الإسلام السياسي في عنق الزجاجة

مرت على الإسلام السياسي في العالم العربي مرحلتين محوريتين، الأولى: انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، والغزو السوفييتي لأفغانستان، والحروب العربية الإسرائيلية، وما نتج عنها من صعود حركات الإسلام السياسي على الساحة، وتشكيل بعضها أجنحة عسكرية مؤثرة وصانعة للأحداث.
والمرحلة الثانية: ثورات الربيع العربي، التي مكنت حركات الإسلام السياسي من الظهور الشرعي على الساحة والوصول إلى السلطة كما حدث في مصر وتونس.
في الثمانينات والتسعينات لم تتمكن معظم القوى السياسية الإسلامية من الحصول على الشرعية اللازمة لممارسة الحياة السياسية ، مما أذى إلى تحولها إلى حركات معارضة أيدلوجية وسياسية وعسكرية محظورة ، لا سيما في العراق ومصر والجزائر ، وبالرغم من دعم الحركات الإسلامية في نضالها ضد الاحتلال السوفييتي في أفغانستان ، إلا إن الحكومات العربية فشلت في استيعابها بعد عودتها من أفغانستان ، علاوة على أن تكوينها مبنيا في الأساس على العصبية الدينية والكفاح المسلح ، وهما عنصرين مؤثرين لازمين في خوض الحروب ذات الأبعاد العقائدية، بحيث لا يمكن أن تتفاعل مع الحياة الوطنية القائمة على التنظيم المدني والسلم الأهلي ، مما حول معظمها إلى خطرا على النظام العام والأمن الوطني.
ولكن بعد الثورة الإيرانية ودعمها الواسع لقوى الإسلام السياسي ودخول بعضها في الكفاح ضد الكيان الإسرائيلي كما في لبنان وفلسطين ، وتحقيقها انجازات عسكرية يعتد بها ، وعقب ثورات الربيع العربي ، تهيأت الأرضية لقبول قوى الإسلام السياسي كعناصر سياسية جديدة تمتلك مشروعا قابل للتنفيذ ، طرح على كونه قد ينجح في انتشال بلدانها من معضلاتها المستعصية التي ساهم في نشوئها فشل الأنظمة العربية في أداء واجباتها الوطنية ، ومن هنا دخلت قوى الإسلام السياسي الساحة من أوسع أبوابها ، ولكن بعد أكثر من عقدين على نشوئها كقوى منظمة وفاعلة ، وبعد مرور ما يناهز الثلاث سنوات من ثورات الربيع العربي فإننا نجد أن الإسلام السياسي في وضع لا يحسد عليه ، ويمكن القول انه على وشك الفشل الذريع ، على غرار الأنظمة التي انتقدها وساهم في الإطاحة بها ، ففي تونس فشلت حركة النهضة الإسلامية في فرض مشروعها الأيدلوجي بعد أن جوبهت برفض شعبي واسع النطاق، وفي النهاية اقر دستور مدني يحظر توظيف الدين في السياسة ، ويمنح النساء حقوق مساوية بالرجال، ولا يلزم أن يكون الدين الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع ، ويكفل حرية العبادة لجميع الأديان.
كما رضخت حركة النهضة لمطالب الأحزاب العلمانية بالتنحي عن قيادة الحكومة في المرحلة المقبلة، ويستبعد الكثير من المحللين فوزها في الانتخابات التشريعية القادمة
وتشكيلها للحكومة ، بعد إخفاقاتها المتتالية في إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الماضية.
في مصر أقصيت حركة الإخوان المسلمين عن الحكم بعد سنة واحدة قضتها في السلطة، حيث فشلت فشلا ذريعا في إدارة البلاد وأدخلتها في أزمات سياسية متلاحقة ، وأخفقت في حل مشاكل الشعب المصري الاقتصادية والأمنية ، علاوة على تسببها في تدهور علاقات مصر الخارجية ، مما أدى إلى نشوء موجة ثورية ضدها ، تدخل على إثرها الجيش في 30 يونيو 2013 لصالح ملايين المتظاهرين وأنهى حكمها ، وكانت ردة فعل حركة الإخوان ومن يدور في فلكها عنيفة، حيث اندلعت التظاهرات غير السلمية وأعمال العنف والعمليات الإرهابية ، وردت الدولة المصرية التي يقودها العسكر بحظر حركة الإخوان واعتبارها حركة إرهابية واعتقال الآلاف من أعضائها وأنصارها.
