هبوط أسعار النفط

إبراهيم ميرغني

تهبط الآن أسعار النفط بكافة أنواعه حتى (مزيج برنت) إلى ما دون 73 دولاراً للبرميل بينما لم تخفض منظمة (الأوبك) في إجتماعها الأخير في فيينا حصص الإنتاج وأعلنت روسيا بالأمس انها لا تعتزم خفض إنتاجها النفطي.

وبينما يبدو إنخفاض السعر مكسباً لمستهلكي الطاقة يخشى الإقتصاديون الخسائر القادمة والتي قد تلحق بمنتجي النفط والبائعيين والتي قد تسبب في إغلاق شركات ومؤسسات نفطية كبيرة على مستوى العالم قياساً لحجم الإستثمارات المالية بقطاع النفط العالمي.

وعلى كل حال فالأسعار المرتفعة للنفط الخام والتي تجاوزت 100 دولار للبرميل خلال السنوات الماضية لم تكن عادلة . وظلت إحتكارات النفط العالمية تجني الأرباح على حساب مستهلكي الطاقة، ويبدو أن العالم مُقْبِلٌ على عصر جديد من بدائل النفط والطاقة سترجع بالنفط إلى سعره الحقيقى هذا على الصعيد العالمي.

أما على الصعيد الداخلي فأسعار المشتقات البترولية لا تتسق مع تكاليف النفط الخام المنتج محلياً فتجني الحكومة أرباحاً هائلة من المنتجات النفطية دون ان ينعكس ذلك على الخدمات الضرورية للمواطنين بل دون أن تظهر حتى بكاملها في ميزانية الدولة وفوق هذا وذاك فإن الحكومة تعلن عن دعم موجود للمواد البترولية قياساً للأسعار العالمية للنفط.

أما وقد هبطت أسعار النفط العالمي فلا حجة للحكومة الآن لزيادة أسعار البترول لكنها لن تتواني عن رفع الأسعار قياساً لعجز الميزانية . وعلى كل فالمطالبة لا زالت مستمرة بكشف أسرار إتفاقيات البترول السوداني لمعرفة أين ذهبت أموال البترول طوال هذه الفترة منذ 1999م وحتى الآن.

الميدان