت بس علي ندي؟!!
      ما علي الكرتي طلع من المطار ولا واحد ساله!!
      محمد الطاهر ايلا طلع برضو من بوابة المطار وما لقي اي صعوبة!!

  11. السؤال هل خدمات ال VIP لها سيارات خاصة داخل المطار تنقلك بعد انتهاء الإجراءات الى الطائرة ام من بيتكم وبسيارتك زي الميناء البري
    كل المطارات التي لها مثل هذه الخدمة عندها قيود من سلطة الطيران ومعروف الدخول والخروج
    سافرت من مطار الخرطوم على السعودية تم تفتيشنا في سلم الطائرة من قبل الامن السعودي بزي الخطوط السعودية كانهم مضيفين وبعد انتهاء عملية التفتيش اخذوا مقاعدهم معنا في الدرجة السياحية يعني انهم لم يكونوا ضمن طاقم الضيافة وهذا يؤكد انهم لا يثقوا في اجراءات السلامة
    وبعدين اي ضابط ممكن يخلص ليك الاجراءات ويعمل ليك الخروج وويستقبلك قبل دخول صالة الجوازات نحن بلد العلاقات والصحبة والقرابة

    1. كل مطارات العالم تقدم خدمات رجال الاعمال ولكن لا يسمح لك القدوم بسيارتك الخاصة هل سيارات الخدمات الخاصة كلها لاندكروزر ام باصات مكيفة او حافلات او صوالين نوع وماركة محددة معروفة لدى سلطات المطار العارفين بان السيارة تابعة للفنانة وليست ملك للشركة رقم اللوحة ولون السيارة وشهادة البحث اقول لانها سيارة الفنانة لانها معروفة زي الساونا سيستم بتاعها نفس رقم اللوحة واللون

  12. مطار الخرطوم سداح مداح اذا كان الصحفي عادل سيداحمد عنده تصريح دخول الساحات والتازمات وهو صحفي جربندي استلم صحيفة الاب الصحفي الجليل رحمه الله بعلاقاته يمكن ان يستقبلك عند سلم الطائرة ايام الكيزان
    مطار الخرطوم زريبة مواشي اي ست شاي يمكن ان تشحن لك عفشك مجاني وناس الامن ممكن يقدمون لحدي باي الطائرة وكله بحقة ما اثر التهريب والردود التي عقلت على هذا المقال اظنه راي السوط لحقهم فانبروا يقللوا من الحادثة لانها موثقة بفيديو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..