توطين صناعة الدكتاتور

عادل إبراهيم حمد

داخل الإنسان ميل لتضخم الذات بما يبعث الاندهاش. فقد تضخمت (الأنا) في فرعون مصر حتى حسب نفسه محور الكون فقال {أنا ربكم الأعلى}. وبدرجة أقل. جسّد لويس الرابع عشر الدولة في شخصه فقال (أنا الدولة).. للدكتاتورية نماذج لافتة في مختلف العصور. وهي نتاج لطبيعة بشرية حيث يظن كل شخص أن رأيه هو الأصوب، ويتفاوت الناس في طريقة فرض آرائهم الشخصية، لكنهم كلهم يتمنون أن تسود آراؤهم. فإذا توفرت أسباب نمو الدكتاتورية في هذه النفس المهيّأة ظهرت نماذج الدكتاتورية بمختلف صورها. وقد يكون الدكتاتور بكامل مواصفاته منذ بدء حكمه في نظام صمم أساساً ليكون دكتاتورياً. فينشئ النظام جهازاً أمنياً قامعاً يكبت الحريات العامة و (يبني) المعتقلات. ويخلق النظام آلة إعلامية تعبوية ضخمة. تجيد الهتافيات وتمجد الزعيم وتتغنى بإنجازات جلها غير موجود على أرض الواقع.. وقد يبدأ الدكتاتور صغيراً فتضخمه بطانة ارتبطت مصالحها بوجود الرئيس في السلطة. تزين للحاكم كل ما يفعل وتبحث عن أسباب إرضائه وتتحرى مواضع ميوله وأمزجته.. ومع ضعف كوابح النفس الجامحة تظهر نماذج دكتاتورية كاريكاتورية تعبر عن حب التسلط وعن جنون العظمة. ويذكر في هذا المجال ضمن أمثلة كثيرة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي أصبح مادة للتسلية لوسائل الإعلام التي كانت تتبارى في إظهار خطبه العجيبة. وكذلك كان الإمبراطور بوكاسا الذي أصر في احتفالات عبثية على تنصيب نفسه إمبراطوراً على (إمبراطورية) إفريقيا الوسطى.. وأدخل هتلر وموسيليني البشرية في حرب قضت على عشرات الملايين لا لشيء سوى الطموحات الشخصية للدكتاتور. ويحكى أن ستالين لم يكن يرضى بروز أي قطب بجانبه ولو كانت زوجة سلفه الراحل لينين؛ فلما أحس منها ميلاً للأضواء. استدعاها وهددها بسحب لقب (أرملة لينين) منها.

عاش السودان نماذج دكتاتورية بعد أن تمّ بنجاح توطين صناعة الدكتاتور تقليداً لنماذج في المنطقة العربية وخارجها. سمعت سفيراً سابقاً يقول: إنه قد كلف بحكم عمله في مراسم الخارجية بمهام مراسمية خلال زيارة للرئيس عبدالناصر إلى السودان في أوائل العهد المايوي. الشيء الذي مكن السفير من متابعة تفاصيل دقيقة خلال الزيارة. منها أن الرئيس نميري وبعد أن أكمل مراسم استقبال ضيفه وأوصله إلى مقر إقامته. واصل مساره إلى القصر وصحبه سياسي كبير تقلد منصباً وزارياً في مايو. وظل هذا السياسي متهافتاً أمام الرئيس يردد على مسامعه مدحاً مبتذلاً. قال السفير إنه قد صعق عندما سمع السياسي الكبير يقول للرئيس نميري (هع أب سدراً باب. والله عبدالناصر جنبك قزم). وظل السفير ينبه كلما حكى هذه القصة إلى أن السياسي لم يكتف بالمداهنة والتهافت والابتذال، بل يصر على كذب مفضوح لأن عبدالناصر كان عملاقاً أعطاه الله بسطة في الجسم.. ثم يقول إن القصة نموذج لما يفعله مثقفون بهذا الوطن حين يوهمون قادة بما ليس فيهم حتى تتضخم فيهم الذات ويصدقون أنهم أنصاف آلهة. ويقول: إن النميري الذي كان ينظر لهذا السياسي حتى قبل أيام من وقوع الانقلاب باعتباره مفكراً وعالماً. لا بد أن يطغى حين رأى بعد أشهر قليلة من الانقلاب هذا العبقري يتقافز أمامه كالأراجوز يمدحه ويخطب وده.. وهكذا تحول نميري تدريجياً إلى دكتاتور تدور في فلكه بطانة المداهنين والمبررين والدجالين. وتقلب في فترة حكمه بين مواقع اليساري الذي يؤمم ويصادر والإسلامي الذي يطبق الحدود كيفما اتفق. ليجد عند كل محطة من يبرر له كل منقلب جديد.

