نحن وترامب بمزاج لاس فيغاس..!

زبدة قول غندور في لقائه بالرئيس بعد العودة من نيويورك هي (واشنطون مقتنعة لكن القرار بيد ترامب).. ولو سألتم أنفسكم عن أول تعليق يخطر ببالكم على حديث غندور ويتفق عليه الجميع تقريباً هو (وترامب هذا يتسم بالمزاجية) إن لم تقولوا (بالجنون).. وبالتالي من الصعب جداً التوقع الجازم بتصرفه أو قراره حتى في الظروف الطبيعية.
وطالما أن وزير الخارجية بروف غندور يؤكد أن القرار بيد ترامب وليس سواه من المؤسسات أو المرجعيات الأمنية والسياسية في الولايات المتحدة والتي هي جميعها الآن مقتنعة بأن السودان أنجز بجدية نجاحاً في المسارات الخمسة تلك فإن عليكم أن تنتظروا مفعول قهوة ترامب بمزاجه صباح الثاني عشر من أكتوبر، لكن مع الأخذ في الاعتبار أن كارثة لاس فيغاس الحادثة الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية كفيلة بتخريب مزاج الرئيس الأمريكي لأبعد حد يمكن أن تتخيلوه.
فترامب من فرط تأثره بالحادث وارتباكه خرج على الإعلام بخطاب ليس به أية معلومات جديدة أو مفيدة فقط التعازي والتعبير عن الألم الذي لم ينتظر به ساعات أخرى قد تمنحه قولاً أنفع يخرج به للناس.
لاس فيغاس فعلت بترامب وبمزاجه ما فعلت وبرغم أن ذلك المجرم الأمريكي الستيني الذي فارق الحياة بعد أن أمطر حشداً من الأبرياء بالرصاص وقتل منهم 59 شخصاً وأكثر من خمسمائة مصاب وجريح.. هذا الأحمق الذي مات دون أن يترك ورقة توضح دوافع وأهداف جريمته تلك ليس بالطبع وبالتأكيد له أية علاقة أو ارتباط بنا يجعل قضيتنا تزر وزر وازرته.. لكن مزاج ترامب الخرب في هذه الحالة قد يكون غير مأمون تماماً.
وبالتالي فإن قرار رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بعد مجزرة لاس فيغاس بأيام سيكون الدليل الحاسم للظن بتحكم مزاجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قراراته..
وشخصياً ومع ترك جميع الاحتمالات واردة لكنني أرجح عدم تأثير الحادثة كثيراً على قرار ترامب بخصوص السودان خاصة وأنه حتى ولو ثبت ارتباط منفذ مجزرة لاس فيغاس ستيفن بادوك بتنظيم داعش الذي زعم قيامه بتلك العملية الارهابية فإن السودان ليست له أية علاقة بنشاطات تنظيم داعش نفسه وهذا صار أمراً معلوماً للمخابرات الأمريكية وللسيد ترامب نفسه لكن وفي حالة تأكيد المعلومات التي تتحدث عن اعتناق منفذ المجزرة للإسلام مؤخراً فإن الحادثة بالتأكيد ستؤثر في هذه الحالة على نظرة الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي للمسلمين بشكل عام والعرب على وجه الخصوص والذين ظلت وضعيتهم عند الشعب الأمريكي وشعوب الغرب تتراجع في كل يوم جديد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
وستكون لترامب خطة جديدة بالطبع قد تقتضي مراجعة قائمة الدول التي كان قد قرر حظر دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة ? وليس من بينها الآن السودان ? وربما أضاف عليها دولاً أخرى فترامب لا يتعامل مع قراراته بدقة علمية بل يعتمد نظرية (الشر يعم والخير يخص)..
لاس فيغاس والتي لا تعنينا ولا تعني قضيتنا على الإطلاق ستؤثر سلباً على مزاج ترامب وبالتالي فليس أمامنا كي نتفاءل بموضوعية إلا أن نراجع أو نتراجع عن فرضية تحكم مزاج ترامب في قراراته بالكامل .. أو لا ننتظر تحقق بشارة رفع العقوبات في 12 أكتوبر.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..