يا البرهان قبل رحيلك في نوفمبر القادم: عجل بتحقيق مطالب الشعب العشرة.

بكري الصائغ
مقدمة:
١-
نشرت صحيفة “الراكوبة” اليوم السبت ١٢/ يونيو الجاري، خبر تحت عنوان “البرهان: سأتنحى متى ما حل وقت تسليم رئاسة السيادي للمدنيين “، ومفاده، ان رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان جدد عزمه على تسليم السلطة في الوقت المحدد للمدنيين. وقال في مقابلة بثتها قناة الشرق اليوم (حتما سأنتحى متى ما حل وقت تسليم قيادة المجلس السيادي للمدنيين) وأضاف (سنفعل ذلك راغبين ومطمئنين وسنظل حراسا للسودان) وتابع (فوراً سأتنحى وأسلم من تتفق عليه القوى السياسية) ونوه إلى من يجرب السلطة خلال فترة الإنتقال لا يفكر فيها مرة أخرى.).
– انتهي الخبر –
٢-
لكن يبقي السؤال مطروح بقوة في وجه البرهان: هل ستودع السلطة بعد ان تحقق مطالب شعبية كانت هي السبب في اندلاع مظاهرات ديسمبر، وهي المظاهرات التي اتت بك للسلطة اليوم؟!!، ام ستغادر مجلس السيادة تمامآ كما دخلتها في اغسطس عام ٢٠١٩ دون تحقيق انجازات؟!!
٣-
اعرف سلفآ ان الرئيس البرهان مثله ومثل من سبقوه في حكم البلاد، وهم: (الفريق ابراهيم عبود، المشير جعفر النميري، المشير سوار الذهب، المشير عمر البشير) لن يقبل باي حال من الاحوال – بحكم انه عسكري – لاجابة عن اي سؤال مفروض عليه ، ولن يقبل النصح او المشورة من اي شخص (مدني) ايآ كان مركزه السياسي او الاجتماعي في البلاد، فكل الضباط الذين تخرجوا من الكلية الحربية قد درسوا مادة الزامية اسمها (الكاكي يعلو ولا يعلي عليه حتي ان كان الدستور والقوانين) وانهم فوق الجميع ، واكبر دليل علي ذلك ما نراه اليوم من هيمنة الجناح العسكري في مجلس السيادة علي زمام الامور في البلاد بشكل انفرادي، وعدم الاعتراف بالمدنيين في المجلس، هم الذين اصبحوا اليوم رغم انوفهم مجرد ديكور في مجلس هلامي لخداع المواطنين ان السودان يحكمه مجلس وطني.
٤-
عندما اندلعت انتفاضة ديسمبر ٢٠١٨ وعمت المظاهرات كل المدن السودانية، كانت المطالب الشعبية واضحة كالشمس، اولها وقبل كل شيء رحيل نظام الانقاذ، وبعد نجاح الانتفاضة طرحت كل القوي السياسية عشرة مطالب ضرورية تمثلت في:
(أ)-
اعتقال البشير والاخرين المطلوبين لدي محكمة الجنايات الدولية، وارسالهم الي هناك للمحاكمة.
(ب)-
ضرورة اعتقال كل رموز النظام السابق وتقديمهم للمحاكمة العلنية.. وملاحقة بقايا فلول النظام عبر منظمة الانتربول الدولي.
(ج)-
حل كل اجهزة النظام السابق السياسية والعسكرية والامنية والمليشيات،
ومصادرة العقارات والممتلكات والمنقولات والاراضي والاموال.
(د)-
حل قوات “الدعم السريع” وسحب كل اسلحتها لصالح القوات المسلحة.
(هـ)-
ضرورة استرجاع كل الاموال التي تسربت للخارج، وخاصة المليارات الخاصة بعائدات النفط منذ عام ١٩٩٩ وحتي عام ٢٠١٩، ومطالبة حكومات ماليزيا ودولة الامارات وتركيا بالتعاون مع السودان في عدم تجميد هذه الاموال السودانية في البنوك.
(و)-
ضرورة مراجعة كل العقودات المتعلقة باستخراج النفط في السودان، والتي ابرمها النظام مع الصين وشركات عالمية كثيرة اجنبية تعمل في مجال التنقيب عن النفط ، وهي عقود واتفاقيات رفض الدكتور/ عوض الجاز الكشف عنها حتي لاقرب الاقربين في حزب المؤتمر البائد، وظلت هذه الاتفيات سرية حتي يومنا هذا، ومن عجائب الامور في ما يجري باروقة رئاسة الجهورية وبالامانة العامة لمجلس الوزراء ، ان اعضاء المجلس السيادي والوزراء في الحكومة الانتقالية الاولي والثانية لم يتطرق احد منهم حتي اليوم علي نصوص هذه الاتفاقيات رغم مرور (٢٦) شهرعلي تغيير النظام السابق!!
