روشتات من التجاني الماحي!!

أشواقٌ وأشواك

منتصف الاسبوع المقبل اتى الى استقبال الصحيفة (ح,ي,أ) شاب تجاوز العقد الثالث من عمره , يحمل في يده حقيبة من القماش بها امتعته الخاصة, جلس الشاب على كرسي الاستقبال يسأل عن عوض فلسطيني فأبلغه من بالاستقبال بانه موجود فأخذ بورقة عبارة عن صفحة كاملة من كيس الاسمنت، سطحها بيده جيدا ثم بدأ يكتب عليها رسالة,راجيا ان انشرها له، واثناء كتابته حضرت انا من داخل الصحيفة كنت انوي الخروج الى مشوار قريب, بمجرد مروري على الاستقبال قال لي انت عو ض فلسطيني مش , فأجبته بنعم , قال انا لدى رسالة للامة الاسلامية دايرك تنشرها لي ,ولو ما لقيت طريقة تنشرها في الجريدة انشرها عندك في الواتساب!! فتبسمت وقلت له حاضر , طيب خليني اديك ورق ابيض, فرد قائلاً لا نحن غُبُش نكتب في الورقة دي وهو ينظر الى حذائه المغبر وقدميه التي يبدو عليهما اثر المسير!!
تركته يواصل في الكتابة وعدت من مشواري لأجد انه قد سطر صفحة كاملة من كيس الاسمنت خطها بعناية، فهو يكتب ولا يكل ولا يمل، وحركة الناس حوله جيئة وذهاب ,وعندما عدت تسلمت الرسالة معنونة (بالسيد الصحفي بجريدة الوان عوض فلسطيني)ولان الرسالة طويلة ووعدته بالنشر سأخذ منها روشتات فقط، وهي تمثل رؤية لاحد الذين تضرروا من الحرب في دار فور نفسيا واغلب الظن انه من ضحاياها الذين مكثوا في مستشفى التجاني الماحي فترة قبل ان يخرج الى المجتمع بما تبقي من ذاكرة ومعرفة لخلق تواصل على طريقته الخاصة التي يراها هو!!
قال(ح,ي) في رسالته ،كنت طالباً بكلية االعلوم البيطرية بجامعة نيالا ونزحت منها مرتين , المرة الاولى كانت بمخيم كلمة ولاية جنوب دار فور والثانية كانت الى ولايات السودان المختلفة بدأًية بولاية النيل الابيض وذكر محدثي انه قضى ١٨ سنة تعليم نظامي و١٠ سنة تعليم من مدارس الحياة المختلفة، مزدانة بآلاف الوان الحياة، وان العشرة سنوات اصبحت لى افضل واميز واجمل من ال١٨ عام!
و من ذكرياته قال انه كان يصلي في مسجد بامدرمان وان احد الدعاة قال لهم في وعظ انه وجد ورقة من المصحف الشريف في محل النفايات ، ولا يصلح اعادة استخدامها مرة ثانية لما حل بها من تمزيق ، فناشد الامام المصلين بالحفاظ على القرآن الكريم ووضعه في المكان الذي يليق به،،،، وهذه اول روشته!!
استطرد ضيفي وقال لقد استفدت من نصيحة الداعية وقادتني الى البحث في محل النفايات ووجدت ما لم اتوقعة في محل النفايات في سوق امدرمان داخل عربة نفايات بالبوستة حيث وجدت بحث كامل لنيل درجة الماجستير من جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسبلامية ويقول انه لطالبة من غرب البلاد جزورها من دارفور لان البحث مكتوب عليه اسم والدها ( ابكر) وقال( ح,ي) وقال ح ،ي، ولاكثر من ثلاثة شهور وانا ابحث في النفايات ما وجدت لا قطعة ورقة نقدية اجنبية ولا سودانية، ولكن اليوم في احدى شوارع مدينة المنصورة جوار مجرى المياه وجدت جنية حديد، شمال غرب منزل دكتور عبد الحميد موسى كاشا شمال شارع ليبيا بالاخلاء؟
وقال ضيفي ،عليه نناشد الجميع عبركم لان اسمكم وشعاركم الجمال بالحفاظ على المصحف الشريف وكل المؤسسات الاسلامية من السخرية بها ورميها في الاوساخ وهذه رسالته الثانية !