يعيش السودان اليوم مرحلة دكتاتورية جديدة. فقد كان النظام شموليا بحكم مجيئه عبر انقلاب عسكري؛ لكن لم يظهر في بداياته قطباً أوحد ليكون مشروع دكتاتور يأتمر الناس بأمره. ولعل السبب الرئيس في ذلك هو أن الأب الروحي للنظام الجديد حسن الترابي قد فضّل حينها العمل من وراء الكواليس، ثم مرّ النظام بمفاصلة أبعدت الترابي لكنها لم تبرز قيادياً محدداً يلتف أهل النظام حوله، بل ظهرت مراكز قوى متعددة تصارعت حول السلطة. في هذه الأثناء قرر الرئيس البشير الاستفادة من إجماع المتصارعين عليه. فقرر الاستفراد بالسلطة مستعيناً على ذلك بالمؤسسة العسكرية التي قدمته، خاصة أنها تملك بحكم قوتها المادية أداة حسم الصراع، وكانت اللحظة الحاسمة حينما قدم الرئيس الجيش على الحزب، وأطاح بالفريق المدني الحاكم بإبعاد علي عثمان ونافع وعوض الجاز. وتقديم الفريق بكري حسن صالح لمنصب النائب الأول الذي كان حكراً على المدنيين.. تركزت القيادة في الثلاثي العسكري الرئيس ونائبه ووزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين، وعلت شعارات المداهنة الممكنة للدكتاتور مثل شعار (الرئيس صمام الأمان)، أو أن السودانيين قد يختلفون على أي شيء إلا على رئاسة البشير. وهكذا أصبحت قضايا وطنية كبيرة تحت رحمة الرؤية الشخصية للدكتاتور الجديد. وأصبح الحوار الوطني أول ضحايا رؤيته غير الموفقة؛ حيث عمد الرئيس إلى الإقصاء الذي لا يتماشى -بداهة- مع أجواء الحوار، بل لم يدرك خطر الاعتقال والأحكام الغيابية بالإعدام على عملية الحوار التي تستلزم مرونة وتنازلات من الداعي للحوار الوطني.. ولم يعدم البشير بالطبع من يبرر قراراته الضارة بالحوار حتى أحيطت آراء الرئيس بقداسة جعلت رئيس الوفد المفاوض إبراهيم غندور عاجزاً عن مكاشفة الرئيس بحتمية فشل الحوار مع حملة السلاح ما دام الحزب الحاكم قد أفشل الحوار الداخلي مع الأحزاب المعارضة المسالمة ليظل رئيس الوفد المفاوض في رحلات راتبة إلى أديس أبابا بحثاً عن حل تركه في الخرطوم.. هي حالة لا تبشر ببوادر لتسوية سياسية في السودان بعد أن اكتملت أركان الدكتاتورية في حاكم يحرص أشد الحرص على تكرار إعلانه باعتقال معارضين فور وصولهم أرض الوطن.

حالة الدكتاتورية وأضرارها تجعل قرار التنازل طواعية عن السلطة أهم قرار يتخذه الحاكم. وينم عن تسامي فوق التسلط وانتصار على نزوع النفس إلى الهيمنة وإيمان بضرورة التغيير؛ لذا تظل صور الترجل طواعية عن صهوة السلطة وعن شهوة الحكم من أروع المشاهد الإنسانية، ومن أبرزها تنازل المشير سوار الذهب والجنرال أوباسانغو والرئيس سنغور والزعيم نيلسون مانديلا وأمير دولة قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.. فهلا حذا الرئيس البشير حذوهم؟ الدلائل لا تشير إلى ذلك.. لكن لعل وعسى.
? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مقال رائع يستحق الاشادة والتقدير لكن لم يحالف كاتب المقال التوفيق عندما قام بادراج اسم المشير سوار الدهب ضمن عددا من القادة الذين تنازلوا عن السلطة طواعية فهذه الاشارة غير صحيحة تماما لان سوار الذهب تولى السلطة عقب انتفاضة وثورة شعبية عارمة تمكنت من التخلص من ديكتاتور بشع اذاقها ما اذاقها من العذاب لذلك لم يكن امامه من سبيل الا الالتزام بميثاق الانتفاضة الذي الزمه بفترة انتقالية محددة ومن ثم التحضير لانتخابات حرة مباشرة وتسليم السلطة لحكومة منتخبة .. وقد روجت جهات سياسية من الداخل من داعمي الديكتاتورية والشمولية للرجل باعتباره زاهدا في السلطة وصفقت له في هذا الشان ومن ثم انتشرت هذه الفرية الكاذبة وصدقتها بعض شعوب حول المنطقة تجثم على صدرها ديكتاتوريات لسنين طويلة واندهشت لهذا الامر .. ومن المفجع ان نفس هذه الجهات السياسية التي روجت لفرية التنازل الطوعي لسوار الدهب هي نفسها التي تجثم على صدر شعبنا الباسل وتذيقه ويلات العذاب وكم كانت تتمنى لو ان سوار الذهب مضى في الحكم ليحقق لها احلامها كما يسر لها الكثير من الامور التي ساعدتها في حصد تلك المقاعد من البرلمان في غفلة من الزمن .. سوار الذهب يا صديقي كاتب المقال لم يكن امامه طريق غير تسليم السلطة لان قصر فترة حكمه الملزمة لم تمكنه من التفرعن .