(ز)-
ضرورة الاسراع والعمل الفوري علي”هيكلة المؤسسات العسكرية”، وازالة التناقضات والتضارب الموجودة في القوانين العسكرية التي تعمد البشير شخصيآ الاهتمام بوضعها لاثارة البلبلة وسط الضباط والجنود خوفآ من حدوث انقلابات ضده، وكان اسوأ ما في النظام العسكري القائم وقتها، ان قوات “الدعم السريع” كانت مهمتها الاولي قبل كل شيء مراقبة الضباط والقادة العسكريين مراقبة دقيقة في تحركاتهم واجتماعاتهم ، وان قوات “الدعم السريع” لن تتهاون في التصدي بقوة لاي محاولة انقلاب تستهدف نظام البشير.
(ح)-
طالبت الجماهير في المظاهرات السلمية بضرورة بسط الامن والامان في كل ربوع البلاد خاصة ولاية دارفور التي شهدت منذ عام ٢٠٠٣ مئات من المجازر الدامية ، والاغتيالات والاغتصابات، والخطف والحرائق، ولكن واقع الحال في سودان ما بعد ابريل ٢٠١٩، ان دارفور قد ساءت حالتها عن ذي قبل بعد خروج “اليوناميد”، وتقاعس الحكومة المتعمد في جمع السلاح من القبائل الدارفورية، ومن اغرب ما يجري في دارفور اليوم، ان القوات المسلحة في دارفور اصبحت مهمتها الاساسية العمل علي تهدئة القبائل المتحاربة بالاجاويد والتحنيس، والوقوف سد منيع ما بين المقاتلين ولسان حاله يردد “يا أخونا باركوها!!!”.. من كان يصدق ان الجيش الوطني بجلالة قدره اصبح اليوم (حجاز) دون ان يصيبه هناك في دارفور اي عكاز بحكم انه جيش مسالم لا ينحاز لاي طرف؟!!…من يصدق ان القوات المسلحة لزمت الثكنات وتركت قوات “الدعم السريع” وخمسة منظمات مسلحة اخري هي الظاهرة في الساحة العسكرية؟!!
(ط)-
كانت واحدة من اهداف مظاهرات ديسمبر ٢٠١٩، العمل علي رفع المعانأة عن كاهل ملايين الغلابي والمسحوقين، وان يكون في مقدورهم الحصول علي السلع الضرورية بصورة دائمة، ولكن الحال القديم ما تبدل بل اصبح اسوأ عن ذي قبل، واليوم السبت ١٢/ يونيو شهدت غالبية مدن السودان مظاهرات ضد سياسة الجوع والفقر، وهي نفس المظاهرات التي اسقطت الرئيس المخلوع.
(ي)-
طالبت الجماهير وقف التهريب الذي قصم ظهر الاقتصاد القومي، ولكن مع الاسف تواصلت عمليات خروج ملايين الدولارات ومئات اطنان الذهب من البلاد الي دولة الامارات وتركيا، وجاءت اخر الاخبار، ان (المتهم الوزير الولائي الأسبق للتخطيط العمراني عبد الباقي عطا الفضيل الخليفه صلاح صاحب 400 قطعة أرض وعقارات وممتلكات بولاية الخرطوم حيث لم تُحْجز بأكملها حسب ما قُدم من مستندات في البلاغات ولم يعرض إلى المحكمة وتم إطلاق سراحه بضمان مالي قدره 240 مليون جنية وكان الضمان عقار مشتبه فيه، عُلمت مصادرنا ان تم البيع والتنازل وتم نقل الاموال عن طريق ساعده الايمن من اهله وهو عمر عثمان مجذوب الذي استقر باسرته في تركيا حيث استقرار أموال الكيزان علماً انه بدون شهادات دراسيه وتعليم، كما عَلمت مصادرنا ان ابنته الدرداء عبدالباقي عطا الفضيل من خلال تعدد سفرياتها عن طريق مطار الخرطوم في شهر مارس تكررت ثلاث مرات ما بين القاهرة وتركيا
وقبل أيام سافرت بدون وضع اسمها على جهاز جوازت مطار الخرطوم ..) – انتهي الخبر –
٥-
يا عبدالفتاح البرهان، لقد تبقت فقط شهور من عمر فترة حكمك التي تنتهي في شهر نوفمبر القادم ٢٠٢١، اعمل شيء يدخل في ميزان حسناتك، حتي الان انجازاتك صفر كبير خلال فترة حكمك ايام المجلس العسكري الانتقالي والمجلس السيادي،…انت الرئيس السوداني الوحيد منذ زمن بعانخي وترهاقا حتي اليوم بلا رصيد في اي مجال سوداني، سواء كان مجال عسكري اومدني اوسياسي…يا عبدالفتاح اتمني ان يفتحها الله تعالي ونري منك انتفاضة حقيقة ضد الحاصل في مجلسكم السيادي.
