الى من يهمه الامر : تذكروا التاريخ القريب

برغم التحذيرات التى اطلقها عالمون اجانب وسودانيون ممن يحسنون قراءة التاريخ . وبرغم ماحدث بالفعل من حراك اذهل الجماعة واصدقاءهم بل واصدقاء الشعب السودانى فى كل مكان ، الا ان الذين لايعلمون ولايقرأون التاريخ الا بعد فوات الاوان ، من امثال بن على ، لم يضعوا بالا لتلك التحذيرا والتحركات . وعلى أى حال فقد احذر من أنذر !
السيد اوباما لم يسمع لتحذير الواشنطن بوست ، التى دعته لتغيير الموقف من قضايا الشعب السودانى، بعدما رأت بعين الخبرة الطويلة فى قراءة تاريخ الشعوب ، وربما تاريخ الشعب السودانى بشكل خاص ، انه قد بلغ سيل الثورة الزبى . غير ان السيد اوباما لم يستمع ، ربما مدفوعا بدواعى المنافسة الحامية مع الصين وغيرها على ماظهر ومابطن من الموارد الهائلة التى لم تعد سرا .وقد اكد لى هذا الزعم تصريح الدكتور قطبى بان شيفرون وصلت السودان قبل اعلان رفع العقوبات ، ولعل لهذا ارتباط بما دار قبل مدة من لغط حول بحيرة البترول بمنطقة الجزيرة . والحقيقة فان الذهب والبترول والاراضى والمياه لم تعد هى فقط الداعى للتنافس وانما حتى البنى آدم السودانى نفسه ، وذلك للاستخدامات التى اتضح انه يصلح لها حيا وميتا !
غير ان السيد اوباما ، وربما يتبعه السيد ترامب بمالديه من حاسة بيزنسية ، وغيره من الساعين بشدة هذه الايام الى استغلال الفرصة المتاحة للاستيلاء على بعض الاراضى والنفائس والنفوس ، لم يقرأوا تاريخ السودان القريب ، فكما ذكرت فى مقالى السابق ، فان النظامين الدكتاتوريين السابقين ، الذين كانا يحظيان بدعم الغرب واسرائيل ايضا فى الحالة الاخيرة ، قد ذهبا الى مزبلة التاريخ ، والنظامان واصحابهما فى غيهم يعمهون !
وأقول الى من يسمع :ان هذا النظام قد وصل مرحلة لاتنفع فيها المحسنات ، وهو بطبيعته غير قابل للاصلاح ، ان ماتقدمونه من دعم سيذهب مثلما ذهب مئات الامثال من مداخيل حقيقية من البترول والذهب والقروض فى مايسميه السودانيون الاقحاح ” بير أم شب ” ! اى التى تبتلع ثم تقول هل من مزيد ؟ اذا نظرتم ياهؤلاء الى خطط مابعد حوار الوثبة فانكم تجدون ان ابواب الصرف البذخى ستزيد بنسبة كبيرة ، ولااحد يتحدث عن برنامج للتنمية ، أو حتى محاربة الفساد المعلوم لديكم بصورة حقيقية . وعى اى حال فانتم احرار فى التصرف باموال شعوبكم ، ولكن ليست هذه هى القضية . انما القضية هى ان هذه الاموال ستبتلعها البئر المذكورة ،ثم يصل مسعى الشعب السودانى الى مبتغاه المؤكد بلغة التاريخ فى السودان وغيره من بقاع الدنيا منذ ان خلقت وحتى تفنى ! فيحدث لكم ماذكره القرآن الكريم ( ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون … ) الى آخر الآية 36 الانفال . على ان الكفران فى حالتنا يعنى الكافرين بنضالات شعب السودان ومآلاتها !
وعلى اختلاف أهداف هؤلاء واختلاف اساليبهم ومبرراتهم ، الا ان النتيجة ستكون واحدة حسب اعتبارات الشعب السودانى وكل الشعوب المناضلة مثله من أجل حريتها وكرامتها . سيبقى الشعب السودانى وستبقى موارده وامكاناته حتى اذا ذهب الذهب والبترول ، فالانسان هو الذى يصنع الاشياء ، وعندها سيذكر بالخير من وقف الى جانبه ومن وقف على الجانب الاخر وهو يعلم مافعل بهذا الشعب اكثر من علم الشعب نفسه .
الا هل بلغت … ؟