مقالات وآراء سياسية

الأساطير التي تعيق تطور التعليم في السودان

د. فضل المولى عبد الرضي الشيخ

ببزوغ ثورة 19 ديسمبر كتبتُ مقال بعنوان “ثورة 19 ديسمبر والتعليم” قدمتُ فيه رؤى متكاملة في علاج أمر التعليم، أشتملت علي تحليل وضعية الشاب السوداني “الذي هدفت سياسة النظام الهالك الي قهره وهدره بكافة السبل” في ظل حكومات المؤتمر الوطنى البائد بكافة مسمياتها، ومن خلال تلك الرؤية يظهر  أنّ الشباب السوداني الذي صنع ثورة 19 ديسمبر هو شريحة خاصة من شرائح شباب المجتمع السوداني  يمكن ان يُطلق عليه الشباب النبيل / الشُجاع،والشباب المُسلح بالوعي المُشبع بروح الإنسانية. وقد أشارت الورقة إلي أن بناء الشخصية المُقتدرة التي تتمتع بالكفاءات النفسية، والإجتماعية، والمعرفية، والمهنية، والإقتصادية، والسياسية، يتطلب نظام تربوي وطنى لكل من التعليم العام والعالي يُحقق التنمية المستدامة للجميع إضافة إلي الحرية والمساواة والعدالة، وأن تكون ثمرات هذا النظام المواطن الصالح. وعليه تم عرض هذه الرؤية التعليمية في سبعة محاور عالجت قضية التعليم في السودان علاجاً شاملاً، أشملت علي: الفلسفة التربوية، السلم التعليمي، المناهج الدراسية، القيادية التربوية، القياس والتقويم، إعادة هيكلة الوزارة، إضافة إلي المعلم والموارد البشرية.

عند إعلان تشكيل الحكومة الانتقالية في سبتمبر 2019م استبشر الجميع خيراً  ببدء مرحلة جديدة من تاريخنا أهم أولوياتها إقاف الحرب وبناء السلام، وأشار  رئيس وزراءها إلي أن “حُسن إدارة الفترة الإنتقالية سيفتح الطريق للسودان”. ومع مقدم الحكومة الإنتقالية بدأ التغيير  من أفكار المواطنيين لتحمل آمال عراض بمقدم الوزراء الجُدد، وزراء التكنوقراط وأصحاب الكفاءات، ليس وزراء تمكين أو محاصصة سياسية، غير أن القائمين علي أمر التعليم في الحكومة الإنتقالية، لم يقدموا مشروع متكامل يمثل رؤية لعلاج مُشكل التعليم في السودان. ومع تنامي بعض الأصوات في الشارع السوداني التي تُنادي بجملة من الوصفات التي نجحت في بعض الدول. مثل ألمانيا، فنلندا Finland، أسرائيل، قطر، وغيرها من الدول التي طبقت استراتيجيات نهضت بالتعليم فيها، مثل رفع نصيب التعليم في موازنة العام المالي من الموازنة العامة في الدولة، أو استراتيجية منطقة خالية من التعليم أو كما يُعرف بتعليم بلا إمتحانات،  واستراتيجية مرتب المعلم أعلى مرتب في الدولة، وإستراتيجية التجهيزات المدرسية المتكاملة، واستراتيجية رفع مستوى كفايات المعلمين، واستراتيجية الإهتمام بالتعليم الفني، وغيرها من الاستراتيجيات التي تم تطبيقها في كثير من الدول العالمية فنجحت نجاحاً مُنقطع النظير. ووفقاً لهذه الاستراتيجيات علي سبيل المثال تربعت الدولة العبرية علي عرش التطور العلمي في الشرق الأوسط، وفنلندا مٌنذ مطلع الألفية الثالثة علي عرش القراءة والرياضيات عالمياً، وتبوءت دولة قطر المركز الأول علي العالم العربي في التجهيزات التربوية، لدرجة صارت هذه الاسترتيجيات بين كثير من المهتميين بأمر التربية والتعليم هي الحلول السحرية التي سوف تحل مشكلة التعليم في السودان. غير أن شخصي الضعيف يرى ما لم تراه عين الشارع السوداني، وعكفتُ علي كتابة كُتيب لتقديم رؤية نقدية لدحض فاعلية هذه الاستراتيجيات في علاج المعضلة السودانية، واقدم ما قدمه نيوتين في صناعة المصباح الكهربائي، ولكن حدث ما لا تُحمد عُقباه بإعلان أول أستراتيجية بوصفها حلاً لعلاج بعض تشوهات مشكلة التعليم في السودان وهي رفع نصيب التعليم في موازنة العام 2020م، وخوفاً من أن تسير مسيرة الإصلاح في الوعر حولتُ فكرة الكتاب إلي سلسلة من المقالات بعنوان الأساطير التي تعيق مسيرة التعليم في السودان، وبالرغم من أن الأسطورة حكاية أو قصة تعود إلي الزمن البعيد تُعبر عن أشخاص وأحداث خرافية، لتمثل نقلة نوعية، ربما يكون وضعها في السودان على العكس تماماً، وهذا ما تناقشه هذه السلسلة من المقالات تبدأ بدحض فاعلية أول إستراتيجية تبنتها دولة الحكومة الإنتقالية.
د. فضل المولى عبد الرضي الشيخ
[email protected]
* أستاذ مشارك بجامعة الخرطوم – كلية التربية.

تعليق واحد

  1. كنت أحاول قراءة هذا المقال رغم تواضع محتواه وكثرة أخطائه اللغوية حتى وصلت الى هذه الجملة ( … وتبوءت دولة قطر المركز الأول علي العالم العرب.. الخ ) فاصبت بتقزز شديد ونفضت ثوبي منه.
    والله عيب عليك وأنت تتناول موضوع تعليمي تربوي وتقع في هذه الأخطاء الفاحشة علما بأن قواعد الإملاء وكتابة الهمزة من أوائل الدروس في المدارس الابتدائية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..