مقالك السابق والحالي غير موفقين …. أنا بعتبره أنت بتنفخ في قربه مقدوده ….. دا باختصار …… كل الشعب عارف مين البرهان … هل البرهان سيسلم السلطة في نوفمبر 2021 … من هسي أقولها ليك …. البرهان وجماعته الكيزان ما بسلموا السلطة … والأن هم شغالين على كدا … الحوادث الحصلت في التتريس دي أخر نقطه عملوها علشان يشوهوا على الثورة والثوار …. وبعدها انقلاب ابيض كامل الدسم …. ونحن ماشين على السيناريو الحصل عند العدو المصري …
الحبيب، أبوقرجة.
تحية طيبة.
١-
بخصوص تعليقك وجاء فيه، ان الرئيس عبدالفتاح لن يتنحي عن منصبه في مجلس السيادة بعد خمسة شهور، وان البرهان وجماعته الكيزان ما بسلموا السلطة والأن هم شغالين على كدا، تجدني اوافقك الي حد كبير في رأيك هذا، خصوصآ ان الرؤساء العساكر الذين حكموا السودان لم يتنحوا من تلقاء انفسهم بل تحت ضغوط شعبية شديدة، حتي المشير سوار الذهب الذي ادعت كثير من الجهات السياسية والاعلامية ان تنحني من تلقاء نفسه هي اكذوبة، لان سوار الذهب كان يعلم بمخاطر عدم تنحيه.
٢-
الفريق /عبود خالف المجلس العسكري وابدي رغبته في التنحني رغم الضغوطات الشديدة التي واجهها من الاميرالاي/ حسن بشير نصر، شلة جنرالات ١٧ نوفمبر رغبوا في الاستمرار الدائم لحكم البلاد.
٣-
المشير/ جعفر النميري، رفض التنحني بعد ازمة السكر وغلاء الاسعار، واكد انه الوحيد القادر علي اصلاح الاحوال، وسيبقي في السلطة.
٤-
المشير/ البشير، كان دائمآ يؤكد انه غير ميال للاستمرار في الحكم ولن يترشح مجددآ في الانتخابات، ولكنه بقي الحكم ثلاثين عام.
٥-
قصدت من الكلام اعلاه، انه لا يجب ان نثق في جنرالات السودان، فاغلبهم انقلبوا علي القسم الذي ادوه اثناء احتفالات التخرج وكانت ايديهم علي المصحف والبرهان واحد منهم، (حميدتي لم يؤدي القسم!!).
٦-
لا اثق في تصريح البرهان انه سيتنحي، وحتي شهر نوفمبر ستقع في البلاد كوارث مصطنعة ومتعمدة بهدف ان الاوضاع تستدعي وجود رئيس عسكري يقود البلاد لبر الامان.
٧-
ولكن حتي لا اظلم البرهان، فانه ان كان قد عزم علي التنحني في شهر نوفمبر القادم، فعليه ان يستعجل تحقيق مطالب الملايين، واولها:
حل قوات “الدعم السريع” ودمج الضباط والجنود في جيش البلاد.
ثانيآ: هيكلة المؤسسات العسكرية.
ثالثآ: تسليم البشير، وعبدالرحيم حسين، واحمد هارون، وموسي هلال، لمحكمة الجنايات الدولية.
رابعآ:
تقديم السجناء السياسيين في سجن كوبر للمحاكمة.
خامسآ:
استعجال الاموال السودانية المهربة للخارج.
سادسآ:
بسط الامن والامان بصورة حاسمة في كل ربوع البلاد بواسطة القوات المسلحة المتراخية في اداء واجبها بتوجيهات عليا، وجمع السلاح.
سابعآ:
العمل علي رفع المعانأة عن كاهل ملايين الغلابي والمسحوقين، وذلك من خلال تطبيق سياسة اقتصادية جديدة.
٨-
بالطبع هناك عشرات المطالب الضرورية العاجلة الواجب علي مجلس السيادة في زمن حكم البرهان الاسراع فيها قبل ان تؤول السلطة الجديدة لاخر هو مدني.
