عمر الدقير .. لا تخض مع الخائضين !!

في تصريح منسوب للقيادي بحزب المؤتمر السوداني عمر الدقير قال ” بأن الانتخابات إذا فُرِضت علينا سنخوضها مع الخائضين ” ووجه الغرابة في هذا التصريح في قوله ” إذا فُرِضت ” .. فمن الذي يفرضها ؟ ولا نعلم جهة تنادي أو تتوقع أو تبشر بانتخابات مبكرة سوى السيد / الصادق المهدي ، ومن ثم فلا ضغوط فعلية لانتخابات مبكرة إلا إن كان الدقير يتوقع إخفاق حكومة يعتبر حزبه جزءا منها حتى تتنحى مجبرة عن القيادة وتعلن الانتخابات المبكرة .. والمناداة بهذا خرق للوثيقة الدستورية وتطلع غير مشروع واستعجال للانفراد بالحكم وأحلام ربما يفيق منها الدقير حين ” يأتيه اليقين ” بنتيجة الانتخابات.
والدقير المعجب بتنميق وتزويق الكلام وتزيين العبارات والاقتباسات أخذ عبارته من الأية الكريمة ” وكنا نخوض مع الخائضين ” وهو موقف غير سديد واستشهاد غير رشيد والخوض مع الخائضين بهذا المعنى تعجُّل وتخبُّط دون رويّة ولا رؤية ولا تدبُّر ولا تفكُّر ، وجاء في الرواية أن الآية الكريمة تعني ” أي نتكلم فيما لا نعلم ” و” نخالط أهل الباطل في باطلهم ” و” كلما غوى غاوٍ غوينا معه ” والغاوي هو الضال المضل .. وبهذا يكون الدقير قد خالط أهل الباطل من دعاة الانتخابات المبكرة في باطلهم وغوى مع الغاوين وأولهم الصادق المهدي ومن دونه كثير ممن لا تعلمونهم .
وقد نجد العذر لثعلب السياسة العجوز الصادق المهدي في دعوته لكونه ترك حلفاءه من الحاكمين غارقين في أزمات الحكم ومحاولات إصلاح ما دمره الإخوان المسلمون وذهب يطوف ولايات السودان جنوبا وشرقا وغربا وشمالا ليستعيد مجد حزبه وبريقه وبدأ فعليا التخطيط لجمع كيان الأنصار وأحزابه المتفرقة وإعادة بناء أركانه المتصدعة وحمل ابنه عبد الرحمن المهدي للاعتذار عن مشاركته تمهيدا لعودته للصف الأول في قيادة الحزب وبدأ يغازل المتمردين عليه في الحزب من أسرة المهدي وغيرها وسينجح في نهاية المطاف في إعادتهم للحزب الأم ، وهو بذلك يطلق حملته الانتخابية مبكرا ،
لكن بالمقابل ما الذي فعله الدقير لكي يخوض مع المهدي وغيره المنافسة ؟؟ وهل بلغ به سوء التقدير أن يظن الظنون بأن حزبه لديه قدرة الأحزاب الكبرى التي تستطيع الحصول على مقاعد تمكنه من الحكم أو حتى المشاركة فيه ؟؟ فإن كان يرى ذلك فهو ضرب من الوهم والحسابات الخاطئة .. المؤتمر السوداني تنظيم طلابي وليس حزبا جماهيريا ولا ننكر مساهمته ومواقفه ضد النظام البائد .. لكن الانتخابات لن تكون في الخرطوم وأم درمان ولا في الجامعات ولا على مواقع التواصل بين من عرفوا المؤتمر السوداني بل وهناك معضلة لم يفطن لها المؤتمر السوداني وهي أن هناك خلطا بينه وبين المؤتمر الشعبي بحيث لا يميز العامة بينهما وقد يسبب له ذلك الكثير من المتاعب الانتخابية..
والدقير نفسه يعلم كما أعلم كيف وصل لرئاسة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وكان كاتب هذه السطور واحدا ممن ساهموا في تلك الحملة وذلك عبر تحالف حزبي عريض لإسقاط الإخوان المسلمين الذين كانوا في خندق النميري وقتذاك .. ولولا تلك الجهود المتضامنة لما تمكن من الوصول ثم سرعان ما فقد ذلك الموقع في الانتخابات التي تلت ذلك العام .. ومن ثم فإن تجارب التحالفات هي وحدها الكفيلة بتحقيق الانتصارات على المتأسلمين.
الحقيقة التي نود التنبيه إليها هي أن الأحزاب غير الطائفية ” مثل الأمة والاتحادي ” بمختلف توجهاتها سواء كانت يسارية مثل الشيوعي والناصري والبعث أو يسار الوسط مثل المؤتمر السوداني لن يكون لها أي دور مؤثر في أي انتخابات مبكرة ولن يتعدى فوزها أصابع اليد في حال أحسنت حساباتها أو ربما خرجت من المولد بلا حمص !!
ولعل الحل والبديل المنطقي يكون أولا في رفض الانتخابات المبكرة وذلك لمنح الفرصة لتلك الأحزاب لعرض أفكارها وبرامجها وندواتها ومهرجاناتها للتعريف بنفسها وقياداتها في كل السودان بعد أن غابت لثلاثين عاما حسوما .. بل كان العقل يستدعي أن تطالب بإطالة الفترة الانتقالية لذات الغرض وإلا فإنها ستفاجأ بأن حليمة عادت لسيرتها القديمة كما حدث في أعقاب انتخابات الديمقراطية الثالثة التي خرجت منها القوى الحديثة بـ ” قد القفة “.