  2. تجاوزت (مفاهيم) الانسان قبل فترة غير قليلة من قبل ولوج عصر الصناعة فالعقد الاجتماعي ودولة الموسسات لا تحتاج للدكتاتوري او الوصي علي الاخرين ..و ذكر الكواكبي ( بان الامام العادل لا يجود به الزمان الا كل قرن ..اذا لا مناص من حكم الشورة..).
    و دايما هناك مراجعات و قفذات نحو الانسانية و نقد للذين يركنون للوصايا و هم اصحاب الخمول العقلي او الذين لا يتحملون المسوؤلية..فعلي سبيل المثال كتابات جورج ارويل ونقده من خلال الرواية.
    الاغرب ما في الامر متثاقفي السودان او ما يدعون الانتلجنسيا الوعية و تحسب نفسها وطنية طالما تارجحوا علي حلقة (الديموقراطية / ديكتاتورية)…فهل ذا يعزي لعدم الثبات في الميداء ام ما زالو يمورون بمرحلة التمرن و القراءة حتي ان ما يدعونه من نقد لم يكن مكتمل او بالوضح الذي ينم عن الدرس والتجربة مع ان دراما السياسة السودانية و عناصرها اكتمل بعمر افراد منهم و هم كثر..فهل هو الضعف بعينه المخيانة الماثلة….
    فالكاتب المحترم (عادل حمد) ناصف الصواب و ابدع لعنوان مقالته (توطين صناعةالدكتاتورية) و لا بد انه اختزل كثير من مقومات هذه الصناعة في عدم ذكر كثير من الاسباب المجتمعية و التاريخية و حتي الصحية النفسية …من تاثيرات القمع و القبن المركب و المتلازم لفترات ليست بالقليلة و علي مستوي الفرد من سايكلوجية نشاءة الفرد و تكونها و ما صاحبها من ما هو يحدث الان… و صحفنا تعبر من خلالها كأحداث ليس الا..!!

  3. ظللت انادي بان الحل في اشعال حرب عصابات المدن. للاتي:-
    النظام الفاشي البوليسي الذي يستطيع ان يقتل بدم بارد صبيان المدارس ، ويغتصب القاصرات . هذا النظام لن يترك الحكم الا بالقوة ، حتى لو تتطلب الامر اشعال حرب اهلية او وصول هاوية الصومال و سوريا و ليبيا. لن يجدي الحوار مع النظام الاطرش.
    الاضراب السياسي حسب الواقع المعروف . لا وجود لنقابات عمال و مهنيين كما كانت الحالة في اكتوبر و مارس ابريل. لا وجود لمؤسسات دولة ، توجد مؤسات قطاع خاص وتوقف العمل بها لا يهم الحكومة ، على الاقل ترتاح من صرف رواتب واجور. فاقتصاد النظام في جيوبهم. ولا يهمهم ان مات ثلثي السكان بالجوع كما قال احد قادنهم.
    الحاصل تدني مستوى الوعي العام وذلك لنزوح خير ابناء السودان لخارج البلاد . 11مليون مهجر. وايضا تدني مستوى التعليم و الثقافة العامة نتيجة لسياسات العصابة في تجهيل الناس و نشر الخرافة و الدجل وسط الناس بدلا عن العلم.
    في مثل هذه الظروف ، ظروف تدني الوعي العام، يكون من واجب الطلائع ، طلائع الوعي وهي بالضرورة قليلة العدد. على الطلائع القيام بواجب قيادة المقاومة المسلحة للاطاحة بالعصابة الحاكمة. وبعد ذلك تدخل في برنامج مكثف لمحو الامية اولا و تثقيف عامة الناس بالثقافة اللائقة للبشر.
    ولنا في تجربة الاورغواي في حرب عصابات المدن دليل مكتوب.