في السودان أذى فشل الإسلاميين إلى تقسيم البلد الذي كان يعتبر الأكبر أفريقيا وعربيا،
فقد انفصل جنوب السودان وأصبح دولة مستقلة، وهناك أقاليم أخرى في البلاد معرضة لنفس المصير، ورئيس البلاد عمر البشير مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكابه جرائم حرب في دارفور ، ويعتبر أول رئيس دولة مطلوب القبض عليه وهو لا يزال على رأس السلطة!!
في العراق فشلت الأحزاب الدينية الحاكمة في إدارة شئون البلاد حتى الان، ويعاني العراق من التشرذم والفوضى والنزاعات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية ، بالرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على إمساكها بالسلطة ، ويعتبر العراق اليوم من الدول الفاشلة ، حيث وضع في المرتبة الحادية عشر في إحصائيات 2013 ، من بين عشرين دولة عدت الأكثر فشلا حول العالم !!
واحتل المرتبة 155 في قائمة الدول الأكثر أمنا وسلاما، حيث وضع في ذيل القائمة سابقا الصومال بثلاث نقاط!!
أما في لبنان فيواجه حزب الله خطر محدقا به كتنظيم سياسي وعسكري يفوق الدولة اللبنانية وكافة الأحزاب السياسية والقوى الطائفية قدرة وإمكانية، ويشكل جناحه العسكري جيشا أكثر قوة وتسليحا من جيوش بعض الدول العربية، فحزب الله يعيش كابوس فقدان احد أهم داعميه ومموليه ألا وهو النظام السوري، وفي حال تحقق ذلك فان حزب الله سيواجه خطرا محدقا يتمثل بقيام حكومة معادية له (بسبب دعمه لنظام الأسد وما نتج عنه من سفك للدماء مشوب بنزعات مذهبية وطائفية متشنجة) سوف تحاصره من مختلف الجهات، وتعزله عن إيران، وتضعف جبهته الداخلية وتستقوي عليه أعدائه في الداخل والخارج.
وان نجا حزب الله من هذا الخطر فان عليه أن يواجه خطرا آخر ألا وهو المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، حيث يحاكم فيها مجموعة من أفراده، وان صدر الحكم ضدهم، فانه مطالب بتسليمهم وإلا فانه قد يتعرض لعقوبات دولية صادرة عن مجلس الأمن، قد تتراكم عليه ، لتختتم بقرار دولي بالتدخل العسكري في لبنان.
في البحرين فشلت الحركة الإسلامية الشيعية في استقطاب التعاطف الإقليمي والدولي معها، وتمكنت الحكومة البحرينية من السيطرة على الأوضاع مرة أخرى ، وخرجت وهي قادرة على التحكم والسيطرة وبيدها الكثير من الأوراق ، بينما احترقت الكثير من أوراق المعارضة الإسلامية ، فقد تيقنت القوى الإقليمية والدولية بأنها تسعى لإنشاء دولة دينية تديرها الأغلبية الشيعية ، على غرار إيران والعراق ، وان أطروحة الملكية الدستورية يراد به إبقاء العائلة المالكة مجرد اسم بلا رسم كمرحلة أولية فقط ، ريثما تتمكن من القفز عليها وتحويل البحرين إلى جزء من المحور الإيراني في المنطقة .
أما في اليمن فان الأمور تتجه نحو إقامة دولة مدنية اتحادية ، وفي حال قيامها واشتداد عودها ونجاحها في أداء مهامها فسوف تضمحل قوى الإسلام السياسي المتمثلة بالحوثيين والسلفيين شيئا فشيئا وتتحلل أجنحتها العسكرية، بما يمهد لحياة سياسية خالية من الشوائب والنزعات المذهبية والطائفية ، وسيادة فكر ديني معتدل ومتوازن في المجتمع اليمني.
أما في فلسطين فقد أذى إخفاق حماس في إدارة الحكومة الفلسطينية وفشلها في الممارسة السياسية السلمية والديمقراطية إلى حدوث شرخ وطني فلسطيني يتمثل بانفصال إداري وسياسي بين غزة والضفة الغربية، ومنذ سنوات وحماس تحكم القطاع من دون اعتراف إقليمي ودولي ، وتواجه اليوم عزلة سياسية وحصار اقتصادي خانق، خاصة بعد خروجها من المحور الإيراني ، بتأييدها للثورة السورية وإنهاء تحالفها مع النظام السوري، فقد جمدت المساعدات الإيرانية وطردها حزب الله من لبنان ، وكانت الضربة الموجعة بسقوط نظام الإخوان المسلمين في مصر، واتخاذ السلطات المصرية الجديدة مواقف عدائية ضدها ، ولم يبقى لها سوى حكومة رجب طيب اردوغان التي تواجه هي الأخرى احتمال الرحيل في الانتخابات التركية القادمة ، لتواجه حماس بعد ذلك خطر الانهيار من دون أن تخسر إسرائيل رصاصة واحدة!!