سؤال للرئيس البرهان:
لقد سبق لك ان سافرت بمنتهي السرعة الي منتجع عنتيبي في اوغندا والتقيت هناك برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلماذا اذآ لا يسافر الرئيس المخلوع واحمد هارون الي لاهاي بنفس السرعة التي قمت بها الي اوغندا ؟!!، لماذا تماطل وتتباطأ عن عمد تسليم المتهمين الذين تطالب بهم محكمة الجنايات منذ عام ٢٠٠٨؟!!
سؤال للرئيس البرهان:
١-
ما السبب في عدم التصديق علي القرار الذي صدر من المحكمة باعدام التسعة والعشرين الذين قاموا باغتيال المعلم/ احمد خير، علمآ بان المحكمة القومية العليا، أيدت في يوم ١٥/ فبراير ٢٠٢١ أحكام الإعدام الصادرة بحقهم، وهم ال(٢٩) من عناصر جهاز المخابرات العامة أدينوا باغتيال الشهيد أحمد الخير، علمآ ان اسرة الراحل/ احمد خير رفضت بشدة قبول الدية واصرت علي تطبيق القصاص وتنفيذ الاحكام بالاعدام؟ !!
٢-
طال الزمان او قصر سيتم حكم الاعدام فيهم ، فلماذا اذآ كل هذا التعذيب النفسي للمحكومين في سجن كوبر؟!! ، هيبة الدولة تاتي عندما يتم تطبيق القوانين، ويشعر كل مواطن بوجود حاكم يحترم الدستور والقوانين.
والله كونوا يوفي بالوعد ويسلم رئاسة المجلس السيادي لي مدني، كدهـ بس معناها ما قصر، مطالب شنو البحققها ليك تاني !!!
الحبيب، محمد عوض.
تحية طيبة، الف شكر علي الزيارة والتعليق.
١-
غالبية السودانيين مع تنحني الرئيس البرهان بعد انتهاء فترة حكمه في نوفمبر القادم، ولكن يبدو ان المؤسسات العسكرية المختلفة: القوات المسلحة، قوات الدعم السريع، جهاز الامن الوطني، الشرطة، الجناح العسكري في مجلس السيادة عندها وجهه نظر اخري في موضوع التنحي، فهذه المؤسسات العسكرية حكمت البلاد لفترات فاتت ال(٥٢) عام من عمر الاستقلال، لذلك فهي تعتبر السودان باكمله جزء من القيادة العامة، ولا يحق لاي شخص “مدني” ان يقرب منها ويحاول الانفراد بحكمها، لذلك اتوقع وبنسبة (٧٠%) قد يتنحني البرهان وياتي بدله جنرال جديد في مجلس السيادة بترشيح من قادة القوات المسلحة، يعني بالعربي الفصيح (انقلاب تصحيحي)!!
٢-
قد اكون شطحت بعيدآ في تعليقي هذا، ولكن تاريخ القوات المسلحة السودانية ملئ با(لانتقلابات التصحيحة)، اذكر منها انقلاب جعفر النميري علي زملاءه “الضباط الاحرار” واطاح بهم خارج المجلس العسكري، وانقلاب البشير علي اعضاء “المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ” عام ١٩٩٢، ثم انقلابه علي الجبهة الاسلامية عام ١٩٩٩، ثم انقلاب بن عوف علي البشير عام ٢٠١٩….والساقية لسه مدورة!!
[email protected]
سؤال للرئيس البرلمان:
١-
منذ ان توليت السلطة في ابريل عام ٢٠٢١، قمت بعدة زيارات اذكر منها: اثيوبيا، ارتريا، اوغندا، تشاد، دولة السودان الجنوبي، دولة قطر، دولة الامارات العربية، مصر، الكويت، روسيا، فرنسا، المانيا،..وكلها زيارات كما نقول في المثل السوداني (ما جابت حق مريسة تام زين )!!، او بمعني اوضح كان الواجب ان تشدد في بعض هذه الزيارات علي ضرورة تآزر وتضامن حكومات هذه الدول علي استرداد الاموال السودانية المهربة الي الخارج، ان تطالب بقوة حق السودان في استرجاع ما تم نهبه خلال فترة حكم الرئيس المخلوع….
٢-
منذ ان توليت السلطة يا برهان ما سمعنا منك تصريح واحد حول مساعيك في مخاطبة دولة الامارات وتركيا وماليزيا في مسآلة الاموال السودانية في الخارج!!، ولا قرأنا وسمعنا بمباحثات قد تمت بينك وسفراء تركيا ومايزيا والامارات حول الاموال المهربة!!…فهل يستمر الحال الي ما عليه حتي نوفمبر القادم؟!! ام ستولي هذا الموضوع اهمية قصوي قبل التنحي؟!!