  4. سوار الذهب كان رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي ولم يتقلد هذا المنصب الا لكونه الاعلى رتبة في القوات المسلحة وقت الاطاحة بنظام نميري الذي كان وزير دفاعه . وتحت ضغط الضباط ارغم على تولي الرئاسة حيث تذرع ببيعته للنميري .. وعليه فسوار الذهب لم يتنازل طواعية عن السلطة بل تنحى تنفيذا لميثاق الفترة الانتقالية وكانت الثورة لا تزال في اوجها ولم يكن بمقدوره البقاء في السلطة ….علاوة على كونه فشل فشلا ذريعا في حسم الكثير من القضايا الكبرى بحسم المد الثوري والشرعية الثورية …وما كنت اظن ان كاتبا مثلك يملك ناصية الكلمة والقدرة على التحليل يضرب المثل بسوار الذهب الذي انخدعت به الانظمة العربية وظنوه قد زهد في السلطة ووصفوه بانه سوار من ذهب بينما هو في حقيقة الامر سوار من الفالصو…قاد حملة البشير الانتخابية واسترزق من منظمة الدعوة الاسلامية ولا يزال يسير في ركاب الدكتاتورية …

  5. الاخ عادل وينك ووين ايام والله الشوق بحر حاولت مرارا وتكرارا ان اتحصل على عنوانك ولكن كل محاولاتي لم تكلل بالنجاح وهاهي الفرصة اتتني في ظهورك بهذا المقال اتمنى التواصل على تلفوني 050 8270211 وياريت رقم تلفونك

  6. مقال رائع يستحق الاشادة والتقدير لكن لم يحالف كاتب المقال التوفيق عندما قام بادراج اسم المشير سوار الدهب ضمن عددا من القادة الذين تنازلوا عن السلطة طواعية فهذه الاشارة غير صحيحة تماما لان سوار الذهب تولى السلطة عقب انتفاضة وثورة شعبية عارمة تمكنت من التخلص من ديكتاتور بشع اذاقها ما اذاقها من العذاب لذلك لم يكن امامه من سبيل الا الالتزام بميثاق الانتفاضة الذي الزمه بفترة انتقالية محددة ومن ثم التحضير لانتخابات حرة مباشرة وتسليم السلطة لحكومة منتخبة .. وقد روجت جهات سياسية من الداخل من داعمي الديكتاتورية والشمولية للرجل باعتباره زاهدا في السلطة وصفقت له في هذا الشان ومن ثم انتشرت هذه الفرية الكاذبة وصدقتها بعض شعوب حول المنطقة تجثم على صدرها ديكتاتوريات لسنين طويلة واندهشت لهذا الامر .. ومن المفجع ان نفس هذه الجهات السياسية التي روجت لفرية التنازل الطوعي لسوار الدهب هي نفسها التي تجثم على صدر شعبنا الباسل وتذيقه ويلات العذاب وكم كانت تتمنى لو ان سوار الذهب مضى في الحكم ليحقق لها احلامها كما يسر لها الكثير من الامور التي ساعدتها في حصد تلك المقاعد من البرلمان في غفلة من الزمن .. سوار الذهب يا صديقي كاتب المقال لم يكن امامه طريق غير تسليم السلطة لان قصر فترة حكمه الملزمة لم تمكنه من التفرعن .