اعتقد أن الإسلام السياسي في عالمنا العربي يسير إلى نهايته المحتومة ، وان كان بوتيرة تبدوا بطيئة ، وذلك بعد فشله الذريع في تنفيذ مشروع ناجح ينتشل المجتمع العربي من وحول معضلاته الشائكة، على غرار الأحزاب والأنظمة الشمولية التي حكمت العديد من البلدان العربية منذ القرن الماضي، وارى أن ذلك يأتي في إطار السيادة الطبيعية للفكر المدني الليبرالي في أرجاء العالم ومنه عالمنا العربي ، وان الوعي العربي يتجه نحو ترسيخ الفكر المدني الدستوري ، وفصل النظم الروحية عن الحياة السياسية ، وإنشاء أحزاب سياسية برامجيه ، والعزوف عن تأسيس الأحزاب الأيدلوجية ، فان كان هذا حقا فان عالمنا العربي سيخرج لا محال من نفق التخلف والانحطاط وسينهض من كبوته ليسير باتجاه إنشاء كيان حضاري جديد قائم على
المدنية والدستورية والدولة القومية الحديثة.
عشية صياغة النظام الدولي : حتي لا تضيع الأمة ثورة العراق هي الحل
يوغرطة السميري: المهدية – تونس
1- انطلاق مقاومة العراق للإحتلال بالتوازي ويوم حصوله مسفهة رؤية الكل ان كان من ذوي الفكر أو الفعل السياسي و الإعلامي ؛ سواء من كان منخرطا باعجاب في لعبة الصدمة و الترويع، أو من أحني رأسه ان كان فردا، أو قوة دولية،أو دولة من دول المحيط، و تمكنت بفعلها الإرادي رغم الحصار من جعل الأمركان يغرقون في مستنقع احتلالهم للعراق،و يلعقونها كإستراتيجية لقرنهم الذي بشر به مفكريهم و دعاتهم بكل مذلة الهزيمة المعنوية ان كان سياسيا أو أخلاقيا و واقعا علقما بما أشرته من أزمة ان كانت اقتصاديا واقعها لازال فاعلا، أو عسكريا بما أصبح يعبر عنه – المثال العراقي – لتنكفئ معولة علي لعبة المخابرات – صناعات الذكاء البشري – الذي تؤشره حجم الموازنة التي نمت من 2 مليار دولار سنة 2003 الي أكثر من 5 مليار دولار سنة 2005 الي 10 مليار دولار سنة 2012 و انتشار فعلها من 75 دولة بصيغة أدوات رشوة أو تفجير الأزمات الي 138 دولة لذات الفترة…بما أشر انتقال الفعل من الصدمة و الترويع ( القتل المباشرللشعوب )الي ما سمي تسرب مرن ( قتل الشعوب نفسها بنفسها ) دون التخلي عن الطموح الذي من خلاله استهدف العراق بالإحتلال و العمل علي اجتثاثه ان كان بصيغة شعب معلن الهوية أو كمجال جغرافي هو جزء من جغراسياسية لوطن يمتلك من عوامل التوحيد الحقيقية بما يجعل عوامل الإنقسام و التشظي غير مرئية لا بل حتي وهمية وليست ذات قيمة معنوية اسمه الوطن العربي… افراغ المقاومة العراقية استراتيجية الصدمة و الترويع من زخمها المعنوي و انتقالها الي استراتيجية مرتدة علي مطلقها ادارة الشؤم الأمريكي جعلها تنتقل لتفعيل الهدف الأساس الذي جعل العراق علي قائمة اولويات الفعل الأمريكي المؤسس لما يطمحون اليه من قرن أمريكي بالكامل منذ 2004 من خلال اشعال شرارة الحروب الأهلية، و تفجير الصراعات الطائفية و المذهبية و الإثنية فيه بصيغة اتقاء الهزيمة الشاملة لا بل مارستها في أكثر من ساحة عربية لتعميم الحالة كاغتيال الحريري سنة 2005، و بما تفرزه حرب لبنان الذي فجرها حسين نصر الله من تداعيات سنة 2006،و بتسريع خطابات التقسيم و التقابل بين جنوب السودان و شماله الذي أوصلته الي مداياته بالتوافق و نظام البشير القذر، و قد وجدت في الأجندات الإقليمية ان كانت ايرانية – فارسية، أم تركية – أردوغانية ضالتها بمعاداة الأولي اعلاميا و التحالف حد الصداقة الإستراتيجية ميدانيا و بالتلميع و التأهيل الإعلامي للثانية لتفعيل التحشيد الطائفي من خلفها، بما يجعل من العربي لا يري ما يستهدفه الا من خلال احدي المرجعيتين الدخيلتين منقذا له من النفق المظلم الذي دخله بعد احتلال العراق و تفويت المرجعية الشكلية فيه لا بل المساهمة في ذلك ان كان بصيغة دول أو بصيغة “جامعة عربية” كمؤسسة جامعة. أرضية اعلامية و سياسية وظفت أيما توظيف مع اندلاع الحراك الشعبي ليقع تحريفه بفعل فيالق – صناعات الذكاء – التي تنامت حد أن العربي اذا ماسئل : كيف تري مستقبلك كعربي في ظل هكذا وضع ؟ فلن تجد الا الجواب القائل “هذا مرهون بواشنطن أو باريس أو طهران أو أنقرة ” أي الإستسلام للضياع بحكم كثافة مأسي النفق الذي أدخلت الأمة العربية اليه يوم أن تحالفت مع الأعداء لتدمير مرجعيتها الحامية لها و التي كان العراق بنظامه الوطني مهما قيل فيه يمثلها تمثيلا حاميا و مؤطرا لها. تحريف حوله كحراك من أولا : رؤيته التي صاغها الكبت الداخلي للأنظمة المرتشية أو التابعة و حتي العميلة، ثانيا : ردا علي ازدواجية المكاييل و المعايير التي تقاس بها الأزمات في حلولها عالميا خاصة ما هو متعلق باحتلال العراق ؛ الي مقدمات لحروب أهلية و صراعات طائفية و مذهبية و اثنية لا تتقصد لا البناء و لا التحرير ولا الديمقراطية و لا الكرامة و لا الحرية، و انما تغيير سياسات و خرائط أقطار و ليس حكومات و أنظمة فقط، أي تعميم المثال المخلق أمريكيا في العراق و الذي ألجمته المقاومة العراقية، و وعي أبناء العراق، و بكل ما قدمه الشعب العراقي من تضحيات ان كانت اجتثاثا أو تهجير يعد الأكبر بعد تهجيرالعرب من الأندلس و ان كان يتشابهان من حيث الهدف، أو بكواتم الصوت و بالتفجيرات اليومية، و جعلته حبيس ” كانتون المنطقة الخضراء ” لا يغادرها الا تحت حمايات أمريكية علي يمينه و من فوقه، و حمايات فيالق الميليشيات الفارسية بكل مسمياتها بقيادة قاسم سليماني علي شماله.
2 – صحيح نجحت استراتيجية التسرب المرن (قتل الشعوب نفسها بنفسها ) ان كان ميدانيا في ليبيا و في سوريا و في اليمن و البحرين و أخيرا و ليس آخرا في مصر و تونس، بعد أن قسمت السودان و فرخت في العراق مظلة اعلامية لها اسمها ” الإرهاب “، و صحيح أن هذه الإستراتيجية قد نجحت اعلاميا اذ حولتنا كعرب الي مستهلكين لأمورٍ تُفرّق ولا تجمع، فأصحاب الرأي والفكر والفقه فينا لا يتنافسون علي وضع الحلول حتي و ان اختلفوا فيها، الحلول التي تخلق منافذ مغادرة الأمة و الشعب العربي النفق المظلم الذي أدخلتنا الي الأنظمة المبتورة و المرتشية و العميلة، بل يتسابقون على الفضائيات وعلى المنابر بما يعمق عوامل الانقسام والانحدار والانحطاط حد أن الأخ أصبح يجد في خطاباتهم و منافساتهم ما يعتبره مبرر لقتل أخيه، بما يجعلهم فيلق اعلامي متمم لفيالق – صناعات الذكاء البشري – بعضهم يستقبل برنار- ليفي و بعضهم لا يتردد في استقبال نوح فيلدمان و يسمح له بالدخول الي مؤسسات سيادية و هي بصدد صياغة دستورا للبلاد..و بعضهم لا يتردد في الدفاع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني… و هذا الكل بكل بعضه من هنا أو هناك لا يتردد في القول بالخروج من الأزمات.. يا محترمون هل سيكون الخروج من الأزمات التي نعيشها كمجتمع عربي من المحيط الي الخليج العربي بينما عيوننا معصوبة بسواد الإنقسامات ؟ لا بل الأسوء من كل الإنقسامات أن نري قطرا عربيا قاب قوسين أو أدني من أن يصبح فلسطين ثانية و هذا الكل من أصحاب الرأي و الفكر و الفقه لا يقف حتي بصيغة خطاب مؤشرا علي ما يتقصده كقطر، و علي معاناة أبنائه.
3 – قطار الفعل الأمريكي بعد ان عطلت سكته المقاومة العراقية الباسلة طيلة عشر سنوات، و عراه الحراك الشعبي العربي نري معادلات جديدة في الواقع الدولي و الإقليمي أمامنا بصيغة متغيرات،اتجه الي اعتماد السكك المتعددة لعل أبرزها أولا : اتفاقات ” أوبرا الثمانية الكبار – أوليغارشية المصالح ” علي تخفيف حدة الدماء و القتل المتأتي عن الصراعات الدولية و الإقليمية علي ساحة الوطن العربي و التهيء لرسم سياسات بصيغة مشاريع اتفاق كل بما يضمن له من مصالح ان كانت اقتصادية أو جيوسياسية، ثانيا : حث لاعبيه ايران خاصة و تفعيل ما هو مضمون بالضد من الأردوغانية في تركيا مع اهمال لتوابعها ان كان في تونس أو في مصر، للتسريع في حسم التمكن من الساحات التي لهم فيها أسبقية ان كانت مسلحة أو سياسية، و كلها ذات انعكاسات علي واقع الأمة و مستقبلها، لذلك نري تسريع دموي مع تغطية و تبرير اعلامي في ساحة العراق و تلطيف أو لغط اعلامي في ساحات أخري من ساحات الوطن العربي… ألا يكفي هذا لنتساءل كعرب أين هو موقعنا في هذه الترتيبات عشية وضع اللمسات الأخيرة لنظام دولي قيد الإخراج و علي حساب من ؟ أليس علي حسابنا و حساب مستقبلنا كعرب ؟ و كيف سنؤثر في هكذا ترتيبات و نحن أصبحنا أمة بلا قضيةٍ واحدة، ولا رؤية مستقبلية مشتركة، و لا مرجعية قيادية حتي بالصيغة السياسية العامة ؟ هل غاب عنا من أن الأمة التي لا تجمعها قضية واحدة أو رؤية مستقبلية مشتركة، يتوه شعبها وينقسم ويعيش أسيرَ صراعاتِ الداخل التي تعزّز تدخّلَ الخارج ؟ ألا تشاهدون المحطات الثلاث التي نعيشها و لا نتعاطي معها رغم انها حاسمة في رسم صورة المرحلة التي نحن علي أبوابها من تاريخ البشرية.
? جولات كيري والإستعجال في وضع تسوية لقضية فلسطين “التي كانت” قضية الأمة المركزية.
? مؤتمر دولي في جنيف لتقرير وضعية قطر عربي بعد أن جردوه من سلاح الردع المحدود.
? حرب طائفية في العراق شعارها ” شيعة الحسين ضد أنصار يزيد ” تستهدف انهاء وجود قطر عربي هوية و انتماء.
هل لديكم غير العراق و ثورته حتي نصحح مسارات فعل الأمة بما يضمن استمرارها هوية و يعيد التأسيس لنهوضها ؟
ثورة العراق اليوم كامتداد لمقاومته الباسلة، المقاومة التي جنبتكم الصدمة و الترويع، هي القادرة بانتصارها علي تفويت الفرصة علي أعداء الأمة لصياغة عالم مصالحهم بصيغة المرحلة علي حسابها… ففي كسر الهجمة الفارسية علي العراق تنقشع عصابة الإنقسامات التي فعلها – جيش صناعات الذكاء البشري – من علي أعينكم ان كان بمفهوم الرؤية أو بمفهوم الفعل المؤذي للأمة و الشعب بعد ان تتعري أدوات هذا الجيش المحلية بكل أرديتها و لبوسها ان كانت بصيغة “ماعش” أو “داعش”.