وثانيا يكمن الحل الموضوعي في تشكيل تحالف عريض يضم قوى الحرية والتغيير والمهنيين ويعلن قبل وقت كاف على الأقل بانتهاء السنة الأولى من الفترة الانتقالية ويضع برنامجا تنمويا وإصلاحيا شاملا ويشمل ملامح الدستور الدائم المرتقب ، تلتزم به هذه المكونات وتبدأ في طرحه والترويج له والتبشير به في كافة بقاع السودان وتتفق على مرشحيها في الدوائر كافة وتوزيعها بحسب قدرات وإمكانيات ووزن كل حزب شعبيا أو سياسيا .. وأما غير ذلك فنتيجته محسوبة ومحسومة سلفا لكل ذي بصر وبصيرة.
إن من يتمعن في خارطة السياسة في السودان يصل بغير جهد إلى أن الانتخابات المبكرة قد تعيدنا لمربع السياسة القديم وأسميها من الآن ” انتخابات الردة ” التي نخشى أن ترتد فيها الجماهير من الثورة إلى العودة إلى ما كنا فيه والذي انتهى بالديمقراطية الثالثة وما صاحبها من تفريط .. والأخطر من ذلك أن الإخوان المسلمين سوف يغيرون من جلودهم لدخول الانتخابات ما لم يتم منع جميع رموزهم التي سبق لها المشاركة في الانتخابات ” بقانون ” من المشاركة على الأقل في الانتخابات الأولى التي تلي الفترة الانتقالية .. فهم يملكون وإلا فابشروا بعودتهم مع الثنائي التقليدي الأمة والاتحادي.
الحديث للإعلام سهل لكن حساب الحقل في كثير من الحالات يختلف عن حساب البيدر وذلك ما يقع فيه حزب المؤتمر ممثلا بالدقير.
نشير أيضا إلى كثرة الانتقادات التي أصبحت تتردد من رموز في قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين ممن يفترض أنهم مسؤولون عن السياسات الحكومية ونسمع هذه الأيام عبارات منهم مثل ” تصريح غير موفق ” و” نحن غير راضين ” و” نعترف أن الحكومة فشلت في كذا وكذا ” و” نعترف بزيادة الأزمات إلخ ” .. وهذا تبرير للذات وهروب من المسؤولية فإن حدث إخفاق فله مبرراته وإن حدث تأخير فله أسبابه وعليهم شرح ذلك بدل التواري خلف الباب وإطلاق عبارات تطعن في الحكومة ..وما الذي يمنع هؤلاء من إصلاح الخلل والتنبيه له قبل وقوعه ؟؟
مثل هذه المواقف المعيبة والمائعة و” المدغمسة ” تعتبر تحريضا على الثورة وانحيازا لأعدائها والصحيح أن يتحمل أصحاب هذه العبارات المسؤولية التي تصدوا لها باعتبارهم قادة في الحرية والتغير وتجمع المهنيين .
وأخيرا يا الدقير .. رجاء لا تخض مع الخائضين.. في دعوات الباطل فالغرق نتيجة حتمية لا تحتاج إلى من يبصركم بها والسلام.
أبو الحسن الشاعر
[email protected]
كلام عين العقل, خاصة فكرة الجبهة ذات البرنامج لخوض اول انتخابات وإلا الطوفان.
شكرا ابو الحسن كفيت ونصحت
انكشف امر هذا الدقير لم يخالجني شك ان الدقير لا يمتلك اي خبره سياسيه.. رئاسته لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم لم ولن تجعل منه سياسيا. لقد اكتوي شعبنا برؤساء اتحادات الطلاب الذين اعتلي بعضهم كرسي السلطه واذاقوا شعبنا الويلات ولعل فترة حكم الكيزان البائسه خير دليل علي ذلك حين تسلط علي رقابنا رؤساء واعضاء اتحادات الطلبه في جامعة الخرطوم وغيرها مثل علي عثمان والطيب سيخه والغازي صلاح الدين والمتعافي ومطرف صديق و مصطفي اسماعيل وووالخ. وحدث ماحدث كما يقول الكباشي.
عمر الدقير وابراهيم الشيخ وحزبهم المؤتمر السوداني سلموا امرهم للصادق المهدي الذي لم يعترف ابدا بثورة ديسمبر المجيدة ولا يعتبرها ثوره لانه لم يخطط لها ولم يكن قائدا لها.
ولعل بدعة الامام ما سمي بالهبوط الناعم لم يوافق عليها سوي المؤتمر السوداني والكيزان
كلنا يعلم ان المليونير ابراهيم الشيخ اغتني في فترة حكم الانقاد وشارك اخوة الدقير الكيزان في حكم السودان وكل الجرائم التي ارتكبت في حق شعبنا يعتبروا من المشاركين فيها وسياسة الهبوط الناعم تعني الافلات من العقاب والاحتفاظ بالاموال المسروقه.
لن نفقد الامل،شباب الثوره والكنداكات يقظين والثوره التصحيحية لابد منها لكنس الشوائب من قوي الحريه والتغيير وغدا لناظره قريب.