  7. تجاوزت (مفاهيم) الانسان قبل فترة غير قليلة من قبل ولوج عصر الصناعة فالعقد الاجتماعي ودولة الموسسات لا تحتاج للدكتاتوري او الوصي علي الاخرين ..و ذكر الكواكبي ( بان الامام العادل لا يجود به الزمان الا كل قرن ..اذا لا مناص من حكم الشورة..).
    و دايما هناك مراجعات و قفذات نحو الانسانية و نقد للذين يركنون للوصايا و هم اصحاب الخمول العقلي او الذين لا يتحملون المسوؤلية..فعلي سبيل المثال كتابات جورج ارويل ونقده من خلال الرواية.
    الاغرب ما في الامر متثاقفي السودان او ما يدعون الانتلجنسيا الوعية و تحسب نفسها وطنية طالما تارجحوا علي حلقة (الديموقراطية / ديكتاتورية)…فهل ذا يعزي لعدم الثبات في الميداء ام ما زالو يمورون بمرحلة التمرن و القراءة حتي ان ما يدعونه من نقد لم يكن مكتمل او بالوضح الذي ينم عن الدرس والتجربة مع ان دراما السياسة السودانية و عناصرها اكتمل بعمر افراد منهم و هم كثر..فهل هو الضعف بعينه المخيانة الماثلة….
    فالكاتب المحترم (عادل حمد) ناصف الصواب و ابدع لعنوان مقالته (توطين صناعةالدكتاتورية) و لا بد انه اختزل كثير من مقومات هذه الصناعة في عدم ذكر كثير من الاسباب المجتمعية و التاريخية و حتي الصحية النفسية …من تاثيرات القمع و القبن المركب و المتلازم لفترات ليست بالقليلة و علي مستوي الفرد من سايكلوجية نشاءة الفرد و تكونها و ما صاحبها من ما هو يحدث الان… و صحفنا تعبر من خلالها كأحداث ليس الا..!!

  8. ظللت انادي بان الحل في اشعال حرب عصابات المدن. للاتي:-
    النظام الفاشي البوليسي الذي يستطيع ان يقتل بدم بارد صبيان المدارس ، ويغتصب القاصرات . هذا النظام لن يترك الحكم الا بالقوة ، حتى لو تتطلب الامر اشعال حرب اهلية او وصول هاوية الصومال و سوريا و ليبيا. لن يجدي الحوار مع النظام الاطرش.
    الاضراب السياسي حسب الواقع المعروف . لا وجود لنقابات عمال و مهنيين كما كانت الحالة في اكتوبر و مارس ابريل. لا وجود لمؤسسات دولة ، توجد مؤسات قطاع خاص وتوقف العمل بها لا يهم الحكومة ، على الاقل ترتاح من صرف رواتب واجور. فاقتصاد النظام في جيوبهم. ولا يهمهم ان مات ثلثي السكان بالجوع كما قال احد قادنهم.
    الحاصل تدني مستوى الوعي العام وذلك لنزوح خير ابناء السودان لخارج البلاد . 11مليون مهجر. وايضا تدني مستوى التعليم و الثقافة العامة نتيجة لسياسات العصابة في تجهيل الناس و نشر الخرافة و الدجل وسط الناس بدلا عن العلم.
    في مثل هذه الظروف ، ظروف تدني الوعي العام، يكون من واجب الطلائع ، طلائع الوعي وهي بالضرورة قليلة العدد. على الطلائع القيام بواجب قيادة المقاومة المسلحة للاطاحة بالعصابة الحاكمة. وبعد ذلك تدخل في برنامج مكثف لمحو الامية اولا و تثقيف عامة الناس بالثقافة اللائقة للبشر.
    ولنا في تجربة الاورغواي في حرب عصابات المدن دليل مكتوب.

  9. سوار الذهب كان رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي ولم يتقلد هذا المنصب الا لكونه الاعلى رتبة في القوات المسلحة وقت الاطاحة بنظام نميري الذي كان وزير دفاعه . وتحت ضغط الضباط ارغم على تولي الرئاسة حيث تذرع ببيعته للنميري .. وعليه فسوار الذهب لم يتنازل طواعية عن السلطة بل تنحى تنفيذا لميثاق الفترة الانتقالية وكانت الثورة لا تزال في اوجها ولم يكن بمقدوره البقاء في السلطة ….علاوة على كونه فشل فشلا ذريعا في حسم الكثير من القضايا الكبرى بحسم المد الثوري والشرعية الثورية …وما كنت اظن ان كاتبا مثلك يملك ناصية الكلمة والقدرة على التحليل يضرب المثل بسوار الذهب الذي انخدعت به الانظمة العربية وظنوه قد زهد في السلطة ووصفوه بانه سوار من ذهب بينما هو في حقيقة الامر سوار من الفالصو…قاد حملة البشير الانتخابية واسترزق من منظمة الدعوة الاسلامية ولا يزال يسير في ركاب الدكتاتورية …

  10. الاخ عادل وينك ووين ايام والله الشوق بحر حاولت مرارا وتكرارا ان اتحصل على عنوانك ولكن كل محاولاتي لم تكلل بالنجاح وهاهي الفرصة اتتني في ظهورك بهذا المقال اتمنى التواصل على تلفوني 050 8270211 وياريت رقم تلفونك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..