مقالات وآراء

تعظيم سلام لكل المعلمين

محمد حسن شوربجي

ظني انه قد حان الوقت لتكريم المعلم والرفع من شأنه و زيادة اجره وتهيئة البيئة الصالحه لعَمله…
ومن هنا يجب ان تكون انطلاقتنا بالسودان.
فالمعلم هو الشعلة التي تنير طريق الأمة.
حيث يقول فيه الإمام الغزالي:” حق المعلم أعظم من حق الوالدين، فإن الوالدين سبب الوجود الحاضر والحياة الفانية، والمعلم سبب الحياة الباقية فأبو الإفادة أنفع من أبي الولادة”.
و مهنة المعلم هي من المهن السامية والرفيعة والعظيمة،
فهو من ينبني الأجيال.
وهو من يؤهل العقول الفذّة.
ولكن للاسف في السودان يعاني المعلم كثيرا و يتقاضي  راتبا ضعيفا لا يليق بمقامه في تربية الاجيال.
لذا لابد من وقفة حقيقية لتقييمه.
وان كنت اتمني ان يعامل معاملة  العسكريين في بلادي بل واكثر.
وان كان هو  باهمية العسكريين الذين تهتم بهم الدولة اكثر من غيرهم.
فالأوطان لا تقوم الا على كاهل ثلاثة: فلاح يغذيها ، وجندي يحميها ، ومعلم يربي اجيالها.
فتحية تقدير وعرفان لكل معلم ومعلمة.
فمن علمني حرفا صرت له عبداً،
يقول “لي كوان بو “مؤسس سنغافورة “ :
أظن أنني لم أقم بالمعجزة في سنغافورة ،أنا فقط قمت بواجبي فخصصت موارد الدولة للتعليم ،وغيرت مكانة المعلم من الطبقات الدنيا في المجتمع إلي المكان اللائق بهم ، وهم من صنعوا المعجزة التي يعيشها المواطنون الآن ، وأي مسؤول يحب بلده ويهتم بشعبه ، كان سيفعل مثلي “
الآن سنغافورة من اعظم بلدان اسيا ومن نمورها بعد ان كانت فقيرة…
فلقد استبدل “لي كوان”  نظام تعليم  التقليدي بتعليم شامل
ثم دعت سنغافورة عددا من الدول الصناعية الأكثر تقدما في العالم لتأسيس مدارس متخصصة في التدريب الصناعي للمرحلة الثانوية العليا.
وان لا تكون أقل قدرا من التعليم الأكاديمي
فازالوا بذلك نظرة الناس الدونيك  للمدارس والتي كانت تخصص للمخفقين في الدراسات الاكاديمية.
فأصبح التعليم في سنغافورة واحدا من أفضل أنظمة التعليم في آسيا.
و احتلت جامعة سنغافورة الوطنية المرتبة 34 عالميا  في 2010.
و احتلت جامعة نانيانغ للتكنولوجيا المرتبة 73 في سنة 2009.
وبكل هذا الإبداع بني الخريجون سنغافورة الحديثة التي تعد الآن من أعظم دول العالم.
وهنا دعونا نورد بعض الكلمات المأثورة للرئيس السنغافوري والتي كان لها فعل السحر في نفوس السنغافوريين.
فقد قال لهم:
(اصنعوا الانسان قبل أي شيء وامنوا له المرافق والخدمات ثم اجعلوه يستخدمها بطريقة حضارية ونظيفة،
اعيروا  كل التفاصيل الحياتية اليومية كل الاهتمام.
الدول تبدأ بتعليم الانسان وهذا ما بدأت فـيه عندما استلمت الحكم فـي دولة كانت فقيرة جدا.
فساهمت بالاقتصاد أكثر من السياسة،
وبالتعليم أكثر من نظام الحكم،
فبنيت المدارس والجامعات وارسلت الشباب إلى الخارج للتعلم ومن ثم الاستفادة من دراساتهم لتطوير الداخل السنغافوري.
وهكذا بنت سنغافورة انسانها الذي بدوره بني وطنا شامخا.
فاين نحن في السودان من التعليم؟
فالتعليم في بلادي مازال يحمل كل بصمات الجهل الكيزاني.
وبعد الثورة هبت جموع المهوسين ضد مناهج القراي الجديدة والتي صيغت بطريقة علمية حديثة.
وفقط لان القراي جمهوري وهم يصنفون الجمهوريون كفارا.
وحقا فلقد لعب المهوسين بورقة الوتر الديني واقاموا الدنيا بسبب صورة مايكل انجلو.
وتم الغاء المناهج الجديدة ليعود السودان من جديد للمنهج الكيزاني المتخلف والمشحون بالتحريض ضد غير المسلمين.
اننا هنا اخوتي نرفع صوتنا ان اعيدوا  للمعلم مكانته الحقيقية حتي تنهض الامة.
فما أشرقت في الكون أي امة إلا وكانت من ضياء معلم

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..