وقال نناشد عبركم الدول الاسلامية والسودانيين المغتربين للايجاد حلول جزرية بالقلم والفكر لمساعدة الحكومة اليتيمة المسكينة، لان بكري حسن صالح في احدى الجرايد قال كلنا ظروفنا صعبة نعمل شنو ؟؟
فقال (ح,ي) هذه هي الاجابة،،،،،، السودان سُلة غذاء العالم وشعاره نأكل من ما نزرع ونلبس من ما ننصنع وذهب قائلا المعاشاصعب والكوش ( محل النفايات ومجاري المياه) مليانة بالرغيف (عيش)وشوية الرهيفة البلدية واللحم ولكن القراصة ما شفتها بعيني خلال فترة البحث التي دامت ثلاثة شهور ؟إلا بضعة ايام وهذه رسالة ثالثة؟
وختم ضيفي رسائله بقوله , التدخل الجراحي لعلاج حال النفايات الحزينة, علاج شامل والمرحلة الاخيرة من مراحل العلاج هي نفايات خالية من الورق , لان تكاليف العلاج يدفعها المواطن الغائب العقل وميت القلب؟؟
واردف بعبارات (الاشراف رئاسة الجمهورية و (ناس الوفاق الوطني العملاق) وختم (كلنا ثقة في كريم تفضلكم وإستجابتكم !؟؟
مقدمه (ح, ي) نازح من جامعة نيالا كلية العلوم البيطرية ومن خريجي مدرسة الفاشر الجنوبية وخريجي مستشفى التجاني الماحي رائد المستشقيات الاقامة الحالية الثورة)!!
اعلاهارسائل كتبت على صفحة ورقة من كيس الاسمنت، وهي بحجم اكبر من صفحة الجريدة، بها الكثير من الكلمات التي تبحث عن رابط في بعض الاحيان، على الرغم من اهمية ما ورد بها من عبارات، حاولت اركز على ابرز النقاط، عليه اخلص واقول أن الشكر لضيفي(ح,ي) خريجى تجاني الماحي ونازح من حروب دار فور، وهذه السطور الاخيرة ربما هي الاكثر تعبيراً عن شرح الحال الذي يعيش فيه ضيفنا وعدد آلاف من ابناء شعبنا في كل مناطق الحروب والنزاعات، الذين اجبرتهم الحرب وآثارها النفسية وغيرها من الآثار ان يتركوا مقاعد كلية الطب البيطري لينتهي بهم المقام الى مستشفى التجاني الماحي ومن ثم البحث عن اكوام النفايات ليرشدونا بان نحافظ على بحوث العلم والمعرفة وان نبقى عشرة على آيات القرىن الكريم وكتابه وان لا نرمي ببقايا الطعام في اكوام النفايات وهي روشتات ربما عجز الكثير من افراد الشعب السوداني ان يقدموها لنا بواقع التجربة, اشواقنا ان يعم السلام ربوع البلاد وتستأصل اثار الحرب من نفوس الملايين من ابناء السودان الذين اجبرتهم اشواك القتال ومرارات النزوح واسكنتهم مشافي الامراض النفسية والعلقية، لنفتقد عقول لو استقام لها الحال لاسهمت مع الاخرين من اجل بناء الغد المشرق ولكن هيهات..

الوان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحيات للاستاذ عوض ويفه الكريم والحقيقة غن اوراق من المصحف والجرائد عليها ايات قرانية واحاديث شريفة واسم الله شئ يؤسف له والشوارع ملانة به تدوسه الاقدام ويتعرض للقذارات وكثير منه جهة المدارس أناشد شباب كل حي عمل حافظات في الشوارع وامام المساجد والمدارس لجمع هذه القصاصات ثم حرقها صونا لاسم الله عليها وعلى المعلمين ان ينبهوا التلاميذ لحفظ الصفحات في اماكن نظيفة وان تنبه الصحف قراءها لوجود ايات قرانية واحاديث واسماء الله الحسني في كل